مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في سياق استعداد مساجد ألبانيا لاستقبال شهر رمضان المبارك؛ وفي أجواء روحانية مميزة، احتضن مسجد قرية بتريلا التاريخية، الواقعة جنوب العاصمة الألبانية تيرانا، أمسية دينية حول الاستعداد لشهر رمضان المبارك.
هذه الفعالية تأتي ضمن سلسلة من الندوات العلمية والأنشطة التعليمية التي تُنظم يوميًا في مختلف محافظات ألبانيا، مما يعكس الحراك الديني النشط والتفاعل المجتمعي الكبير من المشيخة الإسلامية الألبانية وأئمتها في مختلف أنحاء البلاد بمناسبة اقتراب الشهر الفضيل.
قرية بتريلا
تتميز قرية بتريلا بموقعها الاستراتيجي وطابعها التاريخي العريق، حيث تحتضن قلعة قديمة تُعد واحدة من المعالم البارزة في المنطقة. بين جبالها الشامخة، اجتمع أهل القرية وضيوفهم للاستماع إلى محاضرات دينية تعزز القيم الروحانية والإنسانية التي يحملها رمضان.
ثلاثة أئمة
شارك في إحياء هذه الأمسية ثلاثة أئمة، كان من بينهم إمام مسجد القرية، الشيخ منصور راباي، إضافة إلى ضيفي الشرف:
– فضيلة الشيخ زيد بارذوشي، إمام مسجد في حي كامزا شمال تيرانا.
– فضيلة الشيخ باشكيم سلماني، إمام مسجد قرية بيلومباس جنوب تيرانا.
أبعاد إيمانية واجتماعية
تناولت الندوة عدة محاور رئيسية، من بينها الأبعاد الإيمانية لشهر رمضان، وكيف يمكن للمسلمين استقباله بقلوب صافية ونوايا خالصة. كما تطرقت إلى الجوانب الاجتماعية لهذا الشهر، حيث يُعتبر فرصة لتعزيز الروابط العائلية والتكافل بين أفراد المجتمع.
إقبال الشباب والأطفال
حظيت الأمسية بإقبال كبير من أهالي القرية، وكان لافتًا الحضور القوي للشباب والأطفال، إلى جانب كبار السن، مما أضفى على الأجواء مشهدًا مميزًا يعكس اهتمام مختلف الفئات العمرية بالقيم الدينية والاجتماعية لشهر رمضان. تفاعل الحاضرون مع الكلمات التي ألقاها الأئمة، وأظهرت الأسئلة والمداخلات حرصهم على الاستفادة من هذه الفعالية لتعميق فهمهم لفضائل الشهر الكريم.
ما جعل هذه الأمسية أكثر تميزًا هو انعقادها وسط الطبيعة الخلابة لقرية بتريلا، حيث الجبال تحيط بالمكان وكأنها تصدع بنداء: “اللهم بلغنا رمضان”. كان لهذه الأجواء أثر عميق في نفوس الحاضرين، مما عزز من وقع الكلمات التي أُلقيت وأضفى على الفعالية طابعًا روحانيًا خاصًا.
اختُتمت الأمسية بتبادل الأحاديث الودية بين الحاضرين، مؤكدين على أهمية مثل هذه اللقاءات في تعزيز الروحانية والتآخي بين أفراد المجتمع. كما أكد المنظمون استمرار مثل هذه الفعاليات في مختلف المناطق، ضمن إطار التحضير الروحي لشهر رمضان.
تعكس هذه الفعالية جزءًا من الأجواء الدينية التي تسود ألبانيا مع اقتراب شهر رمضان، حيث تحظى الاستعدادات الروحانية بأهمية كبيرة لدى المجتمع الألباني. وتظل قرية بتريلا، بموقعها التاريخي وأجوائها الطبيعية الخلابة، شاهدًا على هذا التفاعل الإيماني العميق الذي يجمع بين الماضي والحاضر في مشهد استثنائي.
