مسلمون حول العالم – خاص – هاني صلاح
“ثمرات الإيمان”، البرنامج الدعوي السنوي الذي أطلقته رئاسة المشيخة الإسلامية الألبانية، واصل مسيرته ليصل إلى محافظة كرويا، شمال العاصمة تيرانا، بعد أن حطّ رحاله في العديد من المدن الألبانية شمالاً وجنوباً. الفعالية أثارت البهجة في قلوب الحاضرين، وسعت لتحفيزهم على تعزيز إيمانهم وسلوكهم، سواء على المستوى الشخصي أو داخل الأسرة والمجتمع.
مبادرة الدعوية
يمثل برنامج “ثمرات الإيمان” أحد أهم المبادرات الدعوية التي تنظمها المشيخة الإسلامية الألبانية، حيث تهدف إلى نشر قيم الإسلام، وتسليط الضوء على جماليات الإيمان وأثرها الإيجابي على سلوك الفرد، واستقرار الأسرة، وإصلاح المجتمع. ويتضمن البرنامج محاضرات ودروساً تثقيفية يقدّمها نخبة من المشايخ والدعاة الذين يوفدون إلى مختلف المدن.
وفي هذه الأمسية، التي نظمها مفتي كرويا فضيلة الشيخ “إرمير جانا”، مساء الجمعة 22 نوفمبر، في مسجد آراميراس بمدينة كرويا، شارك فيها عدد من المشايخ والمسؤولين، من بينهم فضيلة الشيخ “إيرول حاجي”، مدير إدارة الدعوة الإسلامية، وفضيلة الشيخ “اشبتيم سيراناي”، مدير إدارة العلاقات مع جماعات المساجد، وإمام المسجد فضيلة الشيخ “دريتان رحماني”، إلى جانب عدد كبير من رواد المساجد في المحافظة.
تعزيز التعليم الديني
بدأت الأمسية بتلاوة عطرة لآيات من القرآن الكريم ألقاها الإمام ألفريد فيزا، تلتها كلمات ترحيبية من مفتي كرويا وإمام المسجد. ركزت الكلمات على أهمية هذه الفعاليات في تعزيز النشاط التعليمي الديني داخل المساجد، ودورها في بناء مجتمع أكثر وعيًا وثباتًا على القيم الإسلامية.
دور الأسرة
قدم فضيلة الشيخ “إيرول حاجي” محاضرة قيمة تناول فيها دور الأسرة في التربية الروحية والأخلاقية للأبناء، مؤكداً أن التربية القيمية لا تقل أهمية عن توفير الاحتياجات المادية. واستشهد في حديثه بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، حيث قال: “أطفالنا بحاجة إلى نماذج إيجابية. علينا أن نكون قدوة حسنة لهم، وأن نشاركهم قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسير الصحابة والقصص الإسلامية، لأنها مليئة بشخصيات ملهمة ستعينهم على بناء شخصياتهم وأخلاقهم”.
التحديات الكبرى
من جانبه، تحدث فضيلة الشيخ “اشبتيم سيراناي” عن التحديات الكبرى التي تواجه الأسرة المسلمة الألبانية، خاصة في ظل التغيرات الاجتماعية الحديثة. وأشار إلى أن هذه التحديات معقدة لكنها ليست جديدة، حيث قال: “الأسرة الألبانية المسلمة واجهت تحديات أكثر صعوبة عبر التاريخ، لا سيما خلال الحقبة الشيوعية التي حاربت الدين. ومع ذلك، نجح المسلمون الألبان في الحفاظ على هويتهم وتقاليدهم، وأنا واثق أنهم سيواصلون ذلك في المستقبل مهما كانت الظروف”.
ختام بروح الألفة
اختتمت الأمسية بجو من الألفة والمودة، حيث نظمت مفتيّة كرويا بالتعاون مع مسجد آراميراس حفل ضيافة بسيط شمل تقديم مشروبات وأطعمة خفيفة. عبر الحاضرون عن سعادتهم بهذه الفعالية، وأعربوا عن أملهم في تكرار مثل هذه اللقاءات التي تعزز الروح الإيمانية في المجتمع.