مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

ألبانيا.. لقاء أئمة محافظة كرويا يُجسد وحدة الصف الدعوي في مواجهة التحديات الميدانية

أجمع الحاضرون على أن هذا اللقاء يُجسد نموذجًا ناضجًا للتكامل المؤسسي والتلاحم الأخوي بين مفتي المحافظة والأئمة العاملين في المساجد

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

في مشهد دعوي يعكس وحدة الكلمة وتكامل الجهود، شهدت محافظة كرويا شمال العاصمة الألبانية تيرانا، اليوم الجمعة، لقاءً لافتًا جمع أئمة مساجد المحافظة، برعاية مفتيها فضيلة الشيخ إرمير جانا. وقد جسّد اللقاء وحدة الصف الدعوي بين الأئمة، الذين اجتمعوا على قلب رجل واحد، لمناقشة أبرز التحديات الميدانية التي تواجه العمل الإسلامي، وتنسيق الجهود بما يعزز الحضور الديني الفاعل في المجتمع، ويستثمر فرص التأثير البنّاء في واقع متغير.

منصة ميدانية لتشخيص الواقع الدعوي

اللقاء الذي شارك فيه عدد من أئمة مساجد مدن وقرى محافظة كرويا، مثّل منصة ميدانية حيوية لتشخيص الواقع الدعوي ومناقشة أبرز التحديات التي تواجه الدعوية الإسلامية في المنطقة، في ظل التحولات الاجتماعية والثقافية المتسارعة. وقد أجمع المشاركون على ضرورة التمسك بالثوابت الدينية والهوية الإسلامية الأصيلة، بالتوازي مع تجديد أساليب التوجيه والإرشاد، بما يتماشى مع طبيعة المجتمع الألباني المعاصر وحاجاته المتجددة.

وقد تخللت اللقاء حوارات مطوّلة وعميقة بين الأئمة، استعرضوا خلالها مستجدات الساحة الدعوية، وتبادلوا الخبرات الميدانية والمبادرات العملية التي من شأنها تفعيل دور المسجد كمحور للتربية والتأثير الإيجابي في المجتمع، مع التركيز على فئة الشباب والناشئة باعتبارهم حجر الأساس في مستقبل العمل الإسلامي.

أهمية توحيد الرؤى وتنسيق الجهود الدعوية

من جانبه، شدد فضيلة الشيخ إرمير جانا، مفتي محافظة كرويا، على أهمية توحيد الرؤى وتنسيق الجهود الدعوية داخل المحافظة وفق أطر مؤسسية واضحة وفاعلة، وهو ما يلتزم به جميع الأئمة الذين يعملون بروح جماعية متماسكة، تجمعهم محبة صادقة ورؤية راشدة. كما أكد على ضرورة تعزيز ثقافة التعاون والتكامل في مواجهة الإشكاليات المستجدة، واستثمار ما يتاح من فرص وإمكانات لخدمة الدين والمجتمع على السواء.

مسجد آراميراسي.. منبر اللقاء ومسرح التفاعل الدعوي

عُقد اللقاء في مسجد آراميراس بمحافظة كرويا، شمال العاصمة الألبانية تيرانا، بإشراف مباشر من مفتي المحافظة، فضيلة الشيخ إرمير جانا، الذي قاد مجريات الجلسة بروح من الانضباط المؤسسي والحوار المفتوح.

استُهل اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها الشيخ دريتان رحماني، إمام المسجد المضيف، رحّب فيها بزملائه الأئمة، مبرزًا أهمية مثل هذه اللقاءات في دعم العمل الدعوي وتوثيق عُرى الأخوّة المهنية بينهم. أعقب ذلك تلاوة مباركة لآيات من القرآن الكريم، ألقاها الشيخ محرم فرانا، فكان لها أثر روحاني بالغ أضفى وقارًا على الجلسة ومهّد الطريق أمام النقاشات الجادة.

أدار فضيلة الشيخ إرمير جانا أعمال اللقاء، حيث عرض جدول الأعمال وفتح المجال أمام الأئمة لمناقشة أبرز القضايا الدعوية الراهنة، إلى جانب تقديم موجز عن قرارات رئاسة المشيخة الإسلامية في ألبانيا المتعلقة بالشأن الديني العام، وسبل تفعيلها على مستوى المحافظة.

الدورات الصيفية.. مشروع دعوي ومجتمعي

ومن بين أبرز الملفات التي طُرحت على طاولة النقاش، ملف الدورات الصيفية المقرر تنظيمها في مساجد كرويا خلال شهري يوليو وأغسطس. وقد أجمع الحضور على ضرورة تحويل المساجد خلال هذه الفترة إلى مراكز نشطة للتعليم الإسلامي والتربية الأخلاقية، تستهدف الأطفال والناشئة، وتوفّر لهم بيئة محببة يتعلمون فيها القرآن الكريم، الأخلاق الإسلامية، أساسيات الفقه، وسيرة النبي محمد ﷺ.

كما شدد الأئمة على أهمية تصميم برامج تعليمية جاذبة ومتكاملة، تستثمر الطاقات المحلية وتربط الناشئة بالمسجد بوصفه حاضنة دينية وتربوية واجتماعية في آنٍ واحد.

قرارات عملية ورؤية مشتركة

اختُتم اللقاء بجملة من القرارات العملية التي عكست روح الانسجام ووحدة التوجه بين الأئمة المشاركين، حيث تم توزيع المسؤوليات، وتحديد المهام، ووضع جداول زمنية واضحة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، بما يضمن أثرًا ملموسًا في الميدان ويرتقي بجودة العمل الدعوي على مستوى المحافظة.

“اللقاء”.. نموذجًا ناضجًا للتكامل المؤسسي والتلاحم الأخوي

وقد أجمع الحاضرون على أن هذا اللقاء يُجسد نموذجًا ناضجًا للتكامل المؤسسي والتلاحم الأخوي بين مفتي المحافظة والأئمة العاملين في المساجد، حيث لمس الجميع دعم فضيلة الشيخ إرمير جانا وحرصه الصادق على تيسير مهام الأئمة وتذليل العقبات أمامهم. هذا النموذج، كما وصفه المشاركون، يبعث برسالة أمل ويُعزز من فاعلية الخطاب الديني في ألبانيا، ويجعل من كرويا أنموذجًا يُحتذى به في الميدان الدعوي المعاصر.

التخطي إلى شريط الأدوات