مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في مشهد إنساني يؤكد رسوخ قيم التعايش في المجتمع الأوكراني، يلتقي ممثلو المساجد والكنائس على هدف واحد: دعم الأطفال الأيتام الذين فقدوا آباءهم في الجبهة، ورعاية الجنود الجرحى المتأثرين بآثار الحرب.
وقد تجسدت هذه الروح خلال زيارة وفد الإرشاد الديني العسكري إلى مركز المسار الثقافي الإسلامي في أوديسا، حيث جرى بحث خطوات عملية لتعزيز التعاون الإنساني بين الجانبين.
رؤية مشتركة لخدمة الإنسان
فقد استقبل مركز المسار الثقافي الإسلامي وفدًا من الإرشاد الديني العسكري التابع لقوات الدفاع الإقليمي الجنوب في القوات المسلحة الأوكرانية، ضم العقيد فاديم غونتشارينكو والمقدم يوري باركان من أبرشية أوديسا للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية. وجاءت الزيارة تقديرًا لجهود المركز في خدمة المجتمع، وترسيخًا لشراكة تقوم على قيم الرحمة والتعاون.
دعم الأيتام أولويّة مشتركة
شهد اللقاء اتفاقًا واسعًا على ضرورة إيلاء الأطفال الأيتام رعاية متواصلة وشاملة، تشمل الدعم النفسي والاجتماعي والمعنوي. وأكد مركز المسار استعداده لتقديم سلال الفواكه والحلويات لهذه الفئة، ضمن برنامج يهدف إلى تعويض جزء من الحنان والرعاية التي فقدوها بسبب الحرب.
مبادرات لصالح الجرحى في المستشفيات
ناقش الطرفان كذلك تنظيم وجبات ساخنة للجرحى في المستشفيات، وفي مقدمتها وجبة البلوف التي اعتاد المركز إعدادها ضمن مبادراته الخيرية. وتم الاتفاق على مواصلة التنسيق لإطلاق هذه المبادرة قريبًا دعمًا للجنود الذين قدّموا تضحيات جسيمة من أجل أمن البلاد.
تقدم هذه المبادرات نموذجًا صادقًا لوحدة المؤسسات الدينية في أوكرانيا، حيث تتلاقى المساجد والكنائس على مبدأ واحد: خدمة الإنسان في وقت الشدة. ويؤكد مركز المسار أن التعاون الخيّر هو الطريق الأمثل لبناء مجتمع أقوى، يقف فيه الجميع كتفًا إلى كتف من أجل من هم في أمسّ الحاجة.