المنتدى امتدادًا لمبادرة أُطلقت أبريل بالعاصمة كييف

 لبحث قضايا الأسرة في ظل الحرب وتتواصل في مدن أوكرانية

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

انعقد في التاسع من أكتوبر بمدينة لفيف الأوكرانية المنتدى المسيحي-الإسلامي تحت عنوان “الأسرة الأوكرانية.. وتحديات الحرب”، وذلك ضمن فعاليات الأسبوع الاجتماعي المسكوني الثامن عشر، بتنظيم مشترك بين الكنيسة الكاثوليكية الأوكرانية ومجلس مسلمي أوكرانيا “أمّة”.

ويأتي المنتدى امتدادًا لمبادرة أُطلقت في أبريل الماضي بالعاصمة كييف، بهدف عقد سلسلة من اللقاءات بين ممثلي الديانتين في عدد من المدن الأوكرانية لبحث قضايا الأسرة في ظل الحرب الجارية.

رؤية متكاملة وتعزيز الشراكات

استضاف المنتدى جامعة لفيف الكاثوليكية، وركّزت جلساته على تقديم رؤية متكاملة لقيم الأسرة في المنظورين الإسلامي والمسيحي، ومناقشة أبرز التحديات التي تواجه العائلات الأوكرانية خلال فترة الحرب، إلى جانب تعزيز الشراكات بين المكونات الدينية في أوكرانيا.

تحديات متشابهة.. تتطلب حوار وتعاون

في كلمته الافتتاحية، شدّد الأب إيغور شابان، رئيس لجنة الكنيسة الكاثوليكية الأوكرانية للعلاقات بين الأديان والطوائف، على أن التحديات التي تواجه الأسر المسيحية والمسلمة متشابهة، وأن تجاوزها يتطلب الحوار والتعاون والوحدة.

أما الشيخ مراد سليمانوف، مفتي مجلس مسلمي أوكرانيا “أمّة”، فأكد أن الأسرة تمثل الركيزة الأساسية للمجتمع، مشيرًا إلى أهمية دعمها وتقوية أسسها الدينية والأخلاقية، لا سيما في أوقات الحرب. وأضاف أن الإسلام والمسيحية يشتركان في قيم حماية الأسرة، وأن الحوار بين الأديان ضرورة للحفاظ على وحدة المجتمع الأوكراني.

نخبة مشاركة

شارك في النقاش كل من الدكتور يوري بيدليسني، نائب رئيس اللجنة البطريركية لشؤون الأسرة والعلمانيين ومدير برنامج “الأخلاق والسياسة والاقتصاد” في جامعة لفيف الكاثوليكية، وأوليسيا كوكا، مديرة معهد الأسرة والحياة الزوجية بالجامعة، ونيارا ماموتوفا، الرئيسة السابقة لرابطة المسلمات في أوكرانيا (2020–2023) ورئيسة منظمة “آنا يورت” التترية القرمية. وقد أدار الجلسة الدكتور رومان نازارينكو، مدير معهد الدين والمجتمع بجامعة لفيف الكاثوليكية.

رمزية رياضية

واختُتم المنتدى بمباراة ودية في كرة القدم جمعت فريق مجلس مسلمي أوكرانيا “أمّة” وطلاب الجامعة الكاثوليكية، في أجواء ودية تعكس روح التعاون والاحترام المتبادل والسعي المشترك نحو السلام والتفاهم.

وأكد المنظمون أن مثل هذه المبادرات بين الأديان تكتسب أهمية خاصة في وقت الحرب، إذ تُسهم في تعزيز التفاهم المتبادل، وكسر الصور النمطية، وتوحيد الجهود لحماية الأسرة الأوكرانية من آثار الأزمة الراهنة.