مسلمون حول العالم ـ متابعات ـ هاني صلاح
أحيا مسلمو الشيشان والإنجوش (شمال القوقاز) الذكرى الـ77 لترحيلهم عن أرضهم بتهمة الخيانة والعمالة للنازيين، في مآساة مازالت صداها تتردد حتى اليوم في كل بيت شيشاني وأنجوشي رغم مرور أكثر من سبعة عقود عليها، نظرًا لفظائع هذه الجريمة التي فاقت جرائم الابادة الجماعية لأي شعب إنساني.
ووفقًا لم نشرته اليوم الثلاثاء 23 فبراير، ” قناة الطريق الإسلامية” الشيشانية، على صفحتها الرسمية باللغة العربية على موقع فيسبوك، وعن تفاصيل ما حدث؛ نشرت القناة موضحة بأنه:
“تم نفي الشيشان والإنجوش في الساعة الخامسة من صباح يوم الثالث والعشرين من شهر شباط لعام ١٩٤٤ بتهمة باطلة عن التعاون مع القوات الألمانية النازية، رغم ان عدداً كبيراً من الشباب الشيشاني كان ضمن القوات السوفياتية التي تحارب النازيين وكانوا يحصلون على أوسمة الشجاعة والقوة والاقدام”.
وتابعت: “في صبيحة ذلك اليوم المشؤوم توزعت القوات العسكرية في كافة القرى والمدن الشيشانية وطلبوا من الجميع تسليم اسلحتهم تحت طائلة القتل أو النفي الى سيبيريا، وبعد ان قام الجميع بتسليم الاسلحة بدأت عملية نقل الاهالي دون ان يسمحوا لهم بحمل اي شيء وحشروا في قاطرات مخصصة لنقل الحيوانات”.
بعدها: “وصلوا إلى أصقاع شديدة البرودة، ليس معهم شيئ من متاع الحياة حتى أبسطها، وعند أقوام لا يعرفونهم ولا هم يعرفون عنهم شيئاً سوى أنهم مهجَّرون من ديارهم، كونهم “أعداء للأمة والوطن”. وتم قتل الكثيرين وهم في بيوتهم (ممن لم يرحل) خاصة المرضى وكبار السن وحرق قرى بأكملها بمن فيها”.
ومن جهة أخرى “انتشرت في مدن وقرى بلاد الشيشان المهجورة، عمليات السلب والنهب. فقد تم نقل كل شيء يمكن الاستفادة منه، إضافة إلى الكتب، والمخطوطات المهمة، واللوحات الفنية القيمة، تماما، كما هو الحال في كل الحروب الشيشانية ، كما تم الاستيلاء على البيوت والمزارع والمواشي وتسليمها لمستوطنين اغراب”.
واليوم “مازال من عاش تلك الفترة يحدّث أقاربه وأولاده وأحفاده عن فظاعة الموقف ومرارة الأيام التي مرّت، وبنفس الوقت يشكر الله ويحمده على حال الجمهورية الآن بما فيها من أمان واطمئنان وتطور في كل مناحي الحياة وراحة في اتّباع الدين الاسلامي وممارسة أركانه وفروضه وسننه والتي حرموا منها لسنوات طويلة”.