كان لتراجع الدور المجتمعي للمرأة المسلمة خلال القرون الأخيرة أحد الأسباب الرئيسة لتدهور حال الأمة الإسلامية وتخلفها، ومن الداء يأتي الدواء، وما لم تنهض المرأة المسلمة بدورها المجتمعي المنوط بها؛ فلن تنهض هذه الأمة التي سطع نورها الحضاري في أرجاء هذه المعمورة وأنار للشعوب الإنسانية دروب حياتها فأبصرت الخير ورأت الرفاهية في ظلال حضارة الإسلام الإنسانية لقرون عديدة متواصلة.
ولأهمية الدور المجتمعي للمرأة المسلمة في أوساط الأقليات المسلمة حول العالم والتي تشهد خلال العقدين الماضيين تحديداً نهضة إسلامية غير مسبوقة بعد ثبات عميق لعقود طويلة؛ فقد تم تخصيص ملف خاص عن “الدور المجتمعي للمرأة المسلمة”، وذلك في مختلف دول العالم غير الإسلامية.
وتهدف حوارات هذا الملف إلى رفع واقع الدور المجتمعي للمرأة المسلمة، بالدول غير الإسلامية حول العالم (الأقليات المسلمة)، مع إلقاء الضوء على أهم الإنجازات التي حققتها الناشطات المسلمات في مجتمعاتهن في مختلف المجالات، بالإضافة إلى رصد أبرز التحديات التي تواجههن، ثم التطرق لأهم التوصيات المستقبلية بهدف الارتقاء بهذا الدور المحوري والمهم.
وسوف يتم التطرق لهذا الملف عبر إجراء حوارات متخصصة معمقة مع ناشطات في العمل المجتمعي من مختلف دول العالم، وهذه الحوارات التي سوف تنشر تدريجياً ثم يجمعها ملف واحد يتم إعداد تقرير خاص به يتضمن أبرز النقاط التي وردت في كافة حوارات الناشطات حول العالم.
ونشير إلى أن كافة هذه الحوارات التي تجري مع النشاطات في العمل المجتمعي حول العالم؛ قد تم طرح نفس الأسئلة والمحاور عليهن جميعاً في المرحلة الأولى من إجراء الحوار؛ ثم تم طرح أسئلة تخصصية خاصة بكل دولة في المرحلة الثانية من الحوار (بعد استلام الإجابات الأولى من كل ضيفة في الحوار)، ثم تم نشر كل حوار تدريجياً وتتواصل حوارات هذا الملف من مختلف دول العالم وعلى مساحات القارات الست.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجتمع ـ 17 أكتوبر 2017 ـ هاني صلاح