مسلمون حول العالم ـ متابعات
بقلم/ المفكّرُ الإسلاميُّ الأستاذ الدكتور علي لاغا؛ مدير مركز البحث العلمي ـ لبنان
لتعلم أيها المهاجر أن البلد الذي حللت فيه، تاركاً مراتع صباك وأهلك وكل ماتختزنه من مشاعر الحب، قد جمعت كل أحلامك لتحققها فيه.. وليتحقق لك ما أردت إليكم ثمانية وصايا:
1 ـ عليك تعلم لغته، ومعرفة عادات وتقاليد وثقافة أهله، وما يحبون وما يكرهون.
2 ـ يمكنك بعدها الاندماج بكل مفاصل الحياة العلمية والاجتماعية والسياسية مع المحافظة على خصوصيتك ولغتك ودينك في بيتك، ولا يوجد نظام يجبرك على اقتراف محرم أو معصية.
3 ـ إن الإنسان السليم عقلاً واتزاناً في انفعاله وردات فعله، المشبع علماً وأدباً كالنهر الغزير المترقرقة مياهه، أو كالمحيط الذي تبهرك زرقة سطح مياهه، بينما من كان عكس ذلك، شديد الانفعال، منكر بشدة لكل ما لا يألفه، عالي الصوت، بضاعته قليلة، غير متوافق مع محيطه، هذا الذي هكذا حاله سريع العطب والانحراف وإحداث المشاكل.
4 ـ إن من إذا حل في بلد راح يفتش في أزمات التاريخ بين البلد الذي هاجر إليه والوطن الذي تركه ولم ينظر إلا بعيون الذباب الذي لا يحط مرة واحدة على الزهر ولا يرتشف رحيق العسل، إن هذا الذي يعود قروناً للوراء بالعيون تلك يصبح مشكلة لنفسه وضرراً على كل مهاجر، إن من كان حاله كذلك يجب الحذر منه لأنه ليس سوياً.
5 ـ إعلم أنك لن تكون مرتاحاً وآمناً إذا كنت تعيش في مكان لايفيد من وجودك جيرانك، فكيف إذا كنت غير متوافق؟.. لذلك عليك أن تكون الأفضل والأنفع والألطف والأكثر إنسانية، فالناس متعبون يلزمهم استنشاق أريج ورد وشذى عطر.
6 ـ إن الذين هاجرت إليهم هم بحاجة إلى مساعدتك لهم مقابل منفعة قصدتها أنت عندما هاجرت لكنهم لا يرضون أن تزيحهم عن كراسييهم ومكانتهم، فاعطهم مايحتاجون منك وخذ أنت ما تحتاجه منهم.
7 ـ إعلم أن الذين حللت في ديارهم استقبلوك لحاجة عندهم وأنت كذلك، ودخلت بلدهم بعهد أمان؛ فاحذر أن تخل بالعهد، كن رمز الوفاء والصدق وعامل نهضة ومقصد المتعبين.
8 ـ وأخيراً: إما أن تكون قيمة مضافة أو أنك لن ترتاح ولن يهنأ من حولك.
هذه خواطر أبثها لمن أعيش مع أحوالهم ولو عن بعد راجياً من الله تعالى السداد، وإني على يقين أنه فوق كل ذي علم عليم..
د. علي لاغا ـ الضنية – ريف طرابلس ـ 20/8/2024