وقعت المشيخات الإسلامية الألبانية (الثلاث) في منطقة “غرب” البلقان، أول أمس الجمعة، اتفاقية تعاون مشترك لطباعة نسخة موحدة من كتاب “الميحال”، والذي يعد أشهر الكتب التي تدرس للأطفال صغار السن بهدف تعليمهم المبادىء الإسلامية الأساسية وطريقة قراءة القرآن الكريم بالأحرف العربية. وفقاً لم نشره اليوم الأحد الموقع الالكتروني للمشيخة الإسلامية في ألبانيا.
وكان رؤساء المشيخات الألبانية (الثلاث)، في كل من كوسوفا، ومقدونيا، وألبانيا، وهى الدول التي تقع في منطقة غرب البلقان، وينحدر فيها المسلمون من أصول ألبانية مشتركة، (حيث كانت تجمعهم دولة واحدة في الماضي)؛ قد التقوا معاً الجمعة في مدينة دورس الساحلية التي تقع على شاطىء البحر الادرياتيكي في غرب ألبانيا، وقاموا بتوقيع اتفاقية التعاون المشترك لتوحيد منهج تعليم مبادىء الإسلام للأطفال في اللغة الألبانية في المناطق الثلاث.
توحيد المناهج
وتأتي أهمية هذه الخطوة كونها تعد خطوة أولى على طريق توحيد مناهج التعليم الإسلامي وعلوم اللغة العربية في المناطق الألبانية التي تتحدث لغة واحدة مشتركة فيما بينها في كل من كوسوفا ومقدونيا وألبانيا.
ويشار إلى أن الشعب الألباني يعد أكبر الشعوب المسلمة في منطقة البلقان، ويعد مع الشعب البوسني الشعبان الوحيدان في منطقة البلقان الذين اعتنقا غالبيتهما الدين الإسلامي خلال فترة التواجد العثماني في المنطقة لمدة خمسة قرون متصلة.
تقسيم ألبانيا
ويرجع سبب تفرق الشعب الألباني في عدة دول في منطقة غرب البلقان، إلى قيام الدول العظمى بتقسيم ألبانيا بعد عام واحد فقط من إعلانها الاستقلال عن تركيا في عام 1912م، وذلك خلال مؤتمر سفراء الدول العظمى الذي انعقد في لندن في عام 1913م.
وبناءاً على قرارات هذا المؤتمر تم تقسيم نصف الأراضي الألبانية على دول الجوار وهى اليونان في الجنوب وصربيا في الشمال والشرق، وتشغل دولة ألبانيا الحالية نحو 40% فقط من مساحتها الأصلية، كما خرج نصف سكان ألبانيا (الأصلية) خارج حدودها وتفرقوا على دول الجوار اليونان وصربيا ومقدونيا والجبل الأسود.
وبعد سقوط الأنظمة الشيوعية في منطقة البلقان في بدايات التسعينيات من القرن الماضي انبعثت صحوة إسلامية متصاعدة وبدأ ألبان منطقة غرب البلقان في التواصل فيما بينهم بعد فتح الحدود التي ظلت مغلقة حلال النظام الشيوعي الذي دام في المنطقة خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
ويسعى الألبان نحو تحقيق وحدة ثقافية واقتصادية فيما بينهم في هذه الدول على أمل أن تكون مقدمة لوحدة سياسية مستقبلاً وإعادة ضم أراضيهم من جديد في دولة واحدة كما كانت قبل عام 1912م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة “الأمة” ـ 22يونيو 2014م ـ هاني صلاح