
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
تأتي هذه المادة ضمن سلسلة قراءات في حوارات مسلمي تايوان التي ترصد تجارب شخصيات فاعلة في المجالات الإعلامية والمجتمعية والدعوية، وتعرض نماذج مضيئة لتأثير المسلمين والعرب في الساحة التايوانية
في هذه الحلقة نتابع حوارا خاصا مع الناشطة ميسم دولة، مسؤولة قسم اللغة العربية في راديو تايوان الدولي، التي استثمرت الإعلام والعمل المجتمعي والتطوع الثقافي لمد جسور بين الشعب التايواني والشعوب العربية والإسلامية
الإعلام والعمل الثقافي والتطوع المجتمعي
تؤكد تجربة ميسم دولة أن الإعلام حين يقترن بالعمل المجتمعي والتطوع الثقافي يصبح جسرا متينا للتقريب بين الشعوب وتصحيح الصور النمطية وتعزيز الحضور الإيجابي للمسلمين في المجتمعات الجديدة.
وفي تايوان، مثلت هذه الجهود نافذة إعلامية ثقافية عربية على المجتمع التايواني ورسالة تايوانية إلى العالم العربي في آن واحد. وفي هذا الحوار نعرض لكم تجربة رائدة فريدة من الجزيرة التايوانية.
من سوريا إلى تايوان.. رحلة مثابرة وهوية
تحكي ميسم دولة عن بداياتها في سوريا وانتقالها لاحقا إلى تركيا لاستكمال دراستها الجامعية، ثم زواجها من مسلم تايواني واستقرارها في العاصمة تايبيه. واليوم تواصل دراستها لنيل درجة الماجستير في إدارة الأعمال إلى جانب عملها في الإعلام والتعليم، وإدارتها لمبادرات شبابية واجتماعية عبر الإنترنت وداخل المجتمع المحلي
الإعلام نافذة للعرب على تايوان
في راديو تايوان الدولي تقود ميسم قسم اللغة العربية، وتعمل على تقديم صورة شاملة عن تايوان للعالم العربي من خلال حوارات وتقارير ومقالات متنوعة. أطلقت ثلاث سلاسل إعلامية متميزة هي أحب اللغة العربية وثقافتها التي تعكس اهتمام التايوانيين بالعربية، عرب في تايوان التي تسلط الضوء على إنجازات العرب هناك، وتايوان بعيون عربية التي تنقل تجارب العرب في المجتمع التايواني
مبادرات مجتمعية وتطوع ثقافي
لم يقتصر دورها على الإعلام، بل امتد إلى المشاركة في الفعاليات العربية والإسلامية في تايوان مثل يوم اللغة العربية والمسيرات التضامنية مع فلسطين. كما انخرطت في برامج تبادل ثقافي بمدارس تايوانية وقدمت دروسا تعريفية بالثقافة العربية والإسلامية، وهو ما ترك أثرا إيجابيا لدى التايوانيين وفتح لها أبوابا لإلقاء محاضرات في مؤسسات مختلفة
نشاط عبر وسائل التواصل
تحرص ميسم على توظيف الإعلام الرقمي، فتدير حسابات عائلية ومجتمعية على مواقع التواصل الاجتماعي لنقل تفاصيل الحياة في تايوان وآسيا والرد على استفسارات العرب والمسلمين. كما تساهم في إدارة مجموعة العرب في تايوان ودائرة النساء المسلمات في تايبيه، بما يعزز التواصل والتعريف بالإسلام والثقافة العربية
تحديات ومسؤوليات
تواجه ميسم تحديات شخصية ومجتمعية أبرزها الجمع بين أدوار الأمومة والعمل والدراسة، إلى جانب ضعف المعرفة بالإسلام في المجتمع التايواني. تروي كيف سألتها إحدى الطالبات إن كانت مريضة بسبب ارتدائها الحجاب، وهو ما عمّق لديها الإحساس بالمسؤولية لتصحيح المفاهيم والتعريف بالإسلام بشكل مباشر وإنساني
إنجازات ورسائل مستقبلية
ترى ميسم أن نجاحها الأكبر يكمن في قدرتها على الموازنة بين العمل والأسرة والدراسة، وفي إدارة فريق اللغة العربية في إذاعة دولية مع تطوير لغاتها الأجنبية بما فيها الصينية. وهي تدعو الناشطات المسلمات إلى استثمار فضاء الإنترنت لبناء منصات تواصل تعزز الوعي، وإلى الانخراط الميداني في المدارس والمجتمعات المحلية لتحطيم الصور النمطية وتوسيع مساحات التفاهم
ـ طالع الحوار: ( اضغط هنا ).