مسلمون حول العالم ـ متابعات ـ (swissinfo – أ ف ب)
أكدت الحكومة الفرنسية خلال الأسبوع الحالي تشكيل “منتدى الإسلام في فرنسا” الذي يهدف للحلول مكان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي يتعرض سجله لانتقادات بعد 20 عامًا على تشكيله.
ووفقًا لم نشره في 9 ديسمبر، موقع (swissinfo)، نقلًا عن (وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)؛ فقد أكد رئيس هذا المجلس محمد موسوي الجمعة أن مؤسسته “لم تعد قابلة للاستمرار” وينبغي ان تحل نفسها.
“منتدى الإسلام في فرنسا”
وأعرب عن تأييده مبادرة الحكومة تنظيم “منتدى الإسلام في فرنسا” في الأسابيع المقبلة بمشاركة “80 إلى 100 شخص” من مسؤولين ثقافيين وأئمة وأفراد من المجتمع المدني في باريس للبحث في أربعة مواضيع منها إعداد الأئمة وتنظيم الديانة والأعمال المناهضة للمسلمين.
وبدأت أربع مجموعات عمل من الآن الاجتماع عن بعد على ما أكدت وزارة الداخلية الفرنسية لوكالة فرانس برس مضيفة أن المنتدى سيجتمع “سنويا” بعد ذلك.
هدف المبادرة.. التمثيل المحلي!
وتهدف هذه المبادرة التي أكدها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء خلال لقاء مع السلطات الدينية إلى التوصل إلى تمثيل للإسلام يستند إلى الأطراف المحليين بما يشكل استكمالا لاجتماعات عقدت على صعيد المقاطعات في السنوات الأخيرة.
وتهدف خصوصا إلى وضع حد لعمليات التعطيل المتواصلة داخل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية.
وكان المجلس أسس العام 2003 وشكل المحاور الرئيسي للسلطات الفرنسية وهو مؤلف من حوالى عشرة اتحادات مساجد غالبيتها قريبة من الدول الأصلية للمصلين فيها مثل المغرب والجزائر وتركيا.
“هيكل خال”!
وشهد المجلس خلافات متواصلة مع منافسة مغربية-مغربية (اتحادان متنافسان قريبان من المغرب) وخلافات جزائرية-مغربية خصوصا مع تصاعد التوتر في الفترة الأخيرة بين هذين البلدين.
وغرق المجلس في أزمة العام 2021 كذلك بعدما طلبت الحكومة الفرنسية إقرار “ميثاق مبادئ الإسلام الفرنسي” الذي يمنع “تدخل” دول اجنبية ويعيد تأكيد “تماشي” الإسلام مع مبادئ الجمهورية الفرنسية.
ورفضت ثلاثة اتحادات، اثنان منها تركيان توقيع الوثيقة في كانون الثاني/يناير ما ادى إلى انقسام اول في المجلس. وانسحبت من مكتبه التنفيذي بعد ذلك أربعة اتحادات من بينها مسجد باريس وشكلت “تنسيقية” خاصة بها.
وعادت الاتحادات المتحفظة على الميثاق عن قرارها ووقعت عليه في نهاية كانون الأول/ديسمبر. لكن وزير الداخلية الفرنسي كان قد اعتبر في هذه الاثناء أن المجلس “مات”.
ويقول طارق اوبرو إمام مدينة بوردو في جنوب غرب فرنسا “المجلس هيكل خال. والاتحادات التي تنتمي إليه لم يكن لديها مشروع مشترك”.
ويرى فرانك فريغوسي المدير في المركز الوطني للبحث العلمي لوكالة فرانس برس “ساهم المجلس في تجسيد الإسلام الفرنسي في إطار الجمهورية لكن انجازاته ضئيلة على الأرض”.
ولم ينجح مشروع محاولة تمويل الديانة الإسلامية عبر النشاطات الاقتصادية اليومية من سوق الحلال وجمع التبرعات وتنظيم الحج إلى مكة المكرمة، الذي طرح لفترة بالشراكة مع الجمعية المسلمة لمسلمي فرنسا.
ماهو هامش التحرك المتاح لهم؟!
فعلى صعيد التخلص من الخطاب المتطرف لم تصدر أي منشورات مهمة للمجلس بهذا الخصوص.
ويقول فريغوسي إن المجلس “لم يكن يتمتع بميزانية خاصة به تسمح له ربما بإطلاق مشاريع كبيرة.
ويعاني المجلس كذلك من صفة تمثيلية متدنية إذ أن أقل من 50% بقليل من 2500 مسجد في فرنسا منضوية فيه.
لكن موسوي الذي تنتهي ولايته في 19 كانون الثاني/يناير يركز من جهته على تحرك المجلس غداة الأزمة الصحية مع اغلاق المساجد في آذار/مارس 2020 ومن ثم اعتماد بروتوكلات وتحركات لدى البلديات لاستحداث اماكن لدفن الموتى والحث على تلقي اللقاح وغيرها.
ويقر بوجود “ورشة غير منجزة” تتمثل بتشكيل المجلس الوطني للأئمة الذي يطالب به الرئيس الفرنسي.
وكانت هذه المسألة موضع خلاف كذلك إذ ان مجلسا منافسا شكل نهاية تشرين الثاني/نوفمبر من جانب أربعة اتحادات منشقة.
ويسأل فرانك فريغوسي “كيف سيتمكن أعضاء المنتدى الجديد من تحسين الفاعلية. وماهو هامش التحرك المتاح لهم؟”.