مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

البوسنة.. سراييفو تحتضن محاضرة حول التاريخ الطويل للمسلمين التتار في أوروبا الشرقية

للبروفيسور الدكتور شتيفان شرَاينر، بعنوان: "الأوروبيون منذ 700 عام: المسلمون التتار في شرق أوروبا وإرثهم"

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

استضافت كلية العلوم الإسلامية بجامعة سراييفو، في 16 ديسمبر، محاضرة علمية ألقاها البروفيسور الدكتور شتيفان شرينر، بعنوان: “الأوروبيون منذ 700 عام: المسلمون التتار في شرق أوروبا وإرثهم”، بحضور لافت من الأكاديميين، وموظفي المشيخة الإسلامية، وطلبة الجامعة، وعدد من المهتمين بالتاريخ والثقافة الإسلامية في السياق الأوروبي.

والبروفيسور الدكتور شتيفان شرينر أكاديمي وباحث ألماني متخصص في الدراسات الدينية وتاريخ الإسلام في أوروبا، ويعمل في جامعات ألمانية، وله إسهامات علمية معروفة في دراسة التقاليد الإسلامية وتاريخ التفاعل الإسلامي الأوروبي.

بعدًا ثالثًا مهمًا في تاريخ الإسلام الأوروبي

قدّم البروفيسور شرَاينر عرضًا علميًا معمقًا تناول فيه الحضور التاريخي للمسلمين التتار في شرق أوروبا، باعتبارهم إحدى أقدم المجتمعات المسلمة التي عاشت ضمن الفضاء الأوروبي بشكل متواصل لأكثر من سبعة قرون. وأوضح أن هذا الوجود يمثل بعدًا ثالثًا مهمًا في تاريخ الإسلام الأوروبي، إلى جانب مسلمي الأندلس وإرث الإسلام في البلقان، إلا أنه ظل مهمشًا في الدراسات الشائعة.

فضاء أوروبي إسلامي تتاري مغيّب عن السرديات السائدة

وأشار المحاضر إلى أن موطن هذا الوجود التاريخي للتتار المسلمين في شرق أوروبا كان في أراضي دوقية ليتوانيا الكبرى، ثم لاحقًا في إطار الاتحاد البولندي الليتواني، الذي امتد جغرافيًا من بحر البلطيق إلى البحر الأسود. وفي هذا الإطار، عاش المسلمون التتار كمكوّن أصيل في المجتمعات المحلية، محافظين على ولائهم السياسي وانخراطهم الاجتماعي، مع تمسكهم بهويتهم الدينية والثقافية.

هوية دينية وثقافية راسخة في سياق الاندماج

أبرزت المحاضرة قدرة المسلمين التتار على الحفاظ على المذهب الحنفي والعقيدة الماتريدية، إلى جانب لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم الخاصة، فضلًا عن إنتاجهم لمخطوطات دينية وثقافية تشكّل شاهدًا حيًا على عمق حضورهم واستمراريته. ورغم قلة عددهم، نجحوا في ترسيخ نموذج فريد للتعايش طويل الأمد والاندماج دون ذوبان.

إعادة قراءة الإسلام في التاريخ الأوروبي

قدّمت المحاضرة رؤية جديدة لدور الإسلام في التاريخ الأوروبي، من خلال إبراز تجربة التتار المسلمين بوصفها نموذجًا ناجحًا للاندماج طويل الأمد، والمرونة الثقافية، والمساهمة الإيجابية في بناء المجتمعات الأوروبية، بعيدًا عن سرديات الصدام أو العزلة. مع الدعوة إلى إدماج هذه التجربة في الدراسات الأكاديمية والنقاشات المعاصرة حول الهوية والتعددية في أوروبا.

التخطي إلى شريط الأدوات