
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
شهدت قرية ستيبان بولي شمال شرق غراتشانيتسا افتتاح وقف بركيش، الذي قدّمته عائلة الواقف الحاج وحيد بركيش إلى المشيخة الإسلامية، ليكون إضافة نوعية للحياة الدينية والاجتماعية في المنطقة، ومثالًا حيًا على حيوية تقاليد الوقف في البوسنة.
وأشار الواقف الحاج وحيد بركيش إلى أن هدف أسرته كان ترك أثرٍ باقٍ في حياة الناس لا في الحجر، مؤكدًا أن هذا المشروع ثمرة تعاون عائلي ورؤية إنسانية تسعى لنشر قيم المحبة والاحترام والعمل المشترك.
مجمع متعدد الاستخدامات
أُنشئ المجمع الوقفي على أرض بمساحة إجمالية تبلغ 900 م² موزعة على طابقين، ويضم حضانة أطفال بمساحة 250 م² جُهّزت بالكامل وتم تأجيرها لدار الأطفال البلدية في غراتشانيتسا، وتستقبل أكثر من 60 طفلًا منذ مطلع أكتوبر 2025. كما يحتوي الطابق الأرضي على قاعة تجارية كبرى ومقهى ومطعم شعبي وحديقة تتسع لـ45 سيارة.
حفل الافتتاح
أقيم الحفل بحضور رئيس المشيخة الإسلامية في البوسنة والهرسك حسين كفازوفيتش، ومفتي توزلا الدكتور فاهد فازلوفيتش، ومدير المديرية العامة للأوقاف الحافظ الدكتور سنايد زاييموفيتش، إلى جانب رئيس بلدية غراتشانيتسا وعدد من الأئمة وأفراد عائلة الواقف.
أكد رئيس المشيخة الإسلامية حسين كفازوفيتش أن الوقف يمثل شهادة إيمان وارتباط الإنسان بدينه ومجتمعه، مشيرًا إلى أن تاريخ البوسنة زاخر بعطاء الواقفين الذين أسهموا في تنمية القرى والمدن، وداعيًا إلى إحياء روح العطاء التي تبني وتوحّد المجتمع.
فخر محلي وإلهام للأجيال
أوضح مفتي توزلا الدكتور فاهد فازلوفيتش أن الوقف ليس مجرد صدقة جارية، بل هو علامة على نضج المجتمع ووعيه الجماعي، مؤكدًا أن عائلة بركيش قدّمت نموذجًا يُحتذى في البذل والإحسان، وأن المشروع سيبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة.
أما مدير المديرية العامة للأوقاف، الحافظ الدكتور سنايد زاييموفيتش، فاعتبر وقف بركيش نموذجًا يجمع بين الفكرة الإسلامية الأصيلة ومتطلبات الحياة الحديثة، موضحًا أن الوقف ليس بناءً ماديًا فحسب، بل أمانة ومسؤولية تجاه الله والمجتمع، ورسالة تمتد عبر الزمن.
استمرارية العطاء وتجدد الرسالة
وفي ختام الحفل، سلّم الرئيس العام للمشيخة الإسلامية حسين كفازوفيتش وثيقة الوقفية لعائلة بركيش، معلنًا تسجيل المبنى رسميًا ضمن أوقاف المشيخة الإسلامية في البوسنة والهرسك، ليكون مركزًا يخدم سكان المنطقة ويعزز روح العطاء والتكافل.
بهذا الافتتاح، يستعيد الوقف في ستيبان بولي دوره التاريخي كمنارة دينية ومجتمعية، ويؤكد أن ثقافة الوقف في البوسنة لا تزال حية نابضة تتجدد مع كل جيل جديد.