مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

البوسنة.. كتاب يوثق جرائم العنف الصربي المنهجي ضد مسلمي براتونتس كما عاشتها الضحايا في شهاداتهم الحية

الجزء الرابع من سلسلة “النية الإبادية – براتونتس 1992” يكشف أبعاد العنف المنهجي ضد المجتمع المسلم

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

في شهادة إنسانية موثقة تنبض بالألم والحقيقة، صدر الجزء الرابع من سلسلة “النية الإبادية – براتونتس 1992” للكاتب والباحث البوسني رمضان سالكيتش، ليقدم عملًا توثيقيًا جديدًا يسجل الجرائم المرتكبة بحق المجتمع المسلم البوشناقي في منطقة براتونتس، مستندًا إلى شهادات الناجين، والأحكام القضائية، والتحليل الإحصائي الدقيق لأعداد الضحايا.

كتاب يوثق الحقيقة بلغة الضحايا

يؤكد رمضان سالكيتش أن هذا الإصدار لم يُكتب بلغة أدبية تقليدية، بل بلغة الشهود الذين عاشوا المأساة، بهدف نقل الحقيقة كما جرت، دون تلطيف أو تزييف. ويتناول الكتاب الجرائم التي وقعت في قرى سوها، ميهاليفيتشي، لونجيني، كراسنوبوليه، وجافيتشي، كاشفًا حجم العنف المنظم الذي استهدف المدنيين البوشناق خلال عام 1992.

بنية توثيقية دقيقة

يتألف الكتاب من خمسة فصول رئيسية؛ يستعرض أولها التحضيرات التي سبقت احتلال براتونتس بدعم من الجيش اليوغوسلافي السابق ومتطوعين من صربيا، فيما يضم الفصل الثاني شهادات ميدانية جمعها المؤلف شخصيًا. ويقدم الفصل الثالث قوائم تفصيلية بأسماء الضحايا، ومواقع المقابر الجماعية، ونتائج عمليات نبش القبور، مصحوبة بمعالجة إحصائية دقيقة. أما الفصل الرابع فيتناول أحكامًا قضائية صادرة عن محاكم في البوسنة والهرسك وصربيا، بينما يركز الفصل الخامس على معاناة الناجين خلال محاولات العودة إلى ديارهم المدمرة.

الأطفال والنساء في قلب المأساة

يكشف الكتاب عن أرقام صادمة، من بينها مقتل أطفال ونساء، ما يؤكد الطابع الإبادي للجرائم. ويوضح المؤلف أن هذه الجرائم لم تكن عشوائية، بل مخططة ومنظمة، استهدفت القضاء على الوجود البوشناقي ودفع الناجين إلى اليأس من العودة إلى ديارهم.

مقابر متعددة ودلالة التخطيط المسبق

يوثق الكتاب العثور على رفات الضحايا في عشرات المواقع داخل البوسنة والهرسك وصربيا، وهو ما يعكس اتساع نطاق الجريمة وتعقيد آليات إخفائها، بما في ذلك نقل الجثامين وإعادة دفنها، في محاولة لطمس الأدلة، وهو ما تؤكده أيضًا اعترافات وأحكام قضائية دولية.

رسالة إلى العدالة والمجتمع

يرى سالكيتش أن أحد أهداف هذا العمل هو الضغط الأخلاقي والقانوني على المؤسسات القضائية لمواصلة ملاحقة الجناة، مؤكدًا أن جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم، وأن الصمت لا يخدم إلا مرتكبي الجرائم. كما يشدد على أن توثيق الحقيقة يمثل واجبًا تاريخيًا وأخلاقيًا لمنع تكرار المآسي.

وثيقة إنسانية وقانونية بالغة الأهمية

يمثل الجزء الرابع من سلسلة “النية الإبادية – براتونتس 1992” وثيقة إنسانية وقانونية بالغة الأهمية، تسهم في حفظ الذاكرة الجماعية للمجتمع المسلم البوشناقي، وتعزز مسار العدالة، وتؤكد أن سرد الحقيقة كما عاشتها الضحايا يظل أقوى أشكال مقاومة النسيان والإنكار.

التخطي إلى شريط الأدوات