مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
شارك عدد من طلاب مدرسة الغازي خسرو بك الإسلامية في سراييفو، برفقة أستاذ التاريخ حاجيرودين ميشيش، في مخيم التاريخ الذي نظمته إدارة التعليم والعلوم التابعة لرياسة العلماء في البوسنة والهرسك خلال الفترة من 4 إلى 5 أكتوبر 2025م.
وأقيم هذا العام المخيم في مدينة سربرنيتسا، حيث شمل برنامجًا تعليميًا وتوعويًا حول أهم المحطات التاريخية في البوسنة، تخللته زيارات ميدانية إلى المواقع التذكارية ومناطق الذاكرة الجماعية.
زيارات إلى مواقع الإبادة
استهل المشاركون برنامجهم بزيارة المركز التذكاري في سربرنيتسا ـ بوتوتشاري، حيث تجولوا في المقبرة التذكارية ومبنى المصنع الذي شهد فصولًا من المأساة، وشاهدوا فيلمًا وثائقيًا واستمعوا إلى محاضرتين عن الإبادة الجماعية في سربرنيتسا، الأولى حول وقائع الجريمة، والثانية للأستاذ عابد جوزيتش بعنوان سوسيولوجيا الإبادة.
كما تعرف الطلاب على تاريخ المدينة ومياه غوبر المعدنية التي تحدث عنها الأستاذ ميشيش موضحًا قيمتها العلاجية وأهميتها في التراث المحلي.
لقاءات مع شهود وناجين
وفي اليوم الثاني، توجهت المجموعة إلى قرية كامينيتسا التي تحتوي على 14 مقبرة جماعية، حيث ألقى الأستاذ إدريز ميميتش ـ أحد الناجين من أحداث الحرب في المنطقة ـ محاضرة مؤثرة حول تجربته الشخصية، أعقبها لقاء مع رويدا أوميروفيتش التي عادت إلى قريتها بعد الحرب لتستأنف حياتها هناك.
تعزيز الوعي وبناء الصداقة
أكد المشاركون أن المخيم لم يكن مجرد نشاط تعليمي، بل تجربة إنسانية عميقة جمعت بين التعلم والتأمل في دروس التاريخ وبناء الصداقات بين طلاب المدارس الإسلامية والثانوية في البلاد.
واختتمت الفعالية بتوجيه الشكر إلى مدرسة بهرام بك في توزلا التي استضافت المشاركين، وإلى السائق أيدين راميتش على جهوده في إنجاح الرحلة.
وجاء في ختام البيان أن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها القوات الصربية ضد مسلمي البوسنة في منطقة سربرنيتسا تفرض علينا اليقظة الدائمة، كي لا يتكرر جحيم الإبادة مرة أخرى.