مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

الجبل الأسود.. اختتام فعاليات المسابقة الكبرى لحفظ القرآن الكريم بمدرسة محمد الفاتح

شارك في المسابقة أربعة وعشرون متسابقًا ومتسابقة تنافسوا في ثلاث فئات رئيسية

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

في أجواء إيمانية متميزة، شهدت مدرسة محمد الفاتح في جمهورية الجبل الأسود اختتام فعاليات المسابقة الكبرى لحفظ القرآن الكريم، بمشاركة واسعة من الطلبة والطالبات القادمين من مختلف مناطق البلاد، في حدث يعكس الحضور المتنامي للتعليم القرآني ودوره في بناء الوعي الديني لدى الأجيال الناشئة.

تنظيم مؤسسي ودعم قرآني مشترك

أُقيمت المسابقة بتنظيم من المشيخة الإسلامية في جمهورية الجبل الأسود، وبالتعاون مع إدارة الشؤون الدينية في سفارة المملكة العربية السعودية لدى البوسنة والهرسك، في نموذج يعكس الشراكة المؤسسية الداعمة للمشاريع القرآنية والتعليم الإسلامي في دول البلقان.

مشاركة نوعية وتنافس في ثلاث فئات

شارك في المسابقة أربعة وعشرون متسابقًا ومتسابقة، تنافسوا في ثلاث فئات رئيسية شملت حفظ عشرة أجزاء، وخمسة أجزاء، وجزأين من القرآن الكريم، في فئتي الذكور والإناث، بما يعكس تنوع المستويات التعليمية واتساع قاعدة الاهتمام بحفظ كتاب الله.

افتتاح علمي وإشراف متخصص

افتُتح البرنامج بكلمة ألقاها رحمان أفندي كاتشار، مساعد رئيس المشيخة الإسلامية لشؤون الدعوة والتعليم، تلتها تلاوة قرآنية مميزة قدّمها الحافظ الدكتور سليمان أفندي بوغاري، الذي استعرض كذلك الضوابط العلمية والتنظيمية المعتمدة في المسابقة. كما ألقى عبد اللطيف بن ناصر الحسين، ممثل إدارة الشؤون الدينية في سفارة المملكة العربية السعودية، كلمة أكد فيها أهمية دعم حفظة القرآن الكريم ورعاية طلابه.

إشادة رسمية برسالة الحفظ والالتزام القرآني

وفي كلمته خلال حفل توزيع الجوائز، أكد رئيس المشيخة الإسلامية في جمهورية الجبل الأسود، فضيلة الشيخ رفعت فيزيتش، أن جميع المشاركين يُعدّون فائزين بما أظهروه من التزام واحترام لكتاب الله، مشددًا على أن هذه المسابقات تعزز الارتباط بالقرآن الكريم، وتدعم استقرار المجتمع المسلم قيميًا وتربويًا، معربًا عن شكره للمملكة العربية السعودية وقيادتها على دعمها المتواصل للمؤسسات الإسلامية.

نتائج وتكريم يعكس قيمة الإنجاز

أسفرت نتائج المسابقة عن فوز عدد من الحفظة والحافظات بالمراكز الأولى في فئتي حفظ عشرة أجزاء وخمسة أجزاء، فيما شهدت فئة حفظ جزأين مشاركة واسعة عكست انتشار ثقافة الحفظ بين الناشئة. وقد أشرفت على التحكيم لجنة متخصصة ضمّت الحافظ الدكتور سليمان أفندي بوغاري والحافظ رشاد أفندي داوتوفيتش، بينما تولّى إدارة البرنامج الأستاذ أفان لاتيتيش.

واختُتمت الفعاليات بحفل تكريمي رسمي جرى خلاله توزيع الجوائز وشهادات التقدير، في تأكيد واضح على أن المسابقات القرآنية تمثّل ركيزة أساسية في تنمية الوعي الديني، وتشجيع الأجيال الشابة على حفظ القرآن الكريم والعمل به.

مدرسة محمد الفاتح ركيزة التعليم الإسلامي في الجبل الأسود

تُعد مدرسة محمد الفاتح أول مؤسسة تعليمية إسلامية على مستوى جمهورية الجبل الأسود، وتقع في ضواحي مدينة بودغوريتسا عاصمة البلاد، وقد شكّلت منذ تأسيسها ركيزة أساسية في إعادة إحياء التعليم الإسلامي المنظم بعد انقطاع دام قرابة مئة عام منذ نهاية الحقبة العثمانية في منطقة البلقان.

بدأت أعمال إنشاء المدرسة عام 2000، واكتمل بناؤها عام 2003، قبل أن تبدأ عملها كمؤسسة تعليمية رسمية منذ عام 2008، حيث أسهمت في إعداد أجيال من الطلبة ضمن برامج تعليمية منتظمة، وخرّجت خلال السنوات الماضية دفعات متعددة من مستويات تعليمية مختلفة.

وتُعد المدرسة مركزًا إسلاميًا تعليميًا متكاملًا يضم مباني تعليمية ومرافق تربوية وخدمية متعددة، تمتد على مساحة تُقدَّر بنحو ثلاثة آلاف متر مربع، بما يوفّر بيئة تعليمية تجمع بين الدراسة والتأهيل العلمي والتربوي.

وتعتمد مدرسة محمد الفاتح منهجًا تعليميًا يجمع بين التعليم الإسلامي والتعليم النظامي العام، بما يحقق التكامل بين المعرفة الدينية والعلوم المعاصرة، ويُسهم في إعداد طلبة يمتلكون وعيًا دينيًا وعلميًا متوازنًا، وقادرين على خدمة المجتمع المسلم في مختلف المجالات.

كما تضطلع المدرسة بدور بارز في خدمة القرآن الكريم، من خلال تنظيم الفعاليات والأنشطة والمسابقات القرآنية على المستوى الوطني، واستضافة المسابقات الرسمية، بما يعكس مكانتها الريادية في دعم التعليم الإسلامي والقرآني في جمهورية الجبل الأسود.

جمهورية الجبل الأسود

تقع جمهورية الجبل الأسود في جنوب شرق أوروبا ضمن منطقة غرب البلقان، وتبلغ مساحتها نحو 13,812 كيلومترًا مربعًا، ويقدَّر عدد سكانها بحوالي 620 ألف نسمة. عاصمتها بودغوريتسا، وتتميّز بتنوعها الجغرافي بين السواحل على البحر الأدرياتيكي والمناطق الجبلية الوعرة، وهي دولة متعددة القوميات والثقافات.

مسلمو الجبل الأسود

يشكّل المسلمون نحو 20 بالمئة من سكان الجبل الأسود، ويُقدَّر عددهم بأكثر من 120 ألف نسمة، وينتمون أساسًا إلى الأعراق البوشناقية (في الشمال) والألبانية (في الجنوب)، مع وجود أقلية من المسلمين السلاف. ويضطلع المجتمع المسلم بدور فاعل في الحياة الدينية والتعليمية من خلال مؤسسات المشيخة الإسلامية والمساجد والمدارس الإسلامية.

التخطي إلى شريط الأدوات