الداعية “أجيمي”، بكوسوفا: أولوياتي الدعوية نشر “الوعي” و”الثقافة” وسط الفتيات

مسلمون حول العالم ـ خاص

أجرى الحوار: هاني صلاح

“نشر “الوعي” و”الثقافة” كان أولويتي منذ بداية عملي الدعوي والتعليمي؛ فمنذ البداية ركزت جهودي على تثقيف الفتيات والشباب وزيادة وعيهم، سواء بمبادئ دينهم الإسلامي أو بالمعرفة والثقافة العامة، إدراكًا وإيمانًا مني بأن هذا هو السبيل لإنقاذ الشباب والفتيات من الوقوع في براثن شبكات ومصائد الجهات التي تسعى لتدمير الشباب ومحو هويته”.

بهذه الكلمات، أكدت الداعية والمعلمة “أجيمي سوجويافا”، مسئولة قسم المرأة بالمشيخة الإسلامية في كوسوفا، عن منطقة ميتروفيستا، شمال البلاد، على أهمية نشر الوعي والثقافة العامة وسط الجيل الناشئ حتى يجتاز العقبات التي تواجهه مستقبلًا، ويصنع مستقبلًا مشرقًا لنفسه ولمجتمعه.

جاء ذلك في حوار خاص مع موقع “مسلمون حول العالم“، حول الدور الدعوي والتعليمي لمعلمات قسم المرأة بالمشيخة الإسلامية في كوسوفا، في أكثر من محافظة شمال وجنوب البلاد.

(شكر وتقدير)

ويتوجه موقع ‍”مسلمون حول العالم” بجزيل الشكر لقسم المرأة في المشيخة الإسلامية في كوسوفا، ممثلًا في الأستاذة «واجدة بنياكو» مسئولة القسم، على دورها المشكور في تيسير إجراء هذه الحوارات مع عدد من المعلمات بالقسم في بعض محافظات كوسوفا.

وإلى الحوار..

ـ في بداية حوارنا، نرجو نبذة تعريفية عنكم.

ـ اسمي “أجيمي سوجويافا”، أستاذة ومعلمة الدين الإسلامي في محافظة “ميتروفيتسا” في شمال كوسوفا.

ـ أعمل ضمن قسم المرأة في المشيخة الإسلامية في كوسوفا في منطقة ميتروفيتسا.

ـ بماذا تتميز مدينتكم؟

تتميز منطقة ميتروفيتسا عن غيرها من المدن الكوسوفية بوجود مناخ تدين بشكل عام، ويظهر بشكل واضح في جيل الشباب، وبدأ يظهر كذلك في الأجيال الناشئة من الأطفال.

كما تتميز التركيبة السكانية لمنطقة ميتروفيستا بالتعددية العرقية، التي تنحدر من أصول مختلفة، مثل: الأقلية البوسنية المسلمة، والأقلية الصربية الأرثوذكسية، على سبيل المثال.

هذا التعدد خلق مناخًا إيجابيًّا دفع بكل مجموعة عرقية إلى التمسك بهويتها الدينية والحفاظ عليها من الذوبان، وهو ما انعكس على أنشطة واسعة من تعلم وتعليم الإسلام في مساجد المنطقة.

ـ وما هي الأدوار التي تقومون بها؟

ـ كأستاذة متخصصة في الدراسات الإسلامية، وبالإضافة لمسئوليتي عن قسم المرأة بمحافظة ميتروفيتسا، أقوم بعدة أدوار تعكس دور وأهداف قسم المرأة في المجتمع الكوسوفي، ومن بينها:

أولًا: الدور الدعوي والتعليمي:

1. حيث أقوم بتنظيم وإعطاء دورات لتدريس الأطفال والنساء التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم، وكذلك أساسيات الدين الإسلامي سواء في مساجد المدينة أو القرى المحيطة.

2. كذلك لدينا أنشطة دينية ثقافية متعددة باسم قسم المرأة عن منطقة ميتروفيتسا، وننظم كافة أنواع الاحتفالات الدينية والوطنية وغيرها.

3. ننظم ندوات ودورات متخصصة في مجال العلوم الإسلامية للفتيات والنساء من كبار السن، على سبيل المثال دورة بعنوان: “الإسلام نظام حياة”. وشاركت العديد من المعلمات في إثرائها بالمحاضرات والنقاشات العميقة والمثمرة.

ثانيًا: الدور المجتمعي:

1. بلا شك لدينا مبادرات إنسانية خيرية خاصة في مجال رعاية الأيتام، وتنظيم حملات خيرية لجمع التبرعات لصالح كفالات الأيتام والعائلات الفقيرة كذلك.

2. نشارك في دورات مجتمعية تحضرها شرائح مختلفة من المجتمع، خاصة من جانب نساء كوسوفا، بالتعاون مع منظمات دولية تعمل في كوسوفا، وتركز على إيجاد الحلول للإشكاليات المجتمعية المعاصرة، على سبيل المثال موضوع “العنف داخل الأسرة”.

ثالثًا: الدور الإعلامي:

أيضًا نشارك في برامج ومحاضرات سواء عبر قنوات المشيخة الإسلامية المختلفة في كوسوفا على مواقع التواصل الاجتماعي، أو الصفحات التابعة لفروع المشيخة في المحافظات، وذلك للحديث عن موضوعات تخص الدين الإسلامي وأخلاقيات المسلم والمسلمة، ولها علاقة بموضوع الساعة، وتهمُّ شرائح من المجتمع الألباني في كوسوفا.

ـ ماذا كانت أهم أولوياتكم في العمل الدعوي والتعليمي؟

نشر “الوعي” و”الثقافة” كان أولويتي منذ بداية عملي الدعوي والتعليمي.

فمنذ البداية ركّزت جهودي على تثقيف الفتيات والشباب وزيادة وعيهم، سواء بمبادئ دينهم الإسلامي أو بالمعرفة والثقافة العامة؛ إدراكًا وإيمانًا مني بأن هذا هو السبيل لإنقاذ الشباب والفتيات من الوقوع في شبكات ومصائد الجهات التي تسعى لتدمير الشباب ومحو هويته.

بلا شك لا يختلف اثنان أن شباب هذا العصر يتعرضون للعديد من الفتن التي يمكن أن تحرفهم عن مسار حياتهم الطبيعي، وتحول بينهم وبين أن يكونوا جيلًا نافعًا لنفسه ولأسرته ولمجتمعه؛ لذا فإن “الوعي” و”الثقافة” هما طوق نجاة الشباب والفتيات من الوقوع في براثن المكيدة التي تحاك ضدهم.

ـ وما هى التحديات والعقبات التي تواجهك في عملك التعليمي والدعوي؟

التحديات التي نواجهها في منطقتنا بشمال كوسوفا، هي نفس التحديات التي تواجهها جميع المعلمات في مختلف مدن ومحافظات البلاد، وتتمثل بالدرجة الأولى في عدم فهم الإسلام بشكل صحيح، وعدم كفاية الدعم المادي والأدبي لأنشطتنا ومبادراتنا الإنسانية والمجتمعية، وضعف البيئة والبنية التحتية لمشروعاتنا التعليمية، وغيرها من العقبات والتحديات المعتادة في كل مكان.

ـ من خلال تجربتكم الشخصية، كيف ترون الإنجازات والنجاحات التي تحققت حتى اليوم؟

بعد سنوات من العمل الدعوي والتعليمي بدأنا نرى ثمرات هذه الجهود، ومن بينها:

ـ العديد من طلابنا رأيناهم اليوم وقد تخرجوا ويعملون في كافة مجالات الحياة، بعضهم أصبحوا مدرسين للعلوم الدينية، وآخرون أصبحوا أطباء ومهندسين ومعلمين وعلماء نفس وغير ذلك.

ـ استطعنا تجنيب الشباب والفتيات العديد من الظواهر المجتمعية السلبية، والابتعاد بهم عن العادات والسلوكيات الخاطئة.

ـ كما انتشر الزي الإسلامي وسط جيل الفتيات والطالبات بشكل غير مسبوق، باعتباره رمزًا للتمسك بالهوية الإسلامية، وكذلك تعلم الآلاف مبادئ دينهم والطريقة الصحيحة لتلاوة القرآن الكريم، وبعضهم أتم حفظه لكامل القرآن الكريم.

ـ ومن أبرز النجاحات أنه أصبح للمرأة المسلمة الملتزمة بدينها حضور في كافة المبادرات المجتمعية، وكذلك تواجد في مختلف بيئات العمل بالدولة، وتعكس من خلال مشاركاتها أخلاقيات الإسلام من الصدق والأمانة، وإتقان العمل، والضمير الحي.

ـ وأختم بالمجال الخيري، فقد نجحنا في العديد من المبادرات الإنسانية الخيرية في توفير كفالات للأيتام والعائلات الفقيرة المحتاجة.

ـ إذن.. ما هي أبرز توصياتك المستقبلية التي تنصحين بها المعلمات والمؤسسات المعنية؟

توصياتي، بناء على تجربتي السابقة في العمل، تتلخص في كلمتين: “عمل” و”محبة“.

علينا العمل والاستمرار في العمل مع التحلي بالصبر وعدم الاستعجال، وأن ننطلق في أعمالنا من دافع محبة الناس ومحبة الخير لهم، وتقديم كل ما ينفعهم ويفيدهم في حياتهم بدءًا من الحياة العائلية إلى المجتمعية.

كما يجب علينا ألا ننسى الاقتداء برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، والذي قدم الإسلام للعالم بأفضل طريقة وخير أداء للناس جميعًا.

ـ وأخيرًا.. هل تودون ذكر شيء لم نتطرق إليه في أسئلتنا السابقة؟

أتمنى أن تتوفر فرص للقاءات مع المسلمات حول العالم للنقاش وتبادل التجارب والخبرات؛ فلا شك بأن هذا يحفز العاملات في الحقل الدعوي والتعليمي الإسلامي على الاستمرار والارتقاء في دورهن وأدائهن.

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid0298wiUoKvFbGbvfpuRqsK9ZN6WrfUkNDpZmHjJhVnUrDDona2AQU1gF1ivG5TU4STl&id=109475297915760

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid0NtHfohYdiEMahpcxJDyLUtb7hecjr5hsZHBRDBzbrTDYgYELPZ8ruMCBvkW7zNtcl&id=100080636137561

 

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid02qg8Qt31s7zynJh1CfaiV6oFpkfyrZhTVG9HK7PukY6uKVbVPYbUfnXptynUw85o5l&id=105027058842213