مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

أمريكا.. الداعية “رباب رشيد”: “محمد قدوتنا” مبادرة فردية تطورت لعمل مؤسسي

حوار مع الداعية "رباب رشيد" حول تجربتها في دورات السيرة النبوية بمساجد شيكاغو خلال فترة عقد من الزمان

منشيتات الحوار:

ـ منهجيتنا في تدريس السيرة “إسقاطها على واقعنا” حتى تتحول لمنهج حياة.

ـ تطورت دورات السيرة من مبادرة فردية إلى عمل مؤسسي رسمي.

ـ أضحت لنا مدرسة احترافية في تدريس السيرة النبوية لمختلف الأعمار.

ـ توسعنا في مناهجنا الدراسية لتشمل الخلفاء الراشدين وبكل ما يتعلق برسول الله.

ـ فريق “محمد قدوتنا” يضم الآن أكثر من 20 أختًا، وكلهن متطوعات.

 

حوار مع الداعية “رباب رشيد” حول تجربتها الخاصة مع دورات السيرة النبوية بمساجد شيكاغو على مدار 10 سنوات

الداعية “رباب مهدي رشيد”: “محمد قدوتنا”.. مبادرة فردية تطورت لعمل مؤسسي

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

في حوار خاص مع “مسلمون حول العالم“، قالت الداعية “رباب رشيد”؛ مشرفة دورات السيرة النبوية بمساجد شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، بأن: “دورات السيرة النبوية التي بدأتها قبل نحو عشر سنوات بمبادرة فردية منها تطورت لعمل مؤسسي عبر إنشائها لجمعية مدنية غير حكومية وفقًا للقوانين الأمريكية، وأطلقت عليها اسم “مدينة”؛ حيث يقوم عليها الآن فريق احترافي متدرب ومتطوع من مسلمات شيكاغو”.

الداعية “رباب مهدي رشيد” في سطور..

الداعية "رباب رشيد" مشرفة دورات السيرة النبوية بمساجد شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية
الداعية “رباب رشيد” مشرفة دورات السيرة النبوية بمساجد شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية

ـ أمريكية الجنسية، سورية الأصل.

ـ مقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية منذ 28 عامًا.

ـ خلال فترة تواجدها بالولايات المتحدة سافرت مع أسرتها لدولة الإمارات العربية لـ(6) سنوات؛ بهدف تقوية اللغة العربية لأبنائها، واكتساب بعض العادات القيمة المفقودة بالمجتمع الأمريكي.

ـ بعد عودتها للولايات المتحدة قبل عشر سنوات، بدأت نشاطها الدعوي بالمراكز الإسلامية في شيكاغو، وذلك بعد تخرجها من الجامعة الأمريكية للدراسات الإسلامية.

ـ تركز نشاطها الدعوي مع مسلمات شيكاغو على شرح مستفيض ومنهجي للسيرة النبوية؛ ومن خلال السيرة تطرقت لموضوعات متعددة في العقيدة والفقه وغيرهما، حتى اشتهرت وعرفت في مساجد شيكاغو باسم “رباب سيرة”.

ـ تطورت دورات السيرة النبوية التي تلقيها لمسلمات شيكاغو من مبادرة فردية إلى عمل مؤسسي رسمي وفق القوانين الأمريكية، فأنشأت “جمعية مدينة”، وهى مؤسسة غير حكومية يقوم عليها فريق متكامل متطوع ومتدرب في إلقاء السيرة النبوية، وباتت دورات السيرة النبوية كمدرسة احترافية يتطلع للدراسة فيها النساء والأطفال، وأطلق على برامجها الأكاديمية اسم “محمد قدوتنا”.

ـ تحضر حاليًّا ماجستيرًا في الفقه الإسلامي؛ إدراكًا منها لاحتياج مسلمي أمريكا كأقلية في مجتمع غير مسلم لهذا التخصص. متزوجة من طبيب، ولديها ٣ أبناء وحفيد.

ـ في بداية حوارنا، نود التعرف على بداية نشاطكم الدعوي في شيكاغو، ولماذا ركزتم على السيرة النبوية؟

بدأت عملي الدعوي منذ عشر سنوات، والحقيقة أن تخصصي في السيرة النبوية حدث بقدر الله – سبحانه وتعالى – حيث قدّمت في أول سنة محاضرات في السيرة بأحد المراكز الإسلامية في شيكاغو، وعلى الرغم من أن هذه المحاضرات كانت مفتوحة لجميع النساء، وليس فيها إلزام بالحضور، فإن التزام الأخوات بالحضور كان لافتًا للنظر، فالموضوع كان جديدًا، وخاصة أنه كان لديّ منهجية في الحديث عن رسول الله  بالتفاصيل وبشكل مستفيض.

وبعد نجاح محاضرات أو دورات السيرة النبوية المفتوحة للجميع في هذا المركز، سمعت مراكز شيكاغو الإسلامية الأخرى عنها، وألحوا عليَّ في الحضور إليهم وتقديمها للنساء.

وبالفعل قدمتها في مركز إسلامي ثانٍ ثم ثالث، حتى بدأت أعطي دورات السيرة النبوية في ثلاثة مراكز إسلامية بشيكاغو، ولاحقًا توسع الأمر في مساجد ومعاهد شيكاغو، وفي بعض الأوقات انطلقت خارجها لتقديم محاضرات السيرة النبوية.

قدمت أول دورة مكثفة للسيرة بـ (٦) أخوات، والآن يصل عدد اللقاء الواحد أحيانًا لأكثر من ٥٠ أختًا.

حقيقة، فكرة منهجية الطرح لسيرة رسول الله التي قدمتها جعلت الساحة لهذه الدورات واسعة استقطبت نحو 100% تقريبًا من المهتمين؛ لأنه لم يسبق أن قدَّم أحد “منهجية السيرة النبوية” على مادة سنة كاملة تدريسية، مع حضور مع التزام وجدية وامتحانات.

وتطورنا من السيرة إلى الشمائل إلى الخلفاء الراشدين، والآن لدينا خطط لدورات جديدة تُعنى بكل ما يتعلق برسول الله.

ـ أشرتم بأن لكم منهجية في تقديم السيرة النبوية، فما هي؟

أنا بطبيعتي أحب المنهجية في التدريس والشرح بالتفاصيل مع التدرج في الأحداث؛ لذا اجتهدت أولًا في فهم – مع التعمق – منهجية سيرة رسول الله، ثم تقديمها كما هي؛ فهي منهجية عقائدية، ومنهجية فقهية، ومنهجية تربوية، وأهم ما في تدريس السيرة في منهجيتنا إسقاطها على واقعنا حتى تصبح منهاجًا شاملًا ومتكاملًا لحياة سعيدة لكل مسلم ومسلمة.

ـ ماذا عن فريق “محمد قدوتنا”؟

فريق “محمد قدوتنا” كل متطوعة فيه من طالبات دورات “محمد قدوتنا”، ومن مراحل عمرية مختلفة، بعضهن من طالبات الجامعات الأمريكية، وأخريات في عمر الثلاثينيات والأربعينيات. الفريق كبير وجميل، ونعمل كلنا – بفضل الله – يدًا واحدة، والكل يعمل بحب وتفانٍ، وفريقنا الآن يضم أكثر من 20 أختًا، وكلهن متطوعات.

ـ وكيف يتم تنسيق العمل بينكم؟

توجد أقسام متعددة لفريق “محمد قدوتنا”، فهناك قسم الدورات، ولدينا مدرسات من طالبات الجامعة يقمن بالتدريس تحت إشراف أخوات متدربات على منهجيتنا، وهناك قسم خاص لـ”معرض السيرة النبوية”، الذي نسعى لتجهيزه بشكل كامل، وفيه كل ما يخص رسول الله.

كما يوجد لدينا قسم إعلامي يعمل على مواقع التواصل الاجتماعي على صفحة فيسبوك وانستجرام.

ـ أشرتم إلى أن هناك قسمًا خاصًّا بالدورات؛ فما هي الدورات التي تقدمونها؟

من بين الدورات: دورات السيرة النبوية، والخلفاء الراشدين، ودورة القيم النبوية لمختلف الأعمار؛ حيث نبدأ من عمر 6 سنوات إلى 17 سنة بالنسبة للأطفال والشباب، ونستقبل كل الأعمار بالنسبة للأخوات بدوراتهن الخاصة بهن. قسّمنا العمل على المدرسات، وكل مُدرِّسة مع عدد من الطلاب، وعندنا تواصل يومي تقريبًا مع الملتحقين.

وأحب أن أشير إلى أننا في بداية مشروعنا كنا نركز فقط على الأمهات، باعتبار أن الأمهات سيقمن بدورهن لاحقًا في تعليم أبنائهن؛ ولكن مع مرور الوقت اكتشفنا أن هذه الطريقة لن توصل كل المعلومات للأبناء.

وبالفعل قبل سنتين، أي بعد مرور نحو ثمانية أعوام على تدريسنا للسيدات، بدأنا بمشروع تعليمي للصغار لغرس القيم النبوية أسميناه “القيم النبوية المحمدية”، ونستخدم في هذه الدورات طرقًا ووسائل جديدة، فنحن نتجنب الطرق والأساليب التقليدية المتعارف عليها في تدريس السيرة النبوية للأطفال؛ حتى يكون الأسلوب مشوقًا للأطفال.

والآن، وفي ظل تداعيات تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19)، انتقلنا للإنترنت عبر برنامج الزووم، ولدينا في الفصول الافتراضية ما يفوق الـ300 طالب مقسمين على خمسة فصول دراسية حسب العمر، وهناك دورات باللغة العربية، ودورات أخرى باللغة الإنجليزية.

ـ لا شك أن تدريسكم للسيرة النبوية على مدار عشر سنوات متصلة قد أكسبكم خبرات ومهارات متعددة، فهل حدث تطور في منهجيتكم في تقديم السيرة النبوية؟

قطعًا، هناك فرق كبير وشاسع في منهجية التدريس، خاصًة بعد مرور عشر سنوات عليها؛ نظرًا للتوسع والتطور واتباع أساليب ومنهجية جديدة، حتى طريقة تقديمها تطورت، خاصةً مع تمكني من مادة السيرة النبوية، وتعمقي في آفاقها باستمرار.

وحقيقًة كنت دومًا أشعر أثناء العمل، خاصًة بعد مرور عدة سنوات، بأني يجب أن أطوِّر من نفسي أكثر، فصرت آخذ دورات من أجل الحصول على إجازات؛ مثلًا إجازة القرآن الكريم، أو في علم معين من العلوم الشرعية، أو حتى في كتاب محدد، وهذا كله – طبعًا – طوَّر كثيرًا من شخصيتي ومن خبرتي، فضلًا عن الاستفادة من دورات التنمية البشرية التي طبقتها في دورات السيرة بما يخدم الغرض المنشود.

ـ هل واجهتكم أية عقبات خلال هذا العقد فيما يتعلق بدورات السيرة؟

العمل مع النساء، وخاصًة في دراسة سيرة رسول الله ممتع وجميل، وبلا عقبات تقريبًا، لكن عقبات دورات الأطفال تتمثل في عدم تفاعل بعض الأهالي مع المُدرِّسات؛ لأنني كما أشرت بأننا نحرص على وجود تواصل يومي مع عائلات الأطفال.

ولكننا وسعيًا للتغلب على هذه العقبة، صرنا بطريقة معينة نحرّك الأجواء على (مجموعات التواصل الاجتماعي)، وخاصة (مجموعات الواتساب)؛ بالتواصل والإصرار مع الأهالي على التفاعل معنا ومتابعة تقدم أبنائهم؛ كل هذا تحت شعار نحن في خدمة رسول الله وأحبائه.

والآن، الحمد لله، العمل تطور وصرنا نُهيئ كادرًا من أكثر من شخص وأكثر من معلم يُقدّم هذه المادة في السيرة النبوية.

– وماذا عن أهم الإنجازات التي تحققت على مدار عشر سنوات؟

من أبرز الإنجازات لمشروع “محمد قدوتنا”:

أ ـ أننا أصبحنا فريقًا موسعًا يدير هذا المشروع، ومكونًا من عشرين أختًا، وبهذا – والحمد لله – استطعنا الخروج من سمة الفردية في إدارة هذا المشروع إلى سمة العمل المؤسسي، ونحن مُصِرّون أن نواصل العمل معًا بروح الفريق في إدارة هذا المشروع العظيم.

ب ـ ومن الإنجازات التي بنيت على الإنجاز الأول المتمثل في التحول للعمل المؤسسي: أننا توجهنا للعمل بشكل رسمي وفق القوانين المعمول بها في البلد؛ لذا قمنا بتسجيل فريقنا لدى الحكومة الأمريكية تحت اسم: مدينة، ومنه القسم الأكاديمي “محمد قدوتنا أو our leader Muhammad”، وأصبحنا الآن منظمة غير حكومية (غير ربحية) معترف بها.

ج ـ وعلى درب ترسيخ هذا المشروع وتوسعته في أوساط مسلمي أمريكا، أتت خطوتنا الثالثة والمتمثلة في استقبال المزيد من المتطوعات لتوسعة فريقنا الحالي، وقد وضعنا شروطًا ومعايير لقبول كل من ترغب من الأخوات إلينا في هذا المشروع. من بين هذه الشروط أن تكون قد انتظمت معنا في هذا المشروع، وتلقت تدريبًا في شرح مناهج السيرة النبوية معنا لمدة عام على الأقل كحدٍّ أدنى؛ حتى نتأكد أن فِكرها يتوافق مع فِكرنا، واهتمامها هو اهتمامنا؛ حتى نكون كلنا نشتغل فريق عمل، وكلنا لنا هدف واحد. وهكذا تكون الفكرة قد تبلورت لدى المتطوعة، وأصبحت قادرة على شرحها للمسلمات حولها في منطقتها التي تقيم بها.

د ـ ندرس الآن إمكانية فتح عدة فروع في دول العالم قريبًا – بإذن الله تعالى – يعلن عن مواقعها بوقتها.

– من خلال خبراتكم في العشر سنوات الأخيرة، ما هي أبرز توصياتكم المستقبلية للارتقاء بدورات السيرة النبوية؟

هناك ثلاث توصيات هامة:

أ ـ أهم وصية هى العمل بالحب، ثم الإتقان، محددات النوايا عند بدء كل لقاء. وتطبيقًا لها بشكل عملي، كنت دومًا أطلب من المعلمات تخصيص أول حصة في كل دورة للتعارف بينهم وبين طلابهم بشكل جميل ومبدع. قلت للمدرسات: “احكي مع طلابك، اسمعي منهم، اضحكي معهم. أعطي الأطفال ألعابهم الجديدة: محبّي ومحبّات رسول الله ، ونقوم بشرح معنى هذا اللقب الجديد.

ومع الطريقة الجديدة الآن بالعام الحالي والتدريس عبر برنامج (الزووم)، ما زال الفريق مصرًّا على التعليم بالحب. ولاهتمام الفريق بتطوير العمل، لدينا اجتماع بين المشرفات ومدرسات الطلاب من أجل سد أية ثغرة او عقبة بوجه المعلمات الجديدات.

ب ـ أما الوصية الثانية، فالتركيز على فئة الشباب والشابات، والآن نطمح أن ينضم شباب متدربين ثم مدرسين إلى فريق “محمد قدوتنا”، خاصة أننا بحاجة للذكور في أعمار معينة بالتدريس، فعلى سبيل المثال: لدينا دورة السيرة من عُمْر أربعة عشر عامًا إلى سبعة عشر، شبابًا وبناتٍ، عن طريق برنامج (الزووم)، فإلى حدٍّ ما الموضوع صعب؛ لأنك تريد أن تخاطب الشباب وحدهم والشابات وحدهن.

ج ـ بينما وصيتي الثالثة تتعلق بالجيل الصاعد في كل العالم، وليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، فمع التطور التكنولوجي ومع السوشيال ميديا.. العالم كله – للأسف – ذاهب للحضيض؛ إذا لم نكن مبتكرين ومبدعين لوسائل جديدة وطرق جديدة، فلن ينجح أي مشروع. وسبحان الله! أزمة فيروس كورونا (كوفيد-19) فتحت لنا أبوابًا كثيرة، فبعد أن توقفت دوراتنا في المعهد انتقلنا للإنترنت، وأقبلت علينا أعداد مضاعفة وصلت في رمضان الماضي إلى حوالي 300 طالب في الحصة، غير الأعداد الأخرى التي لم يُتحْ لها التسجيل من أول مرة.

ـ روابط ذات صلة..

ـ صفحة: Mohamad Our Leader محمد قدوتنا على فيسبوك

ـ فيديو: دورة تدريبية لمعلمات السيرة النبوية.

ـ فيديو: اليوم الأول لبرنامج محمد قدوتنا في أكاديمية أورلاند.

ـ فيديو: محمد قدوتنا.. القيم النبوية للأطفال بأساليب و طرق جديدة.

ـ فيديو: مشاركات الأطفال في برنامج محمد قدوتنا

فيديو.. ماذا يعني الحجاب؟

ـ طالع أيضًا..

ـ بالصور.. دورات السيرة النبوية بمساجد شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية

التخطي إلى شريط الأدوات