العلامة الرّمزي.. اتخذ التاريخ وسيلة لإحياء وعي مسلمي روسيا

مسلمون حول العالم ـ متابعات

ترك العلامة التتري “محمد مراد الرمزي” (1854- 1934م)، أثراً كبيراً في الحياة الثقافية التترية والتركستانية، وقد اتخذ من التاريخ وسيلة لرفع وعي مسلمي روسيا، فماذا تعرف عنه؟

بقلم/ د. أمين القاسم ـ الباحث في تاريخ المنطقة

نشأته العلمية

يعد العلامة محمد مراد بن عبد الله رمزي، رحالة ومؤرخ وداعية تتري من بشكيريا (وسط روسيا حاليًا)، وكانت بداية تلقى تعليمه في مدن قازان (عاصمة جمهورية تتارستان) وترويتسك وبخارى، ثم دَرّسَ في سهول الكازاخ، وتوجّه بعدها إلى الهند ليستقر لاحقًا في بلاد الحجاز مدة 36 عاما، حيث تعلّم على أيدي علمائها، وقد أتقن عدة لغات منها العربية والفارسية.

وقد ألحق الشيخ محمد مراد الرمزي باسمه لقب: القَزاني المنزلوي المكي، وأحيانا البلغاري المكي الحنفي.

وقد شارك العلامة محمد رمزي في مؤتمر مسلمي عموم روسيا عام 1917م، ضمن علماء وزعماء مسلمي روسيا.

إنتاجه العلمي وأشهر كتبه

وقد دوّن أكثر من 15 كتابا ودراسة قيّمة، وترك عددا من المقالات، في النحو العربي والتفسير والعلوم الشرعية.

أشهر كتب العلامة الرمزي كتاب “تلفيق الأخبار وتلقيح الأسرار في أحوال قازان وبلغار وملوك التتار”، كتبه باللغة العربية بين عامي 1892-1907م، وطبع في أورينبورغ سنة 1908م، ويقع الكتاب في مجلدين.

كان المؤرّخ الرمزي يهدف من خلال كتابه إلى تعريف العالم الإسلامي بتاريخ الشعوب التركية، وإيقاظ الوعي القومي بين المسلمين من أصول تركية في روسيا القيصرية، مع وجوب التغلب على عقدة أنهم مواطنون من الدرجة الثانية في بلدهم.

قَدّم الرمزي في كتابه هذا عرضاً لنسب وتاريخ التُرك وكيفية انتشارهم وعلاقاتهم مع الدول والأمم قبل وبعد الإسلام، وتاريخ دولة البُلغار والتتار وأحوالهم وإسلامهم ووقائعهم، وبعضاً من أخبار خانية القرم، وأعمال وإنجازات حضارية قدّمها التتار، وأفعال الروس القاسية بحق المسلمين،

تراجم علماء التتار

وفي آواخر المجلد الثاني عرض لتراجم علماء التتار. أهم تلامذة العلامة الرمزي العالم: محمد أمين بوغرا (1901- 1965م)، مناضل، وأحد زعماء مسلمي تركستان الشرقية، والذي ساهم في تأسيس جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية عام 1933م.

توفي العلامة الرمزي -رحمه الله- سنة 1935م بعد حياة حافلة عامرة بالعلم والدعوة إلى الله في تركستان الشرقية.

لقد ترك العلامة محمد مراد الرمزي أثراً كبيراً في الحياة الثقافية التترية والتركستانية.

ـ المصدر: ( اضغط هـنـا ).

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=10217555475831368&id=1611567851