مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
اختتمت دار الإفتاء في إقليم بانغسامورو (Bangsamoro Darul-Ifta’ – BARMM) أعمال مؤتمر علماء بانغسامورو 2025، الذي استمر ثلاثة أيام من 5 إلى 7 نوفمبر 2025 (من 14 إلى 17 جمادى الأولى 1447هـ)، في مركز المؤتمرات بفندق “النور” بمدينة كوتاباتو، بمشاركة واسعة من العلماء والدعاة والقيادات الدينية وممثلي المؤسسات التعليمية والدعوية في الإقليم.
نحو مجتمع موحّد دينيًا وأخلاقيًا
انعقد المؤتمر تحت شعار: «العلماء قادة الأمة نحو مجتمع موحّد دينيًا وأخلاقيًا»، وهدف إلى توحيد صفوف العلماء، وتعزيز الخطاب الديني الوسطي، والإسهام في ترسيخ أسس الحوكمة الأخلاقية والتنمية الروحية والمجتمعية في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي واسع الصلاحيات ضمن جمهورية الفلبين.
اليوم الأول.. انطلاقة جامعة للرؤى
شهد اليوم الأول الجلسة الافتتاحية التي أعلنت فيها دار الإفتاء رسميًا بدء أعمال المؤتمر، مؤكدة أن اللقاء يشكّل محطة مركزية لتفعيل دور العلماء في الإصلاح والتوجيه، وتبادل الخبرات العلمية والفكرية، وبناء رؤية مشتركة تعزز قيم المسؤولية الدينية والمجتمعية.
اليوم الثاني.. حوارات فكرية حول القيادة الدينية
خصّصت جلسات اليوم الثاني لمناقشة محاور تتصل بالقيادة الدينية ودور العلماء في توجيه المجتمع نحو الوحدة والتكامل الأخلاقي. وتناولت المداولات أهمية تجديد الخطاب الديني بما يتوافق مع متطلبات المرحلة، مع الحفاظ على الثوابت والقيم الإسلامية الجامعة. كما برزت مداخلات حول تعزيز التعاون بين الهيئات الدينية ومؤسسات التعليم الشرعي في بانغسامورو، من أجل بناء أجيال تجمع بين المعرفة الدينية والوعي الاجتماعي.
اليوم الثالث.. كلمة ختامية تؤكد الشراكة بين القيادة والعلماء
اختُتمت أعمال المؤتمر بكلمة ألقاها رئيس الحكومة الإقليمية فضيلة السيد عبدالرؤوف مككوا (Chief Minister Abdurrauf Macacua)، الذي شدد على “الدور الحيوي للعلماء في ترسيخ الحوكمة الأخلاقية وتوجيه النمو الروحي لشعب بانغسامورو”، مؤكدًا أن القيادة السياسية تعتمد على العلماء شركاء أساسيين في تعزيز الاستقرار والنهضة المجتمعية.
منبر للوحدة والتجديد
وتميّز المؤتمر بروح التعاون والانفتاح، حيث تحوّل إلى منبر لتوحيد الجهود الدعوية والعلمية، وتبادل الرؤى حول قضايا الشأن الإسلامي في الإقليم، والدفع نحو مجتمع متماسك قيميًا ومتصالح مع ذاته دينيًا وثقافيًا.
بهذا، كرّس مؤتمر علماء بانغسامورو 2025 موقعه كأحد أبرز الفعاليات الدينية في جنوب شرق آسيا، مجددًا التأكيد على أن العلماء هم القلب النابض لهوية الأمة، وحَمَلة رسالتها الأخلاقية في مواجهة التحديات الراهنة.
إقليم بانغسامورو في جنوب الفلبين يمثل تجربة رائدة في التعايش والاستقرار بعد سنوات الصراع، إذ يجمع بين الأصالة الإسلامية والانفتاح على العصر. ويبرز اليوم كمنطقة نهوض ديني وثقافي، تسهم مؤسساته في بناء مجتمع متماسك دينيًا يسعى للتنمية والعدالة ضمن الدولة الفلبينية الحديثة.









