المشيخة الإسلامية الألبانية تنظم “كأس رمضان” لتعزيز التآخي بين أطفال مساجد تيرانا

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

في إطار الاستعدادات الروحية لاستقبال شهر رمضان المبارك، وبهدف تعزيز القيم والتآخي بين الأطفال؛ نظّمت المشيخة الإسلامية الألبانية؛ بطولة رياضية تحت عنوان “كأس رمضان”، بمشاركة الأطفال المنتظمين في الدورات الدينية بعدد من مساجد العاصمة تيرانا.

جاءت هذه البطولة لتؤكد أن رمضان ليس فقط شهر الصيام والصلاة، بل هو شهر بناء العلاقات الإنسانية وغرس القيم النبيلة. من خلال هذه الفعالية، بعثت المشيخة الإسلامية الألبانية برسالة واضحة مفادها أن الرياضة، حين ترتبط بالقيم، تصبح وسيلة للتربية والتنشئة الصالحة، تمامًا كما أن العبادات ترتقي بسلوك الإنسان وأخلاقه.

انقسمت البطولة إلى فئتين عمريتين، حيث شارك الأطفال في:

– الفئة الأولى: حتى سن 13 عامًا، وتنافست فرقها في المباراة النهائية بين مسجد علي ديمي ومسجد كوكونوزي.

– الفئة الثانية: أكبر من 13 عامًا، وجمعت المباراة النهائية بين مسجد نورا ومسجد كومبينات.

في أجواء تنافسية مفعمة بالأخلاق الرياضية، حصد مسجد علي ديمي لقب البطولة في الفئة الأولى، بينما فاز مسجد نورا بلقب الفئة الثانية، ليعكس ذلك الأداء الراقي الذي جمع بين المهارة الرياضية والروح الأخلاقية التي يحرص عليها الإسلام.

عقب انتهاء المباريات، اجتمع الأطفال في مسجد كومبينات الجديد لأداء صلاة الظهر جماعة، في مشهد يعكس الترابط بين الرياضة والروحانية. تلا ذلك جلسة تربوية وتعليمية قادها كل من: الأستاذ إريول هاجيهو – مدير إدارة الدعوة والرسالة الإسلامية. والأستاذ شبتيم سيراني – مدير إدارة العلاقات مع جماعات المساجد والشباب.

ركزت الدروس على أن العبادة في الإسلام ليست محصورة في أداء الشعائر، بل تشمل كل فعل وقول يؤدي إلى الخير، وهو ما يتجسد في هذه البطولة التي جمعت بين المنافسة الرياضية والقيم الأخلاقية، مؤكدة أن الرياضة في الإسلام يمكن أن تكون وسيلة فعالة للتربية، والتأديب، ونشر روح المحبة والتعاون.

تكريم للمتميزين

في ختام البطولة، تم تكريم الفرق الفائزة ومنحهم الجوائز التقديرية، إلى جانب تكريم الفرق التي وصلت إلى المركز الثاني واللاعبين الذين برزوا بأدائهم المتميز. لم تقتصر المكافآت على الجوائز المادية، بل امتدت إلى أجواء أخوية دافئة خلال مأدبة غداء جماعية داخل مسجد كومبينات الجديد، حيث تبادل الأطفال والمشايخ الأحاديث الودية، مما عزز روح الانتماء والتعاون بينهم.

المساجد المشاركة

شهدت البطولة مشاركة واسعة من مساجد تيرانا، مما أضفى عليها تنوعًا وتفاعلًا إيجابيًا بين الأطفال المشاركين. ومن بين المساجد التي شاركت: مسجدا كومبينات، مسجد كوكونوزي، مسجد علي ديمي، مسجد نورا، مسجد “بليتا، مسجد ندروقي، مسجد سيليتا، مسجد محمود فرابي.

وبهذا، تواصل المشيخة الإسلامية الألبانية جهودها في تعليم الأجيال الجديدة أن العبادة ليست فقط أداء الطقوس، بل هي سلوك يومي يدفع الإنسان نحو الخير، ويجعله عنصرًا نافعًا في مجتمعه، لتظل روح رمضان حاضرة في كل تفاصيل الحياة.