ـ مانشيتات الحوار..
ـ دوري الرئيس في الدعوة والتعليم زرع محبة الله ورسوله في قلوب الأطفال والنساء.
ـ نحرص على إضفاء روح جميلة على حلقات تعليم الأطفال في مساجدنا.
ـ ضمن مسئولياتنا زيارة مؤسسات الدولة والنقاش حول سبل التعاون فيما يحتاجه المجتمع.
ـ اكتساب ثقة الناس في المناطق الريفية أكثر صعوبة ويتطلب عملًا طويلًا ودؤوبًا.
ـ من العوائق تضليل بعض وسائل الإعلام لمسائل تتعلق بالدين وهذا يسبب سوء فهم له.
ـ سهَّلت التكنولوجيا وصولنا إلى الناس وهو ما انعكس إيجابًا على أنشطتنا التعليمية.
ـ نصيحتي لزميلاتي المعلمات هي التركيز على توثيق العلاقات الإنسانية مع الأطفال والنساء.
المعلمة “شيناي” بكوسوفا: توثيق العلاقات الإنسانية سر نجاح المعلمات في رسالتهن
حوار خاص مع “شيناي مقصوتي” المعلمة بقسم المرأة في المشيخة الإسلامية بكوسوفا
مسلمون حول العالم ـ خاص
أجرى الحوار: هاني صلاح
“نصيحتي الرئيسية والوحيدة لكافة زميلاتي المعلمات هي التركيز على توثيق العلاقات الإنسانية مع الأطفال والنساء، وتقديم كل حب صادق لهن؛ فأساس ديننا محبة الناس ومحبة الخير لهم”.
بهذه الكلمات، شددت “شيناي مقصوتي“، الداعية والمعلمة بقسم المرأة في المشيخة الإسلامية بكوسوفا، فرع مدينة بريزرن، التي تلقي دروسًا للأطفال والنساء في قرى محافظة بريزرن الجنوبية، على أهمية العلاقات الإنسانية بين المعلمات والأطفال، معتبرة إياها كلمة السر في دورهن الدعوي والتعليمي.
وأشارت المعلمة “شيناي”، وهي تعمل في الوقت نفسه مترجمة لغة إنجليزية معتمدة رسميًّا من المجلس القضائي الكوسوفي، إلى أن أولويتها الأولى في نشاطها التعليمي بالمساجد: “تحفيز الأطفال، من مختلف الأعمار، على القدوم إلى المسجد لتعلم مبادئ الإسلام”.
جاء ذلك في حوار خاص مع “مسلمون حول العالم”، حول الدور الدعوي والتعليمي لمعلمات قسم المرأة المسلمة بالمشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا.
(شكر وتقدير)
ويتوجه موقع “مسلمون حول العالم” بجزيل الشكر لقسم المرأة في المشيخة الإسلامية في كوسوفا، ممثلًا في الأستاذة «واجدة بنياكو» مسئولة القسم، على الدور المشكور في تيسير إجراء هذه الحوارات مع عدد من المعلمات بالقسم في بعض محافظات كوسوفا.
وإلى الحوار…
محور.. التعريف بضيفة الحوار
في بداية حوارنا، نرجو نبذة تعريفية عنكم..
اسمي “شيناي مقصوتي“، ولدتُ في مدينة “بريزرن”، بجنوب كوسوفا، حيث أعيش اليوم.
بعد الانتهاء من التعليم الابتدائي تابعت الدراسة لمدة عام في تركيا، ثم التحقت لاحقًا بمدرسة “علاء الدين” الثانوية الإسلامية، والتابعة للمشيخة الإسلامية في كوسوفا، بفرعها في مدينة “بريزرن”، حيث أكملت تعليمي الثانوي.
أنهيت التعليم الجامعي في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة بريشتينا، في فرعها في “بريزرن”.
أعمل حاليًّا معلمة الدين الإسلامي للأطفال والنساء بقسم المرأة في المشيخة الإسلامية بكوسوفا، في فرعها الإقليمي بمدينة “بريزرن”.
وفي الوقت نفسه أعمل مترجمة معتمدة رسميًّا من المجلس القضائي الكوسوفي.
متزوجة وأم لطفلين.
محور.. التعريف بالمدينة
ـ “بريزرن” كمدينة، ما أهميتها، وهل لها أي خصوصية إسلامية؟
ـ مدينة “بريزرن” هي مدينة تاريخية هامة، وهي المدينة التي تضم أكبر عدد من المساجد، وبها تنوع ثقافي يميزها عن مدن كوسوفا الأخرى، فقد عاشت بها مجتمعات “عرقية” مختلفة لقرون عديدة، وما زالت تعيش بها حتى اليوم، وهذا ما يميزها عن مدن ومحافظات كوسوفا الأخرى.
كما تبرز أهمية مدينة “بريزرن” أيضًا من حيث الآثار التاريخية المتبقية من عهد الخلافة العثمانية، مثل: قلعة المدينة، والحمامات الأثرية، والعديد من المعالم التاريخية المتبقية من عصر الخلافة العثمانية.
بالنسبة للجوامع التاريخية الأثرية الهامة، هناك مسجد غازي محمد باشا (1573م)، حيث عُقد به الاجتماع التاريخي الشهير لتوحيد الأراضي الألبانية في القرن 19 الميلادي، والتي أطلق عليها “رابطة بريزرن”، وجامع سنان باشا الأثري الكبير (1615م).
أيضًا مؤخرًا تم ترميم مسجد “نامازجة – Namazgjah” (1455م)، وكل هذه المعالم الأثرية تعكس الموقع والمركز التاريخي الهام لمدينة بريزرن.
محور.. التجربة الشخصية
ـ ما هي الأدوار التي تقومون بها في مجالَي الدعوة والتعليم، سواء في المسجد أو خارج المسجد في المدينة.. هل يمكن في نقاط محددة إلقاء الضوء على كل دور لكم مع بعض التوضيح والشرح؟
ـ حاليًّا أساهم في أنشطة الدعوة والتعليم الإسلامي في إطار قسم المرأة بالمشيخة الإسلامية في كوسوفا، في فرعها الإقليمي بمحافظة “بريزرن”.
ويتركز دوري من الناحية الجغرافية على المناطق والقرى التي تعيش فيها المجتمعات المسلمة التي تنحدر من أصول بوسنية، حيث ننظم في مسجد “أًحد” دورات لتدريس الأحرف العربية، وتعليم التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم، وكذلك التعريف بالمبادئ الأساسية للإسلام من خلال كتاب المحال (كتاب مُبسَّط للأطفال اعتمدته المشيخة الإسلامية لتدريس أركان الإسلام).
ونحرص في أنشطتنا التعليمية المسجدية على إضفاء روح جميلة على حلقات التعليم التي ننظمها، من خلال ابتكار وسائل محببة للأطفال، ومشجعة لهم على الحضور لهذه الحلقات في المسجد والاستمرار فيها.
ومن هذه الوسائل تنظيم احتفالات بشكل متواصل، بعضها لتقدير إنجاز الأطفال في تحصيلهم، وبعضها في المناسبات الدينية المختلفة مثل المولد النبوي، ورمضان والعيد وغيرها من الاحتفالات الوطنية كذلك.
كذلك في قرى “نوفوسل” و”جرنتشار” البوسنيتين أُقدّم دروسًا للنساء الكبار في كتاب “المحال” كذلك، وفي تعلم التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم.
وأعتقد بأن دوري الرئيس في الدعوة والتعليم هو زرع محبة الله تعالى ومحبة رسوله الكريم في قلوب الأطفال والنساء الذين أُقوم بالتدريس لهن.
كذلك ضمن مسئولياتنا كمعلمات في قسم المرأة، زيارة مؤسسات الدولة المختلفة والتعريف بأنشطتنا ودورنا، والنقاش حول سبل التعاون فيما يحتاجه المجتمع ككلٍّ، وهذا مما يُفعّل من دور المسلمة في المجتمع المحيط بها.
محور.. أولويات الدور
ـ بناءً على هذه الأدوار والأعمال التي تقومون بها.. ماذا كانت أهم أولوياتكم في العمل الدعوي والتعليمي في منطقتكم.. هل يمكن تحديدها في نقاط محددة.. مع ضرب مثال من الواقع بكل نقطة؟
ـ أولويتي الأولى تتمثل في تحفيز الأطفال، من مختلف الأعمار، على القدوم إلى “كُتّاب” المسجد لتعلم مبادئ الإسلام.
ـ الأولوية الثانية، هي تشجيع الأطفال المنتظمين في دروس المسجد على الاستمرار والمداومة على حضور هذه الدروس بشكل دائم ومستمر؛ لذا قمنا باستخدام أساليب مختلفة ومبتكرة أثناء تعلم المنهج النظري في المسجد، وكذلك من خلال التطبيق العملي مثل أداء الصلاة وممارستها.
فالأطفال يحضرون للمسجد بطرق مختلفة، فقد تكون نصيحة من أسرته، أو دعوة من صديق له، أو مشاهدة الأطفال الآخرين وهم يذهبون إلى المسجد، لذا يأتي دوري الرئيس في تشجيعهم على الاستمرار في متابعة دروسهم؛ ولهذا ننظم له برامج ثقافية وترفيهية وفنية عديدة، مثل: المسابقات والرحلات وندوات مختلفة بجانب الدروس المعتادة.
محور.. عقبات وتحديات
ـ وماذا عن التحديات والعقبات التي تواجهكم؟
أولًا: التحديات المرتبطة بدروسي بشكل مباشر:
الأول: يتمثّل في قلقي بعد ملاحظتي أن بعض الطلاب ينهي دروسه في تعلم مبادئ الإسلام، لكنه ضعيف في تطبيقها، لذلك سعينا للتركيز على التطبيق، بأن نصلي معًا جماعة في المسجد، وكذلك التركيز على تطبيق أخلاقيات الإسلام في تعاملاتنا اليومية بين الأطفال.
الثاني: ضعف البنية التحتية لأماكن التدريس، وعدم كفاية الأموال لتنظيم الأنشطة والاحتفالات، ويضاف لهذا عدم اهتمام بعض الآباء بإرسال أبنائهم للمسجد.
ثانيًا: تحديات ذات طبيعة إقليمية:
حيث يكون اكتساب ثقة الناس في المناطق الريفية أكثر صعوبة وبطئًا، ويتطلب عملًا طويلًا ودؤوبًا. إنه يتطلب الالتزام والمشاركة حتى في حياتهم الخاصة، وكذلك لاستخدام لغتين في هذه المناطق؛ لأننا نعيش في مدينة ذات تنوع لُغوي ألباني وبوسني وغيره.
ثالثًا: تحديات عامة حولنا، وهي كثيرة، من بينها:
تضليل من وسائل الإعلام لمسائل تتعلق بالدين، وهذا يسبب سوء فهم له، وكذا ما نراه من انقسامات بين المسلمين، وضعف الدعم.
محور.. إنجازات ونجاحات
ـ من خلال تجربتكم الشخصية، كيف ترون الإنجازات والنجاحات التي تحققت حتى اليوم؟
ـ الإنجازات موجودة بالتأكيد، على الرغم من أنها قد لا تظهر على الفور. لقد سهلت التكنولوجيا وصولنا إلى الناس، وقمنا بتشكيل مجموعات من المساجد، وما يجعلني أشعر بالرضا هو تعبير الأطفال عن فرحتهم عندما يحين وقت الدرس، كذلك اهتمام النساء وحرصهن على حضور المحاضرات؛ بل ومشاركتهن في كل نشاط ذي طابع إنساني نقوم به.
محور.. توصيات مستقبلية
ـ وختامًا.. ما هي أبرز توصياتك المستقبلية التي تنصحين بها المعلمات مثلك؟
ـ نصيحتي الرئيسية والوحيدة لكافة زميلاتي المعلمات هي التركيز على توثيق العلاقات الإنسانية مع الأطفال والنساء، وتقديم كل حب صادق لهن؛ فأساس ديننا محبة الناس ومحبة الخير لهم.
ـ طالع أيضًا:
مسؤولة قسم النساء بالمشيخة الإسلامية بكوسوفا: دور المرأة المسلمة في توسع وانتشار
https://www.facebook.com/DepartamentiGruasPrizren/posts/pfbid0Pqf5TDZGZ6eWdFkeqXZ2Yrnx83W2tM3xNbAs3Vb49jVTtnQU6K5MGkHSBMTWE4cRl
https://www.facebook.com/DepartamentiGruasPrizren/posts/pfbid0zRdQopXcr6tMVWacZzKYnpEfM6Uxw5WaNsS8Dkqho8mxeVkfxfHWnsB3JQjEaY3Gl