حكايات من تاريخ المسلمين في اليابان
ـ مسلمون حول العالم ـ متابعات ـ هاني صلاح
يواصل الأكاديمي المصري الدكتور سيد شرارة تسليط الضوء على تاريخ وواقع مسلمي اليابان عبر منشوراته على “فيسبوك”، حيث يروي قصصًا ملهمة عن شخصيات أثرت في المجتمع الإسلامي هناك. وفي هذا الشهر المبارك، خصص منشوراته لسرد حكايات عن رموز إسلامية بارزة. ونظرًا لأهمية محتواه المعرفي، يعيد موقع “مسلمون حول العالم” نشر بعض مقالاته ضمن قسم “تغريدات”، ليصل هذا التاريخ الغني إلى شريحة أوسع من القرّاء.
المهندس الباكستاني “عبد الرشيد أرشد”.. حامل لواء الدعوة إلى اليابان
كان أثره في اليابان عميقًا ومباركًا وأسلم على يديه العديد من اليابانيين من بينهم أحد أعلامهم
المهندس الباكستاني “عبد الرشيد أرشد” جاءته دورة تدريبية في اليابان فحمل لواء الدعوة إلى جانب مهمته
ـ بقلم: الأكاديمي المصري الدكتور سيد شرارة ـ اليابان
الحكاية ٢: المهندس عبد الرشيد أرشد
ـ المكان: باكستان ـ الزمان: ١٩٥٨م
في هذا العام، وصل شاب في العشرينيات من عمره من سامراء، العراق، للالتحاق بكلية الزراعة في إحدى جامعات باكستان. وفي أيامه الأولى، زار باكستان عالم الهند الكبير الأستاذ أبو الحسن الندوي رحمه الله، وكان الشاب على معرفة به، فدعاه الشيخ إلى مرافقته في زيارة أحد الدعاة. كان ذلك اللقاء الأول بين الشاب العراقي صالح مهدي السامرائي والمهندس الباكستاني عبد الرشيد أرشد رحمهما الله.
عبد الرشيد أرشد كان مهندس اتصالات يعمل في الحكومة الباكستانية في تمديد خطوط الهاتف، وهو حافظ لكتاب الله وداعية مجتهد جاب العديد من بلدان العالم ناشرًا دعوة الإسلام.
جاءته دورة تدريبية في اليابان لمدة تسعة أشهر، فحمل لواء الدعوة إلى جانب مهمته، فلم يشغله واجب عن آخر. كان أثره في اليابان عميقًا ومباركًا، وأسلم على يديه العديد من اليابانيين، من بينهم أحد أعلامهم، الأستاذ خالد كيبا رحمه الله، وسأكتب عنه لاحقًا، بإذن الله.
كتب المهندس عبد الرشيد أرشد عددًا من الرسائل عن اليابان وأوضاع الدعوة الإسلامية فيها، ولما عاد من بعثته، التقى الدكتور صالح السامرائي وحثه على السفر إلى اليابان لاستكمال دراسته العليا والانخراط في العمل الدعوي. وكان يقول له: اليابان مثل بستان مترع بالفواكه، وما عليك إلا أن تقطف من هذه الثمار اليانعة وتملأ بها وعاءك. ومن اليابانيين من إذا أسلم، فهو أشبه بالصحابة رضي الله عنهم.
أحسن أرشد الظن بالسامرائي، وكان عند حسن ظنه بفضل الله، فسافر السامرائي إلى اليابان.
وفي الحكاية القادمة بإذن الله، سنتعرف على العلاقة التي جمعت بين الحاج عمر ميتا، والمهندس عبد الرشيد أرشد، والدكتور صالح السامرائي رحمهم الله جميعًا.
ـ المراجع:
ـ حديث الذكريات كتاب للدكتور صالح السامرائي
ـ وداعًا عبد الرشيد أرشد مقال للدكتور السامرائي