مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

النمسا.. الجالية الإسلامية تؤكد أن العنف ضد النساء مرفوض دينيًا وثقافيًا واجتماعيًا

تشارك الجالية المسلمة في النمسا في حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف وتدعو إلى دعم المتضررات

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

في إطار حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، التي تُقام سنويًا بين 25 نوفمبر و10 ديسمبر، شددت الجالية الإسلامية في النمسا على أن العنف ضد النساء لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة، سواء كانت ثقافية أو دينية أو اجتماعية.

وأكدت الجالية وقوفها إلى جانب جميع النساء والفتيات اللواتي يتعرضن للعنف، داعية المسلمين إلى الانتباه والتحرك وعدم ترك المتضررات بمفردهن. كما أوضحت أن المساجد والمؤسسات الإسلامية مطالبة بتعزيز بيئات الأمان والكرامة والدعم لكافة النساء.

وأشارت الجالية إلى إمكانية الاستفادة من خدمة الاستشارة والدعم SALAM، التي توفر مساعدة خاصة وسرية للمتضررات، بما يضمن حماية الكرامة الإنسانية واحترام المرأة.

تصاعد في مستويات العنف ضد النساء والفتيات

يذكر بأنه في السنوات الأخيرة شهدت المجتمعات الأوروبية تصاعدًا ملحوظًا في مستويات العنف ضد النساء والفتيات، وفق تقارير صادرة عن مؤسسات أممية ومنظمات حقوقية أوروبية. وتتراوح أشكاله بين العنف الأسري والتحرش والاستغلال الرقمي والجرائم القائمة على النوع الاجتماعي، ما يعكس تحديات بنيوية مرتبطة بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية.

هذا الارتفاع دفع العديد من الحكومات والهيئات المدنية والدينية إلى تعزيز برامج الوقاية والتوعية وتطوير آليات حماية أكثر فعالية، في محاولة لوقف هذا المنحنى المتصاعد وحماية النساء باعتبار أمنهن جزءًا أساسيًا من استقرار المجتمعات الأوروبية.

نموذج للعمل المجتمعي

ويمثل هذا التوجه للجالية الإسلامية في النمسا نموذجًا للتعاون بين الدين والقانون وحقوق الإنسان، ويعكس حضورًا إيجابيًا للمسلمين في مواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي داخل المجتمع الأوروبي. كما يؤكد أهمية تحويل المساجد والمؤسسات الإسلامية إلى فضاءات آمنة تسهم في رفع الوعي وبناء مجتمع أكثر احترامًا لحقوق النساء.

حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف

انطلقت حملة الـ16 يومًا عالميًا عام 1991 بمبادرة من مركز القيادة العالمي للنساء في جامعة روتجرز بالولايات المتحدة، بهدف رفع الوعي بقضية العنف ضد النساء والفتيات والتصدي لصور التمييز والاستغلال كافة.

وتبدأ الحملة في 25 نوفمبر، اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء، وتختتم في 10 ديسمبر، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بما يعكس ارتباط هذه القضية بحقوق الإنسان الأساسية.

وقد أصبحت الحملة منصة دولية تجمع جهود الحكومات والمؤسسات والمنظمات والمجتمعات، لدعم الضحايا ودفع السياسات والبرامج التي تضمن المساواة والأمان للنساء والفتيات حول العالم.

التخطي إلى شريط الأدوات