مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
شهدت العاصمة فيينا اليوم 4 ديسمبر 2025 انعقاد الاجتماع السنوي لمفتّشي التعليم الديني الإسلامي على مستوى الولايات النمساوية، وذلك في المقرّ الجديد لهيئة التعليم ومعهد الدين الإسلامي التابع لكلية التربية الدينية في فيينا – النمسا السفلى، في الحي الرابع من المدينة.
افتتح الفعالية رئيس الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا فورال، مؤكّدًا في كلمته الافتتاحية أهمية الدور الحيوي الذي يضطلع به مفتّشو التعليم في ضمان جودة تدريس مادة الدين الإسلامي داخل المدارس الحكومية، وتعزيز مهنية الكوادر التعليمية. كما قدّم كل من مدير دائرة التعليم بنور مصطفى، ورئيسة شؤون المدارس كارلا أمينة باغاجاتي، ومدير معهد الدين الإسلامي في KPH، كلمات توجيهية تناولت المستجدات البيداغوجية وضرورات التطوير المستمر.
ثلاثة محاور رئيسية
تركّزت نقاشات الاجتماع حول ثلاثة محاور أساسية: التطورات البيداغوجية الحديثة، معايير الجودة في تدريس مادة الدين الإسلامي، وآليات الارتقاء بالعمل التربوي الديني على مستوى عموم الولايات النمساوية. كما شهدت الجلسات حوارات معمّقة شملت تحديث المناهج، وتأهيل الكوادر، والتعامل مع التحديات المتنامية في البيئات التعليمية متعددة الثقافات.
تكريم كنان إرغون
شهد اليوم الأول لحظة خاصة بتكريم المفتش المخضرم كنان إرغون، الذي يستعد للتقاعد العام المقبل بعد مسيرة امتدت لعقود. وقد عبّر رئيس الهيئة والزملاء عن تقديرهم البالغ لجهوده المؤثرة في تطوير التعليم الديني الإسلامي، ودوره في تشكيل أجيال من المدرسين المتخصصين وترسيخ ممارسات تربوية مهنية راسخة.
وفي ختام فعاليات اليوم، قدّمت الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا IGGÖ شكرها للسيد إرغون وجميع المفتشين والمفتشات على خدماتهم القيّمة وإسهاماتهم المستمرة في دعم التعليم الديني الإسلامي داخل المدارس. ويتواصل الاجتماع حتى يوم غد 5 ديسمبر.
70 ألف طالب مسلم و600 معلم
تشير الأرقام المتاحة إلى أن الهيئة الإسلامية في النمسا تقدّم التعليم الديني الإسلامي لأكثر من نحو 70 ألف طالب مسلم في مختلف المراحل الدراسية، عبر قرابة 600 معلم. وقد بدأ هذا التعليم الرسمي في المدارس العامة عام 1982/1983 عقب الاعتراف القانوني بالمجتمع الإسلامي عام 1979.
وبحسب البيانات المنشورة، يشكّل الأطفال المسلمون اليوم أكبر مجموعة دينية في مدارس فيينا بنسبة تقارب 41.2%، يليهم المسيحيون بنسبة 34.5%، بينما تبلغ نسبة غير المنتمين دينيًا نحو 23%.
ويُنظَّم تقديم مادة التعليم الديني حسب عدد الطلاب، إذ يُشترط وجود ثلاثة طلاب على الأقل لبدء التدريس. وتُمنح ساعة واحدة أسبوعيًا إذا كان عدد الطلاب أقل من عشرة أو أقل من نصف الصف، بينما تُدرّس ساعتان في الحالات الأخرى.
وتعتمد العديد من التقييمات المهنية على مقابلات نوعية مع مجموعة من المدرسين والمدرسات من مناطق مختلفة عبر الولايات لفهم التجربة التعليمية من منظور الممارسين في الميدان.
تصوير: طه بابادوسـتو | IGGÖ





