( 16 ) حوار البرازيل الثاني ـ 2015م
“أولى التحديات التي تواجهنا في البرازيل هي عدم استطاعة الأهل والمجتمع المسلم المحافظة على هوية أبنائهم”..
أدار الحوار: هاني صلاح/
بهذه الكلمات ألقى الضوء “حسين علي الصيفي”؛ الناشط في مجالات الدعوة والإعلام في البرازيل، على التحدي الأبرز الذي يهدد مستقبل الأقلية المسلمة في أكبر دولة بقارة أمريكا الجنوبية.
وحذر “الصيفي”؛ وهو مدير مكتب هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في البرازيل، من ذوبان الشباب المسلم في المجتمع البرازيلي، الذي “يأخذهم إليه بعاداته وتقاليده”، لافتًا إلى أنه قد ينغمس المسلم في المعاصي؛ فهي محللة قانونيًّا.
وأرجع تخوفه على الجيل الجديد من شباب المسلمين إلى أنه: “ليس هناك مقومات كافية ولا بيئة مهيَّأة يمكن أن تحميهم من ذلك، أو تساعدهم في المحافظة على هويتهم الإسلامية”.
وتابع متحسرًا: “لا يوجد عدد كافٍ من الدعاة يتحدثون باللغة البرتغالية، ولا مدارس كافية تعلم أبناء المسلمين، بالإضافة إلى تخصيص الجالية الإسلامية جلّ وقتها لأعمالها التجارية”.
كما لفت الناشط الإعلامي “الصيفي” – المُشرف على تحرير مجلة الفجر الإسلامية بالبرازيل، وله عدة بحوث ومقالات منشورة في الصحف والمواقع الإلكترونية – إلى تحدٍّ آخر جديد تواجهه حاليًّا الجالية الإسلامية؛ حيث “تعاني في السنوات الأخيرة من الإسلاموفوبيا في البرازيل؛ فأغلب المعلومات التي تصل للشعب البرازيلي عن الإسلام تأتي من الإعلام المغلوط؛ ممَّا شوه صورة المسلمين ودينهم”.
جاء ذلك في سياق حوار: (الإسلام والمسلمون في البرازيل)، وهو الحوار الثاني عن البرازيل، والسادس عشر في سلسلة: “حوارات الأقليات المسلمة على الفيسبوك”، والتي تأتي في سياق برنامج للتعريف بواقع الإسلام والمسلمين حول العالم.
وقد أُجري الحوار على الفيسبوك خلال شهر مارس 2015م، ونشر على موقع مرصد الأقليات المسلمة، وإلى الحوار..
المشاركة الأولى.. من: هاني صلاح؛ منسق الحوار، ورئيس تحرير الموقع الإلكتروني لـ”مرصد الأقليات المسلمة”، وتتضمن ثلاثة أسئلة (أرقام: 1، 2، 3):
المحور الأول: التعريف بالدولة
1 ـ هل يمكن إعطاؤنا نبذة مختصرة عن دولة البرازيل وأهميتها الإقليمية في قارة أمريكا الجنوبية؟ كذلك ما أهميتها بالنسبة لدول العالم الإسلامي والعربي؟ وما الخريطة العرقية التي يتكون منها الشعب البرازيلي؟
ـ بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد – صلى الله عليه وسلم – وبعد..
أولًا: نحب أن نتقدم لكم بالشكر، ولكل المهتمين بشأن الأقليات المسلمة وبالسؤال عنهم؛ لما في ذلك من أهمية في مساعدتهم على التواصل مع أهلهم في الأوطان الإسلامية والعربية، والحفاظ على عقيدتهم وهويتهم الإسلامية.
ثانيًا: لابد أن نعطي نظرة موجزة عن دولة البرازيل وأهميتها الإقليمية والعالمية، فأقول وبالله التوفيق:
“البرازيل”.. دولة تعادل قارة كاملة بالنسبة لحجمها وعدد سكانها، فهي أكبر بلد في قارة أمريكا الجنوبية، ومساحة البرازيل تعادل 47% من مساحة القارة، وتعد الخامسة عالميًّا من حيث مساحة أراضيها، التي تبلغ نحو 8.5 ملايين كيلومتر مربع، وأما عدد سكانها فيبلغ حوالي 202 مليون نسمة.
وتقع البرازيل في موقع استراتيجي بوسط وشمال شرقي أمريكا الجنوبية؛ حيث تحدّها نحو 10 دول بالقارة.. فشمالًا كلٌّ من كولومبيا وفنزويلا وغويانا وسورينام وجوانا الفرنسية، ومن الغرب بيرو وبوليفيا وباراغواي، بينما جنوبًا الأرجنتين وأورغواي، وشرقًا المحيط الأطلسي.
وكانت البرازيل مستعمرة للبرتغال في البداية منذ هبوط المستكشف “بيدرو الفاريس كابرال” فيها عام 1500م، ثم بقيت البرازيل مستعمرة برتغالية حتى 1808م، وقد تحقق الاستقلال في عام 1822م عندما تم تشكيل الإمبراطورية البرازيلية.
اليوم يعد الاقتصاد البرازيلي سابع أكبر اقتصاد في العالم، والبرازيل أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة الأمم المتحدة، ومجموعة البلدان الناطقة بالبرتغالية، والاتحاد اللاتيني، واتحاد أمم أمريكا الجنوبية.
والبرازيل هي واحدة من 17 دولة شديدة التنوع، وموطنٌ لمجموعة متنوعة من الحيوانات البرية، والبيئات الطبيعية، والموارد الطبيعية، ومجموعة متنوعة من المحميات، ويقال: إنها رئة العالم؛ لوجود أكبر الغابات فيها، وهي غابات الأمازون.
ينحدر سكان البرازيل حاليًّا من ثلاثة أصول رئيسية: الأوروبي، والهنود الحمر، والزنوج الأفارقة، ويشكل المنحدرون من أصول أوروبية 54% من مجموع سكان البلاد، ويشكل ذوو الأصول الأفريقية حوالي 31% من السكان، وهناك نسبة 12% من شتى الأعراق الأخرى، والتي منها العِرق العربي.
المحور الثاني: التعريف بمسلمي البرازيل
2 ـ قبل التطرق في حوارنا إلى الحديث عن مسلمي البرازيل، نودّ التعرف على الخريطة العرقية والجغرافية والاجتماعة لهم..
ـ يعود تواجد المسلمين على هذه الأرض إلى فجر اكتشاف القارة الأمريكية، فعندما رست سفينة “كابرال” على ساحل البرازيل، كان برفقته ملاحون مسلمون ذوو شهرة عظيمة؛ أمثال “شهاب الدين بن ماجد” و”موسى بن ساطع”.
وقد جاء في بادئ الأمر المسلمون الأفارقة بواسطة البرتغاليين عام 1538م، من أجل استخدامهم في التنقيب عن الذهب، حيث جلب البرتغاليون من أنغولا وحدها 642 ألف مسلم زنجي، استقر غالبيتهم في باهيا والسلفادور (شمال شرق البرازيل)، وتبعهم بعد ذلك كثير من المسلمين الذين فروا من الأندلس (إسبانيا حاليًّا) إثر سقوطها.
ثم كانت الهجرة الأولى إلى البرازيل في العصر الحديث من بلاد الشام وفلسطين ولبنان، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ثم بعد الحرب العالمية الثانية كثُرت هجرات المسلمين إلى البرازيل، ولا سيما بعد احتلال فلسطين وما رافق ذلك من توترات سياسية في المنطقة العربية. كما أن هناك عددًا قليلًا من المهاجرين الجدد الذين جاءوا من باقي الدول العربية؛ كمصر والعراق وليبيا وتونس والمغرب والسعودية وتركيا.
وكانت تجمعاتهم قد تمركزت في ولايات: سان باولو (العاصمة الاقتصادية للبرازيل وأكبر مدن أمريكا الجنوبية)، و”وريو دي جانيرو”، و”بارانا”، و”ريوغراندي دي سول”، و”ماتو غروسو دو سول”. وقد تعزز حاليًّا تواجد المسلمين في البرازيل حتى تكاد لا تخلو مدينة أو قرية في البرازيل من المسلمين.
أما بالنسبة للحالة الاجتماعية، فقد عانت هذه الجالية من عقبات كبيرة حالت دون الحفاظ على عاداتها وتقاليدها وهويتها الإسلامية. وهذا بشكل عام، على الرغم من وجود مراكز وتجمعات إسلامية لا زالت تُعلي كلمة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله عالية، وتحافظ إلى حدٍّ كبير على الترابط الأسري والديني، ولله الحمد.
المحور الثالث: التعريف بضيف الحوار
3 ـ جمهورنا الكريم يود دائمًا التعرف على ضيوف حواراتنا الأسبوعية.. فهل يمكن التعريف بكم.. تعريفًا إنسانيًّا واجتماعيًّا ووظيفيًّا ودعويًّا.. ما أهم المهام التي تقومون بها حاليًّا؟ وما أبرز المسئوليات التي قمتم بها سابقًا؟
ـ في الحقيقة، لا أحب التحدث عن هذا الجانب، والله يعلم تقصيري في تحمل المسئولية الدينية تجاه نفسي وتجاه الجالية الإسلامية. وهذه المسئولية تقع على عاتقي وعاتق كل مسلم، وخاصة من يعيش منهم في هذه البلاد، ولكن إذا لم يكن في الأمر اختيار، أُسطِّر بعض السطور من باب إجابة السؤال – والله المستعان.
اسمي حسين علي الصيفي، ابن أب مزارع وأم مزارعة، عشت طفولتي في ريف لبنان، وقد عايشت الحرب الصهيونية والأهلية فيه.
هاجرت إلى البرازيل في شهر إبريل 1992م، وحصلت على شهادة الماجستير في أصول الدين، ولله الحمد.
عملت في الدعوة في بادئ الأمر، فقد تسلَّمت عملي في مركز الدعوة الإسلامية كأحد الأعضاء في مجلة الفجر وجريدة مكة، ثم أصبحت مشرفًا على الجريدة فيما بعد، بالإضافة إلى مشاركتي في بعض الأعمال الدعوية الأخرى التي كان يقوم بها المركز حينئذ؛ كالمؤتمرات السنوية، والمخيمات الموسمية، والدروس الأسبوعية، ثم بدأت عملي في التجارة دون أن أترك عملي الأول، ولله الحمد والمنة.
منّ الله عليَّ بكتابة ثلاثة كتب أحتسبها عند الله – عز وجل، الذي أسأله أن يجعلها خالصة لوجهه تعالى، وأن تكون سببًا لمغفرة ذنوبي، ودخولي الجنة مع المسلمين. اللهم آمين – وهي: كتاب “الإسلام أمن وسلام” باللغة البرتغالية، وكتاب “الأمن في الإسلام من خلال القرآن والسنة” باللغة العربية، وقصة “ابن حارة النقارات”.
كان لي شرف زيارة كوبا مع رئيس مركز الدعوة الإسلامية الأستاذ أحمد علي الصيفي عام 1994م، للعمل على افتتاح أول مركز إسلامي، وذلك بعد إلغاء قانون حظر الأديان فيها.
وفي سنة 2012م، أسند إليَّ فضيلة الدكتور عبد الله المصلح – حفظه الله تعالى – مسئولية إدارة مكتب الإعجاز العلمي في البرازيل، وذلك سنة 2012م؛ حيث أقوم بإلقاء محاضرات الإعجاز في مدن متفرقة من البرازيل.
وأعمل الآن على كتابة نشرة باللغة البرتغالية تحت عنوان: حبيبي عيسى المسيح عبد الله ورسوله.
المشاركة الثانية.. من: بكر العطار؛ رئيس قسم الأقليات المسلمة بجريدة “الأمة” الإلكترونية، وتتضمن سؤالين (أرقام: 4، 5):
4 ـ ما أهم التحديات التي تواجه مسلمي البرازيل؟
ـ أولى التحديات التي تواجهنا في البرازيل هي عدم استطاعة الأهل والمجتمع المحافظة على هوية أبنائهم؛ فالمجتمع البرازيلي يأخذهم إليه بعاداته وتقاليده، وقد ينغمس المسلم في المعاصي؛ فهي محللة قانونيًّا. كما أنه ليست هناك مقومات كافية ولا بيئة مهيّأة يمكن أن تحميهم من ذلك، أو تساعدهم في المحافظة على هويتهم الإسلامية.
فلا يوجد عدد كافٍ من الدعاة يتحدثون باللغة البرتغالية، ولا مدارس كافية تعلم أبناء المسلمين، بالإضافة إلى تخصيص الجالية الإسلامية جلّ وقتها لأعمالها التجارية.
من جهةٍ أخرى، عانت الجالية الإسلامية في السنوات الأخيرة من الإسلاموفوبيا في البرازيل؛ فأغلب المعلومات التي تصل للشعب البرازيلي عن الإسلام تأتي من الإعلام المغلوط؛ مما شوه صورة المسلمين ودينهم.
5 ـ حدثنا عن الواقع الاجتماعي والثقافي لمسلمي البرازيل فيما يتعلق بالعادات والتقاليد من زواج وتجمعات في المناسبات والأعياد؟
ـ هناك تفاوت في واقع الجالية الإسلامية بالنسبة لحالتها الاجتماعية والثقافية، وذلك بحسب الولايات والمدن التي يسكنونها، على الرغم من وجود صفات مشتركة بينها في بعض الأحيان.
فالجالية الإسلامية في “سان باولو” و”الفوز دو غواسو”، مثلًا، تتميز بالحفاظ على التقاليد والعادات العربية والإسلامية أكثر من غيرها؛ لأن المراكز الإسلامية الكبيرة موجودة فيها، والمدارس الإسلامية كذلك، وفيها يتجمع أكبر عدد من المسلمين.
ولا يخفى على أحد خسران أبناء الجالية الإسلامية للغة العربية، كما لوحظ كثرة زواج أبناء الجالية الإسلامية من البرازيليات في السنوات الأخيرة؛ مما ينذر بمستقبل يحمل تحديات جديدة وصعبة.
وتجتمع الجالية الإسلامية في البرازيل في عيد الفطر وعيد الأضحى، بالإضافة إلى مناسبات الزواج والمؤتمرات والمخيمات.
المشاركة الثالثة.. من: أحمد التلاوي؛ باحث مصري في التنمية السياسية، وتتضمن سؤالين (أرقام: 6، 7):
6 ـ فيما يتعلق بتشكيك البعض في أهمية قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ورؤيتهم أنها حوّلت كتاب الله تعالى إلى “كتاب علوم”، بينما أموره أسمى وأكبر وأشمل.. لا أتبنَّى هذا الموقف، ولكن أحب سماع ردِّكم على هؤلاء..
ـ الحمد لله، وبعد.. القرآن الكريم مُنزّل من عند الله تعالى، ولا يمكن أن يحوّله أحد عن الذي أُنزل من أجله، ألا وهو هداية الناس لإخراجهم من الظلمات إلى النور، قال تعالى: {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} [سورة البقرة: 1، 2]، فهو كتاب هداية لا كتاب علوم.
والقرآن الكريم فيه الإعجاز اللغوي والتاريخي والعلمي، وقد وعد الله – سبحانه وتعالى – أن يُري الناس من الإعجاز العلمي بنص القرآن الكريم في قوله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أوَلَمْ يَكفِ بربك أنه على كل شيء شهيد} [سورة فصلت: 53].
وإن تبيان الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في هذا العصر؛ عصر العلم والاكتشافات، هو من أهم وسائل الدعوة إلى الله تعالى؛ لما فيه من احترام للعقل والمنطق، وإقامة الحجة على الناس، وخاصة العلماء منهم.
ولقد شاهدنا كثيرًا من كبار العلماء من غير المسلمين يعلنون إسلامهم في مؤتمرات الإعجاز العلمي التي أقامتها الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
ومن المعلوم أن كل نبي من الأنبياء أو الرسل أقام الحجة على قومه بالإعجاز الذي منَحه الله له، وأعطى الله – سبحانه وتعالى – لكل نبي إعجازًا يُناسب عصره؛ فالنبي موسى – عليه السلام – جاء بمعجزات تُحاكي السحر وتبطله، والمسيح عيسى – عليه السلام – جاء بمعجزات تُحاكي الطب وتتفوق عليه، وكذلك النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – جاء بالقرآن الكريم الذي تحدَّى الله به العرب أن يأتوا بسورة من مثله، وهم أفذاذ العرب في اللغة.
ورسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – هو خاتم النبيين، ولا نبي بعده، والله – سبحانه وتعالى – بقدرته وعزته منَّ علينا أن يكون القرآن الكريم فيه من الإعجاز ما يبين الحق، ويدحض الباطل بما يناسب زماننا هذا؛ زمان العلم. هنا تأتي أهمية الإعجاز العلمي الذي يقوم على اليقين التام بإخبار الله – سبحانه وتعالى – عن حقائق علمية وغيبية في السموات والأرض والأنفس، ما يجعل غير المسلم، وخاصة العالم منهم، يُقرّ ويتيقن في نفسه أن الإسلام هو دين الله، وأن القرآن كتابه، وأن محمدًا رسوله. فلنكتفٍ بمثل واحد من القرآن الكريم، ومن أراد أن يتوسع بعد ذلك فليدخل موقع الهيئة (http://www.eajaz.org/).
يبين الله – سبحانه – أن الذي يصعد إلى السماء يضيق صدره، وهذا ما اكتشفه العلم في السنوات الأخيرة بعد بدء محاولة العلماء الصعود إلى الفضاء.
يقول الله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقًا حرَجًا كأنما يصعَّد في السماء …} [سورة الأنعام: 125]، والحمد لله رب العالمين.
7 ـ ما هو موقف الأقلية المسلمة في البرازيل؟.. نريد صورة عامة عن حالتها الحقوقية، وأهم المؤسسات العاملة..
ـ البرازيل.. دولة ديمقراطية تعطي الحرية الدينية لجميع مواطنيها، ومنها الجالية الإسلامية التي تتمتع بالحقوق والواجبات ذاتها.
الأقلية المسلمة كغيرها من الأقليات المسلمة في العالم تجاهد لتحافظ على هويتها الإسلامية، على الرغم من المصاعب والعقبات الخارجية والداخلية التي تواجهها.
وهناك مؤسسات عدة تعمل على أرض البرازيل من أجل الحفاظ على الثقافة العربية والدين الإسلامي، تساندها الجالية المسلمة في البرازيل بجمعياتها وأفرادها، بالإضافة إلى جهات خارجية، ومن هذه الجمعيات الإسلامية نذكر:
– الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الكويتية.
– رابطة العالم الإسلامي، ومقرها المملكة العربية السعودية.
– وزارة الشئون الإسلامية في المملكة العربية السعودية.
– الأزهر الشريف، ومقره مصر.
– مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية.
– رابطة الشباب المسلم في البرازيل.
– الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
– الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
– وفود متواصلة من رجال الدعوة في العالم.
– المعهد اللاتيني الأمريكي للدراسات الإسلامية.
– المركز الثقافي الخيري الإسلامي “فوز دو إيجواسو”.
– اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل.
– الجمعية الخيرية الإسلامية.
– مؤسسة الراجحي.
– البنك الإسلامي.
– مركز التعريف بنبي الرحمة.
– دار العلوم السليمانية لتحفيظ القرآن الكريم.
– هيئة الإغاثة والمساعدات التركية (IHH).
المشاركة الرابعة.. من: هناء أحمد؛ معلمة من الإمارات، وتتضمن سؤالًا واحدًا (رقم: 8):
8 ـ سؤال عام: هل هناك إحصائيات عن المسلمين حول العالم، وأماكن تجمعهم، وأهم المشاكل التي تواجههم؟ نجد صعوبة في طرح الأسئلة لأنه ليس لدينا الحد الأدنى من المعلومات.
ـ في الحقيقة، لا يوجد إحصاء عن عدد المسلمين في البرازيل إلى يومنا هذا، ولكن هناك تكهنات بذلك، والعدد الأقرب إلى الواقع هو مليون مسلم – والله أعلم – وأكثر تجمعاتهم في “سان باولو”، و”الفوز دو غواسو”، و”ريو غراندي دو سو”. ومن أهم المشاكل التي تواجه الجالية الإسلامية عدم وجود دعاة ومدارس كافية لأبنائها، وبالتالي التأثير القوي للحضارة البرازيلية عليهم.
المشاركة الخامسة.. من: محمد سرحان؛ مراسل “علامات أونلاين” في إسطنبول، وتتضمن سؤالًا واحدًا (رقم: 9):
9 ـ للمسلمين في البرازيل تجربة ناجحة وإسهامات مجتمعية ودعوية واضحة في ظل احتضان الدولة البرازيلية لكل مكونات المجتمع.. لو توضح لنا أبرز منطلقات تلك التجربة، وبرأيك كيف تستفيد الجاليات المسلمة في البلدان الأخرى من تجربتكم؟
ـ البرازيل بلد الحريات، وهي تساوي بين جميع مواطنيها بغض النظر عن أعراقهم ودياناتهم، وقد استفادت المراكز الإسلامية من هذه الحرية فأسست الجمعيات البرازيلية المسلمة، وسجلتها في الدولة قانونيًّا، وبنت المساجد والمدارس، وأقامت المؤتمرات السنوية والمخيمات الدورية، وترجمت الكتب الإسلامية إلى اللغة البرتغالية.
وأشير إلى أن هذه “المؤتمرات” قد ساهمت في تقريب العلاقات بين الدول الإسلامية ودولة البرازيل، وحسنت من صورة المسلمين – بشكل عام – والمسلمين البرازيليين بشكل خاص.
ومما ساهم في تحسين صورة المسلمين في البرازيل انخراطهم في الأعمال الخيرية العامة، والتنسيق مع الأحزاب البرازيلية في ذلك؛ كتوزيع حزمة من الأغذية الأساسية؛ كالأرز والفاصوليا والسكر، للعائلات البرازيلية الفقيرة، بالإضافة إلى مشاركة الأحزاب البرازيلية في المظاهرات من أجل القضايا الحيوية المشتركة بين المسلمين وغيرهم من أبناء هذا البلد؛ كمحاربة الفقر والبطالة.
ومن خلال المراكز والمؤتمرات، أقام المسلمون علاقات جيدة بينهم وبين مختلف أركان الدولة البرازيلية، وكذلك بينهم وبين زعماء الديانات الأخرى، وخاصة المسيحية منها، فقدمنا دعوات عدة للسياسيين والقسيسين لزيارة المسلمين في مساجدهم وفي مؤتمراتهم، كما زارهم المسلمون في مكاتبهم.
لقد استطاع المسلمون أن يتواصلوا مع رئيس الجمهورية البرازيلية منذ أكثر من 12 عامًا اتصالًا مستمرًّا إلى وقتنا هذا، وكانت هناك صداقة قديمة بين رئيس البرازيل وبعض أفراد الجالية عندما كان يرأس حزب العمال؛ مما سهّل على المسلمين حياتهم.
فمثلًا هناك قانون يمنع وضع أي غطاء على الرأس في الامتحانات الرسمية وفي صور الهويات الشخصية، وقد نجح مركز الدعوة الإسلامية في استثناء نساء المسلمين من هذا القانون بمجرد حمل مستند من المركز يشهد بأنهن مسلمات.
وبعد أحداث 11 سبتمبر، لم تخضع البرازيل للضغوطات العالمية ضد المسلمين، وأعلنت صراحة أنها تدافع عن جميع مواطنيها، وتحتضنهم بشكل متساوٍ، وأنه لا يوجد إرهاب ولا إرهابيون في أرضها.
ولابد للجاليات في العالم أن تعمل من منطلق أنها تنتمي إلى بلدها الذي تسكن فيه، ولها نفس الحقوق التي لأهلها الأصليين، وعليها نفس الواجبات، ولابد لها أن تعزز الصداقة بينها وبين غيرها من أبناء البلد الذي تسكن فيه حكومة وشعبًا، وأن تشاركهم همومهم، وتتعاون معهم في الخير، وأن تستفيد من الحريات التي فيها.
المشاركة السادسة.. من: صلاح الدين؛ مدير مالي في شركة استزراع سمكي بالسعودية، وتتضمن ثلاثة أسئلة (10، 11، 12):
10 ـ هل يوجد مراعاة لطبيعة المسلمين من حيث المعاملات والأحكام الشرعية في جانب قانون الأحوال الشخصية، أم أن هذا غير وارد في اعتبارات الحكومة المدنية؟
ـ كل المواطنين في البرازيل يخضعون لقانون واحد، وخاصة في الأحوال الشخصية، وهناك قانون برازيلي يجرم الزواج بأكثر من واحدة، ولكن – كما سبق – قُلنا أن المسلمة يحق لها أن ترتدي الخمار رسميًّا، أو تتصور صورة هوية وهي ترتدي حجابها الشرعي.
11 ـ هل توجد هيئة رسمية تمثل المسلمين وتتحدث نيابة عنهم، وتكون بعيدة تمامًا عن سلطة الحكومة أو التبعية لأنظمة محددة؟
ـ نعم، هناك اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، وهو عبارة عن مجموعة مؤسسات وجمعيات إسلامية برازيلية تتحدث باسم المسلمين، بالإضافة إلى مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية.
12ـ هل تتلقون دعمًا من المنظمات الإسلامية العالمية بصورة دورية يساعدكم على أعمال الدعوة الإسلامية في البرازيل؟
ـ في الحقيقة، هناك دعم محدد من بعض المؤسسات، وينحصر في كفالة عدد من الدعاة، ودعم غذائي لفقراء المسلمين وغير المسلمين، وفي طباعة الكتب.
المشاركة السابعة.. من: إسماعيل إبراهيم؛ صحفي مصري مهتم بشئون الأقليات المسلمة، وتتضمن سؤالًا واحدًا (رقم: 13):
13 ـ هل تأثر المسلمون هنا بالهجمة الأخيرة على المسلمين؟ بمعني هل اتخذت السلطات أي إجراءات ضدهم في ظل الهجمة الشرسة الأخيرة على الإسلام؟
ـ لقد كان للهجمة الأخيرة على المسلمين أثر سلبي واضح في البرازيل، فقد عملت أشهر القنوات البرازيلية على ربط العمل الإجرامي بالدين الإسلامي ربطًا مباشرًا، وقالوا إن الإسلام ضد حرية التعبير وحرية الإنسان. كما تعرض بعض المسلمين والمسلمات لمضايقات عنصرية في الطرقات.
المشاركة الثامنة.. من: د. عمرو سلام؛ من الجامعة الإسلامية في ماليزيا، وتتضمن ثلاثة أسئلة (أرقام: 14، 15، 16):
14 ـ كيف ترى دور المؤسسات الدينية من خلال المراكز الإسلامية التابعة لها في بلادكم، وخاصة مبعوثي الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف؟
ـ لا شك أن لكل المؤسسات والمراكز دورًا وبصمة في الدعوة إلى الله تعالى، وهي لبنة أساسية في ذلك، وإن كان الدور والعمل متواضعًا جدًّا بالنسبة لحاجات البلد، ومن أهم هذه المراكز:
الجمعية الخيرية الإسلامية: أسست عام 1926م، وبنت أول مسجد في أمريكا اللاتينية سنة 1956م، وتدير المدرسة والمقبرة الإسلامية.
مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية: أسس عام 1987م على يد الأستاذ أحمد علي الصيفي، عمل منذ بدايته على شحذ الهمم في مختلف أنحاء أمريكا اللاتينية، وقد استطاع بمساعدة المسلمين في الداخل والخارج بناء أكثر من مائة مسجد فيها، بالإضافة إلى إقامة المراكز الإسلامية في كثير من مدنها. ويشهد للمركز ترجمته لأول كتاب إسلامي، واليوم له أكثر من أربعين كتابًا مترجمًا للغة البرتغالية، ويقوم المركز بطباعة آلاف المنشورات عن الإسلام.
وللمركز نشاطات اجتماعية كثيرة، وتعاونٌ مع مختلف المراكز والمؤسسات الإسلامية في العالم، ويكفل عددًا من الدعاة في أمريكا اللاتينية. كما أن المركز يقيم مؤتمرًا سنويًّا يجتمع فيه ثُلَّة من العلماء وأصحاب القرار في العالم الإسلامي، بالإضافة إلى المخيمات الإسلامية.
الأزهر الشريف: الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف لهما دعاة كثيرون في البرازيل، يعملون على توعية المسلمين وتسديد خطاهم للمحافظة على هويتهم الإسلامية، غير أن عملهم يبقى محدودًا لافتقارهم للغة البرتغالية، ولبعد المسافات بين المساجد وسكن أبناء الجالية.
15 ـ هل كان لأحد منهم تأثير دعوي واضح في سان باولو تحديدًا؟ وإذا كان فهل لك أن تذكر لنا أسماء بعضهم في الخمس عشرة سنة الأخيرة مثلًا؟
ـ كل دعاة الأزهر الشريف لابد أن لهم أثرًا طيبًا في البرازيل، ولكن نكتفي بذكر بعض الأسماء:
فضيلة الشيخ عبد الله عبد الشكور، وكان أول داعية أزهري في البرازيل عمل كإمام لأول مسجد في أمريكا اللاتينية في سان باولو سنة 1956م، ومكث في البرازيل حوالي عشرين سنة، وشهدت الجالية الإسلامية في عهده نهضة ملحوظة، وقد ساهم في وضع أسس الدعوة في البرازيل؛ حيث شحذ همم أبناء الجالية المسلمة فبنوا مدرسة سان باولو، ومسجد سانتو أمارو، بالإضافة للمقبرة الإسلامية.
وفضيلة الدكتور سامي البرعي؛ مبعوث الأزهر الشريف إلى البرازيل، وقد عمل إمامًا في مسجد سان باولو، والآن هو إمام مسجد تاتوابي. لقد كان لعلمه وإخلاصه وتجوله بين أبناء الجالية، ودروسه الأسبوعية في المسجد، ودروسه في منازل أبناء الجالية الأثر الكبير في تمسك هذه العائلات بدينها، وزيادة حبها تعظيم شعائر الله – عز وجل – نسأل الله لنا ولهما الأجر والثواب. اللهم آمين.
ولا أنسى أن أذكر فضيلة الشيخ مبروك الصاوي، الذي هو إمام مسجد الريسيف، الذي اختار البرازيل موطنًا له، وتزوج منها؛ ليمكث فيها داعيًا إلى الله تعالى، وقد كان لعمله بين البرازيليين أثرٌ كبيرٌ وواضحٌ، فله تجربة ناجحة في دعوتهم، وقد أسلم على يديه عدد كبير منهم، وحسُن إسلامهم، وهم من أكثر رواد المسجد اليوم. وللشيخ الصاوي أكثر من عشرة كتب باللغة البرتغالية يوزّعها مجانًا.
16 ـ كيف ترى مستقبل الإسلام في بلادكم؟ وما احتياجات المسلمين هناك خاصة من إخوانهم الشرعيين، أعني المتخصصين في العلوم الشرعية؟
ـ هناك خير كثير في البرازيل، وأُناس مخلصون يعملون في الدعوة إلى الله، ومؤسسات تربوية، ومراكز إسلامية في الداخل والخارج، بالإضافة إلى انفتاح البرازيل على البلاد الإسلامية، وإعطائها الحرية الكاملة للمسلمين في إقامة شعائرهم الدينية؛ فذلك يدفعنا إلى أن ننظر نظرة تفاؤل لمستقبل المسلمين في البرازيل.
ولكن في الوقت نفسه، فإن المسلمين لا يغتنمون هذه الفرصة اغتنامًا كافيًا، وقد تنقلب الأمور ويُضيّق على المسلمين فيما بعد. كذلك هناك أعداد كبيرة من المسلمين يمكن أن يتفلتوا من حظيرة الإسلام بسبب بُعدهم عن التعاليم الإسلامية، ودراستهم في مدارس غير إسلامية، وعدم ترددهم على المساجد.
فالمقومات الحاضرة تَقصُر عن أن تحيط بهم جميعًا لتحافظ على هوية الأجيال القادمة محافظة جيدة.
أما بالنسبة لإخواننا المتخصصين في العلوم الشرعية، فنحن نطلب منهم الدعاء أولًا، ثم مساندة إخوانهم بزيارات أو دورات يقيمونها في هذا البلد.
المشاركة التاسعة.. من: محمود سعيد؛ مهتم بشئون الأقليات المسلمة، وتتضمن أربعة أسئلة (أرقام: 17-20):
17 ـ هل ما يزال هناك مسلمون في البرازيل تنحدر أصولهم من أفريقيا منذ عهد تجارة العبيد من غرب أفريقيا، أو مسلمون من أصول الهنود الحمر، أم أن هؤلاء اندثروا؟
ـ نعم، هناك عدد لا بأس به من المسلمين تنحدر أصولهم من أفريقيا منذ عهد تجارة العبيد، وقد جلبهم البرتغاليون آنذاك معهم إلى البرازيل عنوة. هؤلاء المسلمون كانوا قد تركوا إسلامهم بعد أن حاربتهم الدولة وقضت على أكثرهم بمحاكمات التفتيش بعد الثورة التي قاموا بها سنة 1835م، ولكن ما لبث أن اعتنق بعضهم الدين الإسلامي ثانية، بعد أن اتصلت بهم المراكز الإسلامية، وأرسلت إليهم الدعاة.
وفي مؤتمر أقامه مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية في باهيا بشمال شرق البرازيل سنة 1992م، شاهدت بأم عيني إحدى حفيدات المسلمين الأفارقة جاءت وهي تحمل مسبحة كبيرة من الخشب وتقول: إن هذه المسبحة لجدي الخليفة جبريل، وما زال عندي في البيت مصحف وسجادة له.
18ـ هل دور المراكز الإسلامية في البرازيل ينحصر في الدعوة في أوساط المسلمين لتثبيت إيمانهم فقط، أم أن لها دورًا في الدعوة بين غير المسلمين أيضًا؟
ـ دعوة المراكز الإسلامية هي لأبناء الجالية الإسلامية والمسلمين الجدد معًا؛ حيث تقام الدروس والمخيمات لهم، وكذلك لغير المسلمين، فهناك إصرار كبير على تبليغ الدعوة لغير المسلمين، وقد خصصت مبالغ كبيرة لترجمة القرآن الكريم والكتب الإسلامية إلى اللغة البرتغالية، ولإصدار منشورات تعريفية بالإسلام بلغة البلد، وهناك مشاركة مستمرة ومحاضرات تُعطى في الجامعات للتعريف بالإسلام.
19ـ هل يوجد دور للّوبي اليهودي في البرازيل ضد المسلمين؟
ـ أهم القنوات التلفزيونية والمجلات البرازيلية تُظهر أن هناك يدًا خفية تحركها ضد المسلمين من حين لآخر، ولكن هناك شريحة كبيرة وأحزابًا شتَّى تتعاطف مع المسلمين ضد الحملات الموجهة إليهم.
20ـ وما مدى تواجد وانتشار الفرق المنحرفة؛ كالشيعة والقاديانية وغيرها، في البرازيل؟
ـ البرازيل بلد كبير وشاسع يضم كل الفئات والمذاهب والديانات.
المشاركة العاشرة.. من: أم إسماعيل البردويل؛ داعية من روسيا، وتتضمن أربعة أسئلة تتعلق بالمرأة المسلمة في البرازيل (أرقام: 21-24):
21 ـ هل يوجد عنصرية ضد المسلمين في البرازيل، وخصوصًا ضد المرأة المسلمة؟
ـ عمومًا لا يوجد عنصرية ضد المرأة المسلمة، والقانون البرازيلي يجرم العنصرية بكل أنواعها، وخاصة ضد المرأة، وتحظى المرأة المسلمة باحترام الجميع في المجتمع البرازيلي، ولكن في خضم الأزمات العالمية والإسلاموفوبيا تتعرض المرأة المسلمة المحجبة إلى مضايقات بالكلام؛ كالصراخ عند رؤيتها: ابن لادن، أو مجرمون، أو: اذهبوا إلى بلادكم.
22 ـ هل يُمنع الحجاب داخل المؤسسات (المدارس والجامعات)؟
ـ لا، لا يُمنع الحجاب في أي من المراكز الحكومية والرسمية إلا خلال الامتحانات الرسمية، وفي صور الهوية، وسبق أن ذكرنا أنه إذا حملت المرأة مستندًا من المركز الإسلامي يشهد بأنها مسلمة، فحينئذ يُسمح لها بإبقاء الحجاب.
23 ـ وهل تعاني المرأة المسلمة المحجبة من مضايقات في العمل؟
ـ لا، فهي محترمة في عملها تمامًا، وقد تحظى باحترام أكثر زميلاتها بسبب حجابها.
24 ـ هل يوجد دور للمرأة المسلمة داخل المؤسسات الإسلامية؟
ـ نعم، فالمرأة المسلمة مشاركة للرجل في الدعوة؛ من دروس للنساء إلى تواجد في المراكز الإسلامية، إلى المشاركة في إقامة الحفلات الإسلامية بشكل عام.
المشاركة الحادية عشرة.. من: يسري الخطيب؛ شاعر وباحث إسلامي، ورئيس القسم الثقافي بموقع الأمة، وتتضمن سؤالين (أرقام: 25، 26):
25ـ كانت أمريكا الجنوبية هي الأرض الخصبة للنصارى العرب وتنصير المسلمين العرب، حتى رأينا أحد هؤلاء المسلمين المتنصرين يصل لرئاسة الأرجنتين.. ما دوركم في مقاومة حروب التنصير؟ وهل ما زالت لعبة السياسة تفرض على المسلم التنازل عن دينه لينطلق في دنيا المجتمع والمسرح السياسي؟
ـ اندثرت هذه الظاهرة، فلا إكراه في الدين في أمريكا اللاتينية، والكل على مسافة واحدة من القانون، غير أن هناك بعض التحريض على المسلمين من بعض الكنائس، بالإضافة إلى زيارتهم للمسلمين في المنازل وإعطائهم منشورات دعوية لأديان مختلفة.
26 ـ ما دور الدعاة والمسلمين البرازيليين في حماية ومساعدة المسلمين الجدد؟
ـ الحمد لله، هناك عدد من الدعاة من أصول برازيلية تسلّموا زمام الدعوة بعد أن درسوا عدة سنوات في المدينة المنورة وعادوا إلى البرازيل، بالإضافة إلى بعض المسلمين والمسلمات الجدد الذين تصدروا للدعوة بين أفراد عائلتهم وأصدقائهم.
ولقد كان لتجمعهم في عدة مناسبات وفي المخيمات الأثر الكبير في ترسيخ العقيدة الإسلامية في نفوسهم، وتوصيل كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله لذويهم.
هذا والحمد لله رب العالمين.