مدونة “مسلمون حول العالم” ـ خاص ـ هاني صلاح
نصب المصلون بمدينة شياك في غرب ألبانيا خيمة كبيرة لأداء الصلوات الخمس والجمعة، وذلك بجوار مسجدهم التاريخي الذي تضرر ضرر بالغ بعد سلسلة الزلازل التي هزت ألبانيا على مدار الأشهر القليلة الماضية، وصدر قرار عن البلدية بضرورة هدم المسجد وبناء آخر جديد محله.
قرار إزالة وهدم المسجد؛ دفع بدار الافتاء في مدينة دورس والتي تشرف على مساجد مدينة شياك بتوجيه الدعوة لأهل الخير داخل وخارج ألبانيا بسرعة التبرع والمساهمة في بناء مسجد جامع كبير على نفس الأرض بالإضافة لأرض مجاورة أبدت البلدية استعدادها لإعطائها للمسجد الجديد.
يذكر بأن النظام الألباني علماني ولا يتدخل في الأديان ولذا كافة المصروفات المتعلقة برواتب الأئمة والمساجد والأنشطة الدعوية تتكفل بها دار الافتاء العامة في العاصمة بجانب دور الافتاء الفرعية في المحافظات من خلال أهل الخير من المسلمين الألبان إضافة لتبرعات المؤسسات الخيرية الإسلامية من دول العالم الإسلامي.
بيان “إفتاء دورس”
وفي بيان صادر عن فضيلة الشيخ المحامي أدوارد شفك، مدير عام دار افتاء محافظة دورس ـ والتي تشرف على مساجد مدينة شياك ـ وصل لمدونة “مسلمون حول العالم”، نسخة منه، ذكر بأن الخبراء المهندسين التابعين للسلطات المحلية في مدينة شياك أكدوا بأن: “المسجد والمركز الثقافي الملاصق أصابهما ضرر بالغ جراء سلسلة الزلازل الأخيرة التي أصابت البلاد وكان بعضها مركزه في المدينة نفسها، وأكدوا بأنه لا يمكن ترميمهما، وأنه لابد من هدم كل من المسجد والمركز الثقافي وبنائهما من جديد”.
وأكد البيان بأن: “إدارة البلدية حاليا تدرس الوضع القانوني والمعماري للمسجد… ونرى أنها ستتخلى عن ملكية المركز الثقافي الملاصق للمسجد وسوف تسمح باقامة مسجد كبير على أرض المبنيين معاً”.
يذكر بأن دار الإفتاء لمحافظة دورس تعد فرع عن المشيخة الإسلامية العامة في العاصمة تيرانا، وتشرف على مساجد المحافظة والمدن التابعة لها ومن ضمنها مدينة شياك.
مسجد “شياك”
وتقع مدينة “شياك” في الوسط الغربي من جمهورية ألبانيا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 25ألف نسمة. وتتبع محافظة دورس الذي بها الميناء الرئيس في البلاد. ويعرف سكان المدينة بمحافظتهم على تقاليد الألبانية والعادات الاسلامية.
ويذكر بأن مسجد شياك قد بني أواخر العهد العثماني، وظل مفتوحاً حتى سنة 1967م، حيث صدر قانون بتجريم الأديان من قبل النظام الشيوعي الألباني؛ وبناءاً عليه وكغيره من المساجد الأثرية تم تحويله إلى مقر للمكاتب الزراعية، كما بني مبنى آخر ملصقا بالمسجد كمركز ثقافي للفكر الشيوعي.
وإثر سقوط الشيوعية في 1991م، قام المسلمون بفتح المسجد عنوة بدون اذن مسبق من السلطات الشيوعية ويعد من أوائل المساجد التي فتحها الألبان من جديد في جميع المحافظات في أواخر فترة سقوط الشيوعية.