
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
افتُتح في مدينة مومتشيلغراد المسجد الجديد، ليشكل إضافة معمارية ودينية بارزة تعزز المشهد الإسلامي في المنطقة. وجاء الافتتاح عشية شهر رمضان المبارك، حيث شهد المسجد إقامة أول صلاة جمعة بحضور حشد كبير من المصلين الذين توافدوا للاحتفاء بهذه المناسبة الدينية المهمة.
مشاركة رسمية وحضور واسع
حضر حفل الافتتاح عدد من الشخصيات الدينية والرسمية، من بينهم فضيلة الشيخ بصري أمين أفندي، مفتي منطقة كاردجالي، والسيد محمد كاهوجي أوغلو، الملحق الاجتماعي في القنصلية العامة لجمهورية تركيا في بلوفديف، إلى جانب عدد كبير من سكان المدينة وضيوفها، الذين عبّروا عن سعادتهم بإتمام هذا المشروع الحيوي.
معلم ديني يتسع لـ 500 مصلٍّ
بدأ العمل على بناء المسجد قبل أربع سنوات، ليصبح اليوم صرحًا دينيًا بارزًا يتّسع لما يقارب 500 مصلٍّ، ويتميز بتصميمه المعماري الذي يجمع بين الأصالة والحداثة. ولا يقتصر دوره على إقامة الصلوات فقط، بل سيحتضن أيضًا أنشطة تعليمية دينية، من بينها دورات إعداد الأئمة، مما يعزز مكانته كمركز إشعاع ديني وثقافي يخدم المجتمع المحلي.
تقدير ودعوات بالبركة
من جانبه، أعرب مفتي منطقة كاردجالي عن شكره وتقديره لكل من ساهم في دعم بناء المسجد، مؤكدًا أنه يمثل إضافة نوعية لدور العبادة في المنطقة، ومصدر إشعاع ديني يجمع بين العبادة والتعليم. كما دعا الجميع إلى اغتنام هذه المساحة الروحية للتقرب إلى الله وأداء العبادات في أجواء من السكينة والطمأنينة.
افتتاح رسمي مرتقب
ورغم بدء استقبال المصلين، فإن الافتتاح الرسمي للمسجد لا يزال قيد التحضير، حيث من المنتظر تنظيم حفل افتتاح رسمي خلال الفترة المقبلة، ليشكل مناسبة أخرى تحتفي بهذا الإنجاز الذي يعكس روح التضامن والتمسك بالقيم الدينية في مومتشيلغراد.
المسلمون في بلغاريا.. حضور تاريخي وهوية راسخة
يُعد المسلمون في بلغاريا من أقدم المكونات الدينية في البلاد، حيث يعود وجودهم إلى العهد العثماني. ويُقدر عددهم اليوم بنحو مليون نسمة، يشكلون نسبة ملحوظة من السكان، ويتوزعون في مختلف المناطق، لا سيما في الجنوب والشرق. ورغم التحديات التي واجهوها خلال فترات تاريخية مختلفة، لا يزال المسلمون في بلغاريا محافظين على هويتهم الدينية والثقافية، من خلال بناء المساجد والمؤسسات التعليمية، وتعزيز وجودهم في المجتمع عبر الأنشطة الدينية والثقافية المختلفة.
ويمثل افتتاح مسجد مومتشيلغراد الجديد خطوة مهمة في هذا السياق، حيث يسهم في توفير بيئة مناسبة لأداء العبادات، ويعزز من دور المؤسسات الدينية في نشر المعرفة وترسيخ القيم الإسلامية بين أفراد المجتمع المسلم في بلغاريا.