مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز الوعي الديني وترسيخ القيم الإسلامية، إلى جانب تقوية الروابط الاجتماعية داخل المجتمع المسلم، شهدت مناطق واسعة من جمهورية بلغاريا تنظيم مبادرة “الدروس الشتوية”، من قبل دار الافتاء العامة، وهي لقاءات دينية تثقيفية تُقام سنويًا خلال فصل الشتاء، وتهدف إلى الارتقاء بالمعرفة الدينية وتعزيز التواصل داخل المجتمع المسلم.
انتشار واسع وتفاعل مجتمعي
امتدت فعاليات “الدروس الشتوية” هذا العام في شمال وسط جمهورية بلغاريا لتشمل نحو ثلاثين مدينة وقرية في محافظتي فيليكو تارنوفو وغابروفو، وسط حضور لافت وتفاعل واسع من أبناء المجتمع المسلم، في مشهد يعكس الحاجة المتزايدة لمثل هذه البرامج الدعوية والتعليمية التي تجمع بين التعليم الديني المنهجي والتواصل المجتمعي البنّاء.
مشاركة قيادات دار الإفتاء العامة
اكتسبت المبادرة أهمية خاصة بمشاركة قيادة دار الإفتاء العامة في جمهورية بلغاريا، حيث شارك سماحة المفتي العام الدكتور مصطفى حاجي، ونائباه، إلى جانب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ودات أحمد، في عدد من اللقاءات الميدانية، مقدمين محاضرات تناولت قضايا محورية تتعلق بالهوية الإسلامية، والأخلاق، وبناء الوعي الديني في ظل التحديات المعاصرة.
محاضرة حول هوية المسلمين
ألقى سماحة المفتي العام الدكتور مصطفى حاجي محاضرة في قرية ريزاتش تناول فيها موضوع هوية المسلمين، مؤكدًا أن الحفاظ على الهوية الدينية والأخلاقية يشكل ركيزة أساسية لاستقرار المجتمع المسلم، وأن الإيمان والعلم وحسن الخلق تمثل أسسًا لا غنى عنها في مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية.
البركة في الإسلام وأثرها في الحياة
وفي مدينة بولسكي ترامبيش، قدّم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ودات أحمد محاضرة حول مفهوم البركة في الإسلام، موضحًا أبعادها الروحية والعملية، ودورها في تحقيق التوازن والطمأنينة في حياة المسلم، سواء في الرزق أو الوقت أو شؤون الأسرة والعمل.
أخلاقيات ستر الذنوب
كما شهد المسجد التاريخي “تشوبان أوغلو” في مدينة سيفلييفو محاضرة لنائب المفتي العام بيخان محمد، تناول فيها أخلاقيات ستر الذنوب وعدم تتبعها، مؤكدًا أن الرحمة وصيانة كرامة الإنسان من القيم المركزية في الأخلاق الإسلامية.
فضائل الأشهر الحرم
وفي المسجد التاريخي بمدينة فيليكو تارنوفو، ألقى نائب المفتي العام أحمد حسنوف محاضرة حول أهمية الأشهر الحرم، مبرزًا قيمتها الروحية وما تحمله من فرص للتوبة والتزكية وتجديد الصلة بالله تعالى.
إشادة محلية بأثر المبادرة
من جانبه، عبّر مفتي إقليم فيليكو تارنوفو نوتفي نوتفييف عن تقديره لمشاركة قيادة دار الإفتاء العامة، مؤكدًا أن “الدروس الشتوية” تمثل رافدًا مهمًا في تعزيز الوعي الديني، ورفع مستوى الثقافة الإسلامية، وتقوية أواصر التماسك داخل المجتمع المسلم، فضلًا عن دورها في إحياء المساجد كمراكز إشعاع علمي وتربوي.
تؤكد هذه المبادرة أن العمل الدعوي المنظم لا يقتصر على الوعظ فقط، بل يشكل مشروعًا تربويًا متكاملًا يسهم في بناء الإنسان المسلم الواعي، وتعزيز الاستقرار المجتمعي، والحفاظ على القيم الإسلامية الأصيلة في المجتمع البلغاري.

