
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
تحتضن مدينة شومن الواقعة في شمال شرق بلغاريا فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة الكبرى للمعرفة الإسلامية، والتي تُعد من أبرز الأحداث الدينية والثقافية التي تنظمها المشيخة الإسلامية في بلغاريا سنويًا. تُقام المسابقة في مدرسة “نواب” الدينية خلال الفترة من 29 إلى 31 أغسطس 2025، في إطار الجهود الرامية لتعزيز الثقافة الدينية والتربية الإسلامية بين الأطفال المسلمين في البلاد.
دورات وتصفيات إقليمية
تأتي هذه المسابقة بعد انتهاء الدورات الصيفية المكثفة التي استقطبت آلاف المشاركين، وكذلك بعد إجراء التصفيات الإقليمية التي أفرزت أفضل المتسابقين الذين يمثلون مختلف المناطق البلغارية. ويعكس هذا الحدث مكانة المشيخة الإسلامية كمرجعية دينية وتربوية تعنى بتطوير المعرفة الإسلامية ونشرها بروح من التنافس الشريف والاحترام المتبادل.
برنامج وفرق تنظيمية
وفي إطار التحضيرات الدقيقة، عقد نائب المفتي العام السيد أحمد حسنوف اجتماعًا مع موظفي قسمي “الإرشاد” و”التعليم” في المشيخة الإسلامية، حيث تمّ استعراض برنامج الفعالية وتشكيل فرق تنظيمية متخصصة لضمان انسيابية سير المسابقة ونجاحها على كافة المستويات.
وتدعو المشيخة الإسلامية في بلغاريا جميع المهتمين والشباب للمشاركة وحضور حفل الافتتاح الرسمي الذي سيقام يوم 31 أغسطس في مدرسة “نواب” الدينية، ليكون هذا اللقاء منصة لتعميق الفهم الإسلامي وترسيخ القيم الدينية في المجتمع البلغاري.
هذا الحدث ليس مجرد مسابقة، بل هو مناسبة تعكس اهتمام المشيخة الإسلامية بالتعليم الديني والارتقاء بمستوى المعرفة الدينية بين الجيل الجديد، مما يرسخ الهوية الدينية والثقافية للمسلمين في بلغاريا، ويعزز التعايش السلمي والتواصل البناء بين مختلف مكونات المجتمع البلغاري.
شومن.. تاريخ عريق وحاضنة للعلم
تقع مدينة شومن في شمال شرق بلغاريا وتُعتبر من أهم المراكز الثقافية والدينية للمسلمين في البلاد، حيث تحتضن مدرسة “النوّاب” الدينية العريقة التي تأسست عام 1922م. تشكل شومن مركزًا حيويًا لاستمرار الحياة الإسلامية والتعليم الديني في بلغاريا، وتستضيف بين حين وآخر فعاليات تعليمية وثقافية ذات طابع إسلامي يعزز من التواصل بين المسلمين في البلاد.
بفضل موقعها الاستراتيجي وتاريخها الغني، تعد شومن ملتقى للعلماء والطلبة والمثقفين المسلمين، مما يجعلها نقطة ارتكاز مهمة لتعزيز الهوية الدينية والثقافية في المجتمع الإسلامي البلغاري
مدرسة “النواب”
تُعد مدرسة “النواب” مدرسة ثانوية إسلامية تمتد دراستها لخمس سنوات تدمج بين العلوم العلمية والأدبية إلى جانب المواد الدينية. وقد تأسست مدرسة “النواب” عام 1922، لتكون المؤسسة التعليمية الإسلامية الوحيدة في بلغاريا، وقد لعبت دورًا حيويًا في الحفاظ على الحياة الدينية الإسلامية في البلاد خلال النصف الأول من القرن العشرين، قبل أن تُغلق في عام 1947.
تأسست المدرسة بموجب اتفاقية بين تركيا وبلغاريا عام 1913، لكن بداية الدراسة تأخرت حتى عام 1922 بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى. كانت “النواب” بمثابة شريان حياة للثقافة الإسلامية، حيث أخرجت العديد من الأئمة والقضاة والكتاب والمثقفين الذين أثروا الساحة العلمية والثقافية للمسلمين في بلغاريا.