مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

حذّرت بنغلادش المجتمع الدولي من أنها لم تعد قادرة على استضافة نحو 1.3 مليون لاجئ من الروهينجا، مطالبة بتحرك عاجل لضمان عودتهم الآمنة إلى ميانمار، وذلك عقب اعتماد اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً جديداً يسلط الضوء على أوضاع الروهينجا والانتهاكات المستمرة في ولاية أراكان. وفقًا لـ(وكالة أنباء أراكان ANA‏).

ضغط متزايد على الموارد والمخيمات

أوضح السفير الدائم لبنغلادش لدى الأمم المتحدة، صلاح الدين نعمان تشودري، أن بلاده تتحمل عبئاً يفوق قدرتها مع استمرار تدفق اللاجئين، مع غياب أي تقدم في جهود إعادة اللاجئين منذ ثماني سنوات. وأضاف أن عدد الروهينجا يزداد سنوياً مع تسجيل نحو 30 ألف ولادة جديدة داخل المخيمات، فيما دخل نحو 150 ألفاً آخرين البلاد منذ عام 2023 بسبب تجدد العنف بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية، ما يزيد الضغط على الأراضي والموارد في واحدة من أكثر دول العالم اكتظاظاً بالسكان.

مخاطر أمنية وإنسانية

أشار الممثل الدائم إلى أن الأوضاع داخل مخيمات كوكس بازار تزداد خطورة بسبب الاكتظاظ وارتفاع مخاطر الاتجار بالبشر والجرائم عبر الحدود، محملاً جيش ميانمار وميليشيات أراكان مسؤولية تفاقم الانتهاكات ومنع وصول المساعدات الإنسانية.

موقف الأمم المتحدة والقرار الأممي

دعا القرار الأممي الأخير إلى تجديد الجهود الدبلوماسية، وتفعيل عملية سياسية شفافة، وتوفير بيئة آمنة تسمح بعودة اللاجئين طوعاً وبشكل مستدام. وانتقدت بنغلادش غياب التقدم في تنفيذ التوافق الخماسي لرابطة آسيان، مؤكدة أن استمرار الأزمة دون تحرك دولي سريع قد يجعلها دائمة، مع تداعيات تتجاوز حدود المنطقة.

الواقع الإنساني في المخيمات

تستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات كوكس بازار، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم. ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017 نتيجة حملة الإبادة الجماعية التي شنها الجيش، مع تجدد موجات النزوح منذ نوفمبر 2023 بسبب الصراع بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية.

تحذيرات بنغلادش تأتي في وقت حاسم، مؤكدة ضرورة تحرك دولي عاجل لتأمين عودة طوعية وآمنة للاجئين، وتخفيف العبء عن الدولة المضيفة، ومنع تحول الأزمة إلى عبء دائم يهدد الاستقرار الإقليمي والإنساني.