مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

تشهد العلاقات بين المشيخة الإسلامية في كوسوفا ونظيرتها في البوسنة والهرسك مرحلة جديدة من التعاون المتسارع، خاصة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس العلماء ومفتي البوسنة إلى كوسوفا مؤخرًا، والتي مهّدت الطريق لمزيد من الشراكات العملية.

وفي هذا السياق، استقبلت بريشتينا يوم السبت 16 أغسطس 2025 وفدًا من كلية العلوم الإسلامية في سراييفو، برئاسة نائب العميد الأستاذ الدكتور زهدية حسنوفيتش، في جولة شملت مقر المشيخة الإسلامية، وكلية الدراسات الإسلامية، ومدرسة علاء الدين الإسلامية.

تكتسب هذه الزيارة أهمية استثنائية كونها ترسّخ التعاون في مجال التعليم الديني بين بلدين يُعدّان الأعرق في هذا الميدان في غرب البلقان؛ حيث يشكّل التعليم باللغة الألبانية في كوسوفا ونظيره باللغة البوسنية في البوسنة ركيزة أساسية للحفاظ على الهوية الإسلامية. ويُتوقع أن يمتد أثر هذا التعاون ليشمل مسلمي المنطقة في مقدونيا الشمالية وصربيا والجبل الأسود وكرواتيا وسلوفينيا، بما يعزز وحدة الصف والخطاب الديني الوسطي المعتدل.

لقاء مع قيادة المشيخة الإسلامية

استُقبل الوفد في مقر المشيخة الإسلامية من قبل الأمين العام أحمد سادريو، الذي رحب بهم وعرّفهم بأنشطة المشيخة ودورها في خدمة المجتمع، مع التركيز على المؤسسات التعليمية التي تشرف عليها مثل مدرسة “علاء الدين” الثانوية الإسلامية المدارس الشرعية وكلية الدراسات الإسلامية.

تعاون أكاديمي مع كلية الدراسات الإسلامية

كما التقى الوفد بعميد كلية الدراسات الإسلامية في بريشتينا، الأستاذ المشارك الدكتور إسلام حساني، وعدد من أساتذة الكلية، حيث جرى تبادل وجهات النظر حول البرامج الأكاديمية والأنشطة العلمية المشتركة. واطّلع الضيوف على إنجازات الكلية ومشاريعها المستقبلية في مجال تكوين الأئمة والكوادر الدينية.

زيارة مدرسة علاء الدين الشرعية

وفي محطة أخرى من الزيارة، حلّ الوفد ضيفًا على مدرسة علاء الدين العريقة في بريشتينا، حيث كان في استقبالهم مدير المدرسة الأستاذ فاضل حساني. وقدّم عرضًا حول تاريخ المدرسة الممتد لـ74 عامًا، إضافة إلى مناهجها الدراسية وكادرها التعليمي وإنجازاتها في تكوين أجيال من العلماء والدعاة. وأعرب الضيوف عن إعجابهم بمستوى المدرسة والتزامها بتوفير تعليم متوازن يجمع بين الأصالة والتجديد.

تعزيز أواصر التعاون

تأتي هذه الزيارة لتعزيز أواصر التعاون بين المؤسستين الدينيتين في كوسوفا والبوسنة والهرسك، وتبادل الخبرات الأكاديمية والتربوية في مجال التعليم الديني. كما تعكس حرص الجانبين على بناء شراكات استراتيجية تضمن تخريج أئمة ودعاة على مستوى رفيع من الكفاءة والمعرفة، بما يخدم المجتمعات الإسلامية في المنطقة.