مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

خمسة وأربعون عامًا من الوفاء.. خريجو الدفعة الثالثة عشرة يعودون إلى مدرسة علاء الدين في بريشتينا

تمثل لقاءات الأجيال في مدرسة علاء الدين لحظات وفاء تُعيد وصل ما انقطع بين الماضي والحاضر

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

في مشهد إنساني دافئ تظللّه الذكريات، عادت الدفعة الثالثة عشرة من خريجي مدرسة علاء الدين الثانوية الإسلامية في بريشتينا، إلى رحاب مدرستهم بعد مرور 45 عامًا على تخرجهم، ليُحيوا ذكرى تخرجهم التي لم تبهت من ذاكرتهم، بل ازدادت وهجًا مع الزمن.

وقد نُظم اللقاء في قاعات المدرسة نفسها، التي ما تزال تفتح أبوابها وقلوبها لكل من مرّ في أروقتها، وبدأ بجلسة دراسية رمزية أدارها الأستاذ إليز عثماني، حملت طابعًا وجدانيًّا استعاد من خلاله الحاضرون أجواء الدراسة التي جمعتهم في سبعينيات القرن الماضي.

استُهل اللقاء بإحصاء رمزي لأسماء زملاء الدفعة، ليتبين أن بعضهم قد سبقهم إلى دار الآخرة، فاستُذكرت أرواحهم بخشوع عبر تلاوة سورة الفاتحة، في لفتة إيمانية نبيلة تنمّ عن صدق الانتماء وروح الأخوّة المستمرة.

وعقب الجلسة، أفسح المجال لاسترجاع الذكريات، حيث تداول الخريجون أحاديث مليئة بالشوق عن أيامهم الطلابية، والمواقف التي عاشوها معًا، والعلاقات التي نسجت بينهم رباطًا ما زال حيًّا رغم مرور العقود.

لقد كان اللقاء أكثر من مجرد مناسبة؛ كان تأكيدًا على أن الزمن لا يمحو أثر الأماكن التي شكّلت الوجدان، وأن مدرسة علاء الدين لم تكن مجرّد مؤسسة تعليمية، بل كانت وما زالت حاضنة للهوية، وذاكرة لا تنطفئ في قلوب أبنائها الأوفياء.

إن لقاءات الأجيال في مدرسة علاء الدين الثانوية الإسلامية في العاصمة بريشتينا، والتابعة للمشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، ليست مجرّد مناسبات اجتماعية أو تظاهرات عابرة، بل هي لحظات وفاء نادرة، تُعيد وصل ما انقطع بين الماضي والحاضر، وتبعث في النفوس دفء الانتماء إلى مؤسسة لا تزال تنبض بالعلم والقيم.

فكل لقاء من هذه اللقاءات هو تجسيد حي لرسالة المدرسة التي لم تتوقف عند حدود التعليم، بل امتدت لتصنع ذاكرة جماعية وهوية روحية وثقافية راسخة. ومن خلال هذه اللقاءات، تترسّخ روح الانتماء، ويُستعاد الدور الريادي للمدرسة في تشكيل أجيال كانت، وما تزال، أعمدة في المجتمع والدعوة والعمل المؤسسي.

إنها مشاهد من الوفاء المتبادل بين المدرسة وخريجيها، تُؤكّد أن علاء الدين لم تكن فقط محطة في مسيرتهم، بل كانت نقطة انطلاق ومسؤولية ممتدة… وذاكرة لا تغيب.

التخطي إلى شريط الأدوات