مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
“أغلب الإيطاليين اعتبروا إسلام سيلفيا رومانو “حرية شخصية”!
بهذه الكلمات، في تصريحات خاصة لـ”مسلمون حول العالم“، الدكتور أبو الخير بريغش، مسئول الحوار والعلاقات في الجمعية الإسلامية الإيطالية للأئمة والمرشدين، بأن الحملة التي يشنها اليمين المتطرف الإيطالي على سيلفيا رومانو، بسبب اعتناقها الإسلام، “لا تُعبر عن غالبية الشعب الإيطالي”.
ولفت إلى أن من يقف خلف هذه الحملة “قلةٌ من المتطرفين اليمنيين المعروفين، والذين دأبوا على استغلال كل فرصة، سواء بسبب أو بدون سبب؛ لتفريغ حقدهم على المسلمين، وكرههم للإسلام عمومًا”.
وأوضح بأن: “سيلفيا أعلنت أمام وسائل الإعلام، وكررتها في أكثر من مرة، بأنها قد اختارت الإسلام بمحض إرادتها، ودون إكراه من أحد، وأنها كانت تتعلم القرآن خلال فترة احتجازها على مدار عام ونصف.
سيلفيا رومانو هي موظفة الإغاثة الإيطالية التي خُطفت قبل 18 شهرًا في شرق إفريقيا، وعادت الأحد 10 مايو إلى إيطاليا، بعد تحريرها من أيدي الخاطفين؛ حيث كان في استقبالها رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، ووزير الخارجية دي مايو، وفاجأت وسائل الإعلام بإعلانها الإسلام؛ مما فجّر جدالًا واسعًا بين المجتمع الإيطالي حولها.
صوت عالٍ مؤثر
وردًّا على سؤال حول مدى تأثير هذه الحملة على الرأي العام الإيطالي، الذي كان متعاطفًا مع قضية سيليفا، أشار إلى أن: “هذا الصوت اليميني المتطرف عالٍ في وسط المجتمع؛ نظرًا لامتلاكهم وسائل إعلامية كبرى، وأن لهم تمثيلًا في مجالس البلديات، وأعضاء في المجالس البرلمانية؛ لذا يتأثر الناس بهم، ولكن فيما يتصل بقضية سيلفيا، فقد اعتبرها أغلب الإيطاليين حرية شخصية”.
ولفت إلى سعادة أسرة سيلفيا بعودة ابنتها، وأنهم استقبلوها “استقبالًا رائعًا جميلًا تناقلته وسائل الإعلام، وتكلمت عنه باستفاضة أن الوالدين وأختها استقبلوها بكل رحابة صدر وسعادة غامرة؛ بالرغم من إعلانها بأنها أصبحت مسلمة، وأنها ارتدت الحجاب”.
وأشار إلى أنه في كثير من الحالات التي يعتنق فيها الشاب أو الشابة الإيطالية الإسلام، “تتغير معاملة أهاليهم لهم، وتزداد قسوة، وتصل لحد الطرد من البيت”، وهو الأمر الذي لم يحدث مع سيلفيا.
إحداث توازن
وبشأن موقف مسلمي إيطاليا من هذا الجدال، أوضح: “طبعًا المسلمون في إيطاليا مجرد ما سمعوا بالخبر، بدأت حملة أيضًا للتعاطف مع الفتاة، وأرسلنا لها الكثير من الرسائل التي تعبر عن فرحة مسلمي إيطاليا بعودتها سالمة”.
وتابع: “ومن جهتها، عبرت سيلفيا رومانو عن سرورها وامتنانها لهذا التعاطف الواسع والجميل. نسأل الله– سبحانه وتعالى– أن يكون هذا عاملًا مثبِّتًا لها”.
وحول الدور المستقبلي لمسلمي إيطاليا إزاء سيلفيا رومانو بعد اعتناقها الإسلام، أكد: إننا “سنستمر طبعًا بالتواصل بشكل هادئ، حتى لا يظن أحد أننا نريد أن نستحوذ عليها. هذا طبعًا غير معقول ولن يكون، لكن سيبقى التواصل والتشجيع لها، ومتابعة التطورات؛ لأنها بحاجة إلى هذا الدعم”.
وشدد على أن المهم الآن بالنسبة لسيلفيا “إنهاء هذه الموجة العنيفة من الضغط عليها؛ فهي بحاجة للراحة والهدوء بعد عام ونصف من الاحتجاز الظالم لها من قبل الإرهابيين في شرق إفريقيا”.