مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
أجبرت أزمة كورونا (كوفيد-19)، وحلول شهر رمضان المعظة رؤساء المنظمات الدينية المركزية في محافظة سفيردلوفسك بمنطقة الأورال في وسط روسيا، على التقابل وجهاً لوجه وإزالة الخلافات التاريخية بينهم. وفقاً لم نشره مفتي منطقة الأورال على صفحته الخاصة في فيسبوك بتاريخ 22 إبريل 2020م.
فقد عقد أول لقاء بينهم في مبنى محافظة سفيردلوفسك بدعوة من النائب الأول للمحافظة بهدف اتخاذ قرار موحد بشأن المساجد في رمضان خاصةً في ظل انتشار وباء كورونا في روسيا.
وفي تصريحات خاصة لـ”مسلمون حول العالم”، علق الشيخ فوزي سيديو؛ مدير ومفتي الإدارة الدينية المركزية لمسلمي الأورال بروسيا، على هذا اللقاء بقوله: “رغم الفتنة الشديدة التي تحدث بين المنظمات الدينية في منطقة الأورال للأسف الشديد، ولكن في الأزمات يعود المسلمون إخوة متحابين، وكان هذا اللقاء سبباً في عودة روح التأخي بينهم وتحدثهم وجاً لوجه بعد فترات طويلة من الخصام ورفض التصالح والحوار المباشر فيما بينهم.
وحول أهمية هذا اللقاء؛ أضاف موضحاً بأن: منطقة الأورال عامة ومحافظة سفيردلوفسك خاصة “لهما أهمية عظيمة للعديد من الأسباب”.
الأول: أنه تقع فيها مدينة يكترنبورغ عاصمة روسيا الاقتصادية، وهي الثالثة على المستوى الاقتصادي، كما وأنها وبسبب الفتنة التي نشبت بين المنظمات الدينية أغلق فيها أكثر من مسجد”.
أول لقاء
والثاني: أنه وتاريخيا هي أرض متجذر فيها الإسلام والمسلمون منذ وصوله إلى أراضي روسيا ورغم المحاولات العديدة من منظمتنا أن تلعب دور الوسيط لكي تتصالح المنظمات فيما بينها لم يحدث واتفق أحد الرؤساء على اللقاء أو التكلم مع الآخر حتى جاءت أزمة الكورونا”.
وتابع: “عندها استدعانا نائب المحافظ جميعاً للخروج بقرار موحد يخص شهر رمضان المبارك وصلاة التراويح فاجتمع الجميع عنده وسلم بعضهم على بعض في البداية وفور انتهاء الاجتماع اجتمعوا عند مدير قسم الشؤون الدينية في المحافظة وطلبت منهم أخذ صورة مجمعة لنا كبشرى لوحدتنا أمام مسلمي الأورال”.
وأضاف موضحاً: “عسى أن يكون هذا اللقاء بداية لعلاقات قوية بين المنظمات نبدأ بها من أصعب منطقة في روسيا طقساً، خاصةً أن الله جعل في هذه المنطقة دوماً أقوى المفتين ذوي الشأن العالي في المنظمات المركزية في موسكو”.
ومعبراً عن آماله في نتايج إيجابية من هذا اللقاء الأول من نوعه، قال: “وبهذه الوحدة إن صح التعبير سنستطيع الدفاع عن ما بقي من مساجد وطلب أراض جديدة لبناء مساجد جديدة والتعاون فيما بيننا على بناءها والمحافظة عليها”.
منطقة الأورال
تعد منطقة الأورال من ناحية التقسيم الإداري والنشاط الاقتصادي مركز روسيا، ويوجد فيها الحد الفاصل بين قارتَيْ أوروبا وآسيا، ولكن جغرافيًّا تقع سيبيريا في منتصف روسيا، وتمثل مساحات شاسعة ذات فاعلية اقتصادية ضعيفة، وفي غربها تقع الأورال.
وأما من الناحية الاقتصادية، فتعد مدينة يكترنبورغ (عاصمة الأورال) بمثابة عاصمة روسيا الصناعية بلا منازع، وهي المدينة الثالثة في البلاد من ناحية النمو الاقتصادي.