مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في مشهد يعكس عناية المؤسسات الإسلامية بتنشئة الأجيال الجديدة على أسس معرفية وتربوية متكاملة، اختتمت في مدينة بنزا بوسط روسيا فعاليات الدورة الصيفية التثقيفية للأطفال بعنوان “أساسيات الإسلام”، التي نظمتها الجمعية الدينية المحلية “أخون باتييف”، بإشراف مباشر من الإدارة الدينية لمسلمي منطقة بنزا.
وقد هدفت هذه المبادرة إلى تأصيل القيم الدينية في نفوس الأطفال، من خلال برنامج تربوي متوازن يجمع بين علوم العقيدة والفقه وتلاوة القرآن الكريم، إلى جانب أنشطة تثقيفية ورياضية تعزز من النمو الشامل للعقل والجسم والروح.
نحو تربية إسلامية أصيلة بروح معاصرة
تعكس هذه المبادرة التعليمية الناجحة توجهًا تربويًا جديدًا في العمل الإسلامي داخل روسيا، يقوم على دمج التعليم الشرعي بالتربية الشاملة، ويأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الطفل المسلم في السياق الأوروبي، من حيث الحاجة إلى خطاب ديني رصين، ولغة تربوية حديثة، ومجالات تنمية متعددة تسهم في بناء الشخصية المتكاملة.
تعليم شرعي مبكر ومسار تربوي متكامل
خلال فترة الدورة، تلقّى الأطفال دروسًا مبسطة في: الفقه الإسلامي، بما يشمل أساسيات الطهارة والصلاة والأخلاق. والعقيدة (العقيدة الإسلامية)، بما يساعد على ترسيخ مفاهيم الإيمان والانتماء الديني. والقرآن الكريم، قراءةً وتجويدًا وحفظًا، مع تركيز خاص على فهم المعاني والآداب المرتبطة به.
وقد تم تقديم هذه المعارف في إطار تعليمي محبب للأطفال، وباستخدام أساليب تفاعلية تعتمد على الحوار، والتطبيق، والقصص الهادفة.
أنشطة حياتية لتنمية الشخصية
ولأن التربية لا تقتصر على المعرفة الدينية وحدها، فقد شمل البرنامج مجموعة من الفعاليات الداعمة للتنشئة المتوازنة، منها: لقاء توعوي مع طبيب أسنان متخصص حول أهمية نظافة الفم والأسنان، ما يعزز مفاهيم الصحة الشخصية لدى الأطفال. بجانب تجربة رياضية في المصارعة اليونانية الرومانية، بهدف تقوية الجسد وغرس روح الانضباط والثقة بالنفس.
هذه الأنشطة ساعدت في ربط المعرفة الدينية بالحياة اليومية، وساهمت في بناء جسر عملي بين القيم والممارسة.
حفلة ختامية وتكريم المشاركين
اختتمت الدورة بحفل بهيج عبّر فيه الأطفال عن فرحتهم بما تعلموه، وتم خلاله تكريم جميع المشاركين بهدايا تذكارية، تقديرًا لجهودهم والتزامهم طوال فترة البرنامج.
وفي ختام الفعالية، توجّهت الإدارة الدينية لمسلمي بنزا بالشكر إلى المعلمين والمنظمين وأولياء الأمور، مثمنةً دعمهم في إنجاح هذه المبادرة، ومؤكدة أن ما زرع اليوم من قيم ومعارف، هو استثمار تربوي لبناء جيل مسلم صالح، متوازن، ومؤهل للعيش بوعي ومسؤولية في المجتمع الروسي المعاصر.