مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

روسيا.. جامع موسكو الكبير يحتضن معرضًا دوليًا يبرز قيم التفاهم والسلام في سلطنة عُمان

تنظمه الإدارة الدينية لمسلمي روسيا ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية في سلطنة عُمان ضمن مسار التعاون الديني والثقافي بين البلدين

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

في إطار مسار متنامٍ من الشراكات الدينية والثقافية بين سلطنة عُمان وروسيا، احتضن جامع موسكو الكبير في 26 نوفمبر المعرض الدولي (في سبيل القيم الإنسانية المشتركة.. تقاليد التفاهم وحسن الجوار والسلام في سلطنة عُمان)، الذي تنظمه الإدارة الدينية لمسلمي روسيا بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في سلطنة عُمان، وفقًا للموقع الإلكتروني للإدارة الدينية لمسلمي روسيا.

 

الدبلوماسية الدينية

جاءت الفعالية تتويجًا لمسار طويل من التعاون بين المؤسستين الدينيتين في البلدين، وأظهرت في مضمونها ورمزيتها قدرة الدبلوماسية الدينية على مدّ جسور إنسانية راسخة تتجاوز حدود السياسة، وتعكس التزامًا مشتركًا بمبادئ التفاهم والسلام والعيش المشترك.

مشاركات رسمية رفيعة

شهد الافتتاح مشاركة الشيخ رافيل غاينوتدين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا وكبار نوابه، والدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية في سلطنة عُمان، إضافة إلى ممثلين عن مؤسسة الرئاسة الروسية وجمهورية تتارستان، وأعضاء في مجلس الاتحاد والدوما، وسفراء دول إسلامية، وشخصيات علمية وثقافية وطلابية، وجمهور من رواد المسجد وسكان العاصمة.

 

إبراز التجربة العُمانية

تضمن المعرض عروضًا واسعة حول التاريخ العُماني وموقعه الحضاري وملامح الحياة الدينية فيه، مع تسليط الضوء على التجربة العُمانية في الحوار بين الأديان وتعزيز التفاهم بين الشعوب. كما شملت الفعالية إبراز جماليات العمارة الإسلامية في عُمان ومحطاتها التاريخية البارزة.

شراكة راسخة وتاريخ ممتد

أكد المفتي الشيخ رافيل غاينوتدين في كلمته عمق العلاقات بين روسيا وسلطنة عُمان، والتي تعيش مرحلة متقدمة عقب الزيارة الرسمية التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد إلى موسكو ولقائه بالرئيس فلاديمير بوتين. وأوضح أن هذه العلاقات شهدت توافقًا على تطوير التعاون الثنائي ولا سيما في المجالين الثقافي والإنساني.

وأشار المفتي إلى أن تنظيم هذا المعرض يأتي تنفيذًا لتوجيهات قيادتي البلدين، ويهدف إلى تعزيز التواصل الديني وتطوير المعرفة المتبادلة بين الشعبين، مشيرًا إلى مشروع عالمي يجمع الناس حول القيم الإنسانية المشتركة ومبادئ التفاهم والاحترام والتعايش السلمي.

 
رسالة عُمانية للقيم الإنسانية

من جانبه، أشاد الدكتور محمد بن سعيد المعمري بالتعاون مع الجانب الروسي، معربًا عن شكره لحكومة روسيا والإدارة الدينية لمسلميها على تنظيم هذا الحدث ضمن زيارته الرسمية. وأكد أن هذا المشروع، الذي جاب أكثر من 140 موقعًا حول العالم، يجسد التزام سلطنة عُمان بالعمل المستمر لتعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية، مشيرًا إلى أن تاريخ روسيا شاهد على تجارب عميقة في التعايش الديني وحسن الجوار.

من موسكو إلى قازان

بعد انتهاء فعالياته في جامع موسكو الكبير يومي 26 و27 نوفمبر، ينتقل المعرض في 29 و30 نوفمبر إلى جمهورية تتارستان، حيث يستضيفه مسجد المرجاني التاريخي في مدينة قازان، في خطوة تعكس الحرص على توسيع دائرة التأثير الثقافي والديني للفعالية لتشمل مختلف المناطق الروسية ذات الحضور الإسلامي.

 

تعكس هذه الفعاليات مسارًا مهمًا من مسارات الدبلوماسية الدينية المعاصرة، حيث تتلاقى جهود المؤسسات الدينية في الدول الإسلامية لتعزيز القيم الإنسانية المشتركة ونشر ثقافة التفاهم والعيش المشترك، في وقت يتزايد فيه دور الدين كجسر للتواصل الحضاري بين الشعوب.

ـ مصدر الصور: صفحة فضيلة الشيخ روشان أبياسوف، نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا، على فيسبوك.

التخطي إلى شريط الأدوات