مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

روسيا.. قرية سريدنيا إيليوزان تطلق مشروعًا تربويًا يواكب احتياجات الجيل المسلم الجديد

يقدم تعليم ديني منهجي لأبناء القرية من البنين والبنات في المرحلة العمرية الحساسة بين 9 و16 عامًا

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

في قرية سريدنيا إيليوزان الهادئة بمنطقة بنزا، يتشكل مشروع تربوي لافت يحمل عنوان تربية المسلم المعاصر، يجمع بين الجذور الدينية العميقة للقرية واحتياجات الجيل الجديد في مجتمع تتسارع تحولاته.

المشروع، الذي تشرف عليه الإدارة الدينية لمسلمي بنزا عبر المدرسة الأسبوعية المسجدية، يهدف إلى تقديم تعليم إسلامي منهجي للفئة العمرية الحساسة بين 9 و16 عامًا، حيث تتبلور الشخصية وترتسم ملامح الهوية.

 

منهج متكامل وبناء معرفي راسخ

يعتمد البرنامج على أربعة مسارات تعليمية مركزية: التفسير والعقيدة، الفقه، القرآن الكريم، والأخلاق. ويُدرّس الطلاب يومين أسبوعيًا، يتضمن كل منهما ثلاث حصص كاملة تُقدَّم بأسلوب تفاعلي، مع مراعاة التدرج في البناء العلمي. الإقبال المتزايد دفع إلى وضع معايير قبول واضحة تشمل القدرة على القراءة الصحيحة للقرآن، وخوض اختبارات أولية، ومقابلات شخصية لقياس الاستعداد والجدية.

رسالة تربوية أوسع من قاعة الدرس

لا يقتصر المشروع على تلقين المعلومات، بل يستهدف تكوين جيل قادر على المواءمة بين القيم الإسلامية المتوارثة في يلوزان والعيش الفاعل داخل مجتمع روسي متعدد الثقافات. ويؤكد القائمون أن الهدف هو بناء شخصية متوازنة، تفهم ذاتها، وتحسن تمثيل دينها، وتتحلى بالثقة والانفتاح والمسؤولية.

 

طاقم تعليمي يجمع الخبرة والحداثة

يشرف على البرنامج المعلم رميل توغوشيف، صاحب الخبرة الممتدة عشر سنوات، والذي يجمع بين التأهيل العلمي والديني بوصفه خريج المعهد التكنولوجي في موسكو وطالب الجامعة الإسلامية في قازان. ويشارك إلى جانبه عدد من طلبة جامعة قازان الفيدرالية، ما يضفي على العملية التعليمية روحًا شبابية ويُدخل أدوات تربوية حديثة تعزز تفاعل الطلاب.

 

أبعاد اجتماعية وتنموية

يحمل المشروع أهمية خاصة لقرية سريدنيا إيليوزان، التي ترى في التعليم الديني المنهجي وسيلة لصناعة جيل واعٍ بهويته، ومندمج بفاعلية في المجتمع، وقادر على تمثيل قيمه في فضاء روسي واسع ومتعدد الهويات. ويُعد البرنامج خطوة نوعية في مسار الارتقاء بالتعليم الإسلامي الريفي، وتحويله من تعليم تقليدي محدود إلى مشروع تربوي يسهم في صناعة مواطن مسلم متوازن ومعاصر.

بهذا المسار، تبدو القرية الصغيرة وكأنها تفتح نافذة تعليمية واعدة تُعيد تعريف دور التربية الإسلامية في روسيا، وتمنح أبناء الجيل الصاعد فرصة لتشكيل وعي ناضج يليق بتاريخ مجتمعهم وحاضر وطنهم ومستقبلهم.

التخطي إلى شريط الأدوات