
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
استقبلت مدرسة “محمدية” الدينية في قازان عاصمة جمهورية تتارستان، بوسط روسيا، الاثنين 1 سبتمبر 2025، عامها الدراسي الجديد بحفل تربوي مهيب تزامن مع يوم المعرفة الذي تحتفل به روسيا سنويًا. وخلال الحفل تم الترحيب بانضمام 100 طالب وطالبة إلى الصفوف الأولى بعد اجتيازهم اختبارات القبول بنجاح، حيث بلغ عدد المقبولين 40 شابًا و60 فتاة، في خطوة تعكس الإقبال المتزايد على طلب العلم الشرعي في واحدة من أعرق مؤسسات التعليم الإسلامي بالبلاد.
كلمات توجيهية وإشراقات علمية
شهدت ساحة المدرسة مراسم استقبال طلاب الصف الأول بحضور رستم حضرة فاليولين، النائب الأول لمدير مدرسة “محمدية”، والذي ألقى كلمة توجيهية نيابة عن مفتي تتارستان ومدير المدرسة كميل حضرة ساميغلين. وقد شدّد في كلمته على أهمية الانضباط في مسيرة طلب العلم، والالتزام بالضوابط التعليمية والدينية التي تميز هذه المؤسسة العريقة، باعتبارها منارة لإعداد جيل متوازن يجمع بين العلم والالتزام الشرعي.
شارك في الحفل عدد من المسؤولين والعلماء، من بينهم بولات نزاموف، مدير قسم التعليم في الإدارة الدينية لمسلمي تتارستان، وزلفات حضرة غبدولين، نائب مدير المدرسة للشؤون الأكاديمية والتربوية. وقد وجّهوا كلماتهم التربوية للطلاب الجدد، مذكرين بمكانة العلم في الإسلام، ومؤكدين أن طلب المعرفة عبادةٌ يُثاب عليها المسلم، وأن من يسلك طريق العلم فإن الله يفتح له أبواب الخير وييسّر له السبيل إلى الجنة.
تنوع طلابي واسع
تميز العام الدراسي الجديد في مدرسة “محمدية” بحضور طلاب جدد من خلفيات جغرافية متعددة، حيث لم يقتصر القبول على أبناء تتارستان، بل شمل أيضًا طلابًا من جمهوريات باشكورتستان وتشوفاشيا، إلى جانب أقاليم روسية مختلفة مثل سامارا وتشيليابينسك وموسكو وسانت بطرسبورغ وأستراخان وغيرها. ويعكس هذا التنوع المكانة الرائدة للمدرسة على مستوى روسيا، باعتبارها مقصدًا تعليميًا وتربويًا يفتح أبوابه أمام الراغبين في التزود بالعلم الشرعي من مختلف المناطق.
كادر تعليمي وتجهيزات متكاملة
يحظى طلاب مدرسة “محمدية” بفرصة التعلم على أيدي نخبة متميزة من العلماء والمعلمين، يبلغ عددهم 25 معلمًا من ذوي المؤهلات العليا في العلوم الدينية والدنيوية، بينهم دكاترة وأساتذة متخصصون. كما أعدت المدرسة بيئة تعليمية متكاملة توفر للطلاب قاعات دراسية مجهزة، ومكتبة ثرية بالمراجع، وقاعة رياضية، إضافة إلى مرافق للوضوء وقاعة مطالعة، بما يضمن تنمية متوازنة تجمع بين التحصيل العلمي والجانب الروحي والجسدي.
إسهام ممتد منذ 1993
تحتفظ مدرسة “محمدية” بمكانتها المرموقة كإحدى أعرق مؤسسات التعليم الإسلامي في روسيا، حيث ساهمت منذ تأسيسها عام 1993 في تخريج أكثر من 2000 طالب، كان من بينهم مفتي تتارستان الحالي كميل حضرة ساميغلين، إلى جانب نخبة من القيادات الدينية في روسيا وبيلاروسيا ومناطق أخرى. وقد واصلت المدرسة خلال العام الماضي وحده تعليم أكثر من 1200 طالب في برامجها المختلفة، فيما تجاوز عدد خريجيها سنويًا 220 شخصًا، مما يؤكد دورها الريادي في إعداد الكوادر العلمية والدعوية المؤهلة لخدمة المجتمع.
التعليم الإسلامي أولوية استراتيجية
يأتي التعليم الإسلامي في صدارة أولويات المشيخات الإسلامية في روسيا، خاصة بعد الفراغ الكبير الذي خلفه اختفاء أجيال من العلماء خلال الحقبة الشيوعية في القرن الماضي. ومن هذا المنطلق، تُركز المؤسسات التعليمية على إعداد جيل جديد يجمع بين العلم الشرعي والمعرفة العصرية، قادر على قيادة المجتمع المسلم بالحكمة والاعتدال، والحفاظ على الهوية والقيم الإسلامية.