
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في إطار تعزيز الحوار الإسلامي المسيحي، نظمت المشيخة الإسلامية الألبانية في سويسرا (Komuniteti Musliman Shqiptar në Zvicër – KMSHZ)، أمس 25 أغسطس 2025، زيارة إلى الدير البندكتي في آينزيدلن (Benediktinerkloster Einsiedeln)، بمشاركة وفد من أئمة المساجد الألبانية المنتشرة في البلاد، حيث يعد هذا الدير أحد أبرز المعالم التاريخية في كانتون شفيتس (Kanton Schwyz) بسويسرا.
استقبال ومحاضرة تعريفية
استقبل الوفد الراهب سيريل (Cyrill)، الذي رافق الضيوف في جولة داخل أقسام الدير المختلفة، وقدم شرحًا حول العقائد والتعليمات الأساسية والممارسات الدينية للرهبان البندكتيين. كما ألقى محاضرة بعنوان الحياة والنشاط الديني للراهب المسيحي.
ضيافة إسلامية شرقية خاصة
أُعد للضيوف مأدبة غداء وفق المعايير الإسلامية، كما خُصصت قاعة مفروشة بسجادة ذات طراز شرقي وموجهة نحو القبلة لتأدية صلاة الظهر. وتمكن الأئمة كذلك من متابعة صلاة الرهبان الظهرية مباشرة داخل الدير.
تبادل الخبرات الدينية
شمل اللقاء جلسة حوارية حول تبادل الخبرات بين رجال الدين المسلمين والرهبان المسيحيين، وتركز النقاش حول طرق وأشكال الصلاة في الإسلام وفي الطقس البندكتي.
دعوة متبادلة لتعزيز الحوار
رئيس المشيخة الإسلامية الألبانية في سويسرا (KMSHZ)، الحافظ مِهاس علييا (Mehas Alija)، شكر المضيفين على حسن الاستقبال، ووجه لهم دعوة لزيارة إحدى المساجد الألبانية في سويسرا العام المقبل. وأكد أن الهدف من مثل هذه اللقاءات هو تعزيز التعارف المتبادل، معتبرًا أن المعرفة المتبادلة تساهم في إزالة الأحكام المسبقة وتقوية جسور التعاون.
خطوة ضمن تقليد للحوار بين الأديان
أجمع المشاركون على أن الزيارة كانت تجربة مميزة ومفيدة للطرفين، سواء للأئمة المسلمين أو للرهبان المسيحيين. كما وجّهت المشيخة شكرها للناشط في مجال الحوار بين الأديان والثقافات هانس فيبر (Hans Weber) من مدينة تون (Thun)، الذي ساهم بدور بارز في تنظيم هذا اللقاء الذي أصبح تقليدًا متكررًا للحوار الديني في سويسرا.
جسور حقيقية للحوار والتفاهم
تمثل هذه الزيارات والتجارب الفريدة جسورًا حقيقية للحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات، خاصة في المجتمعات الغربية المتعددة. فهي تعزز الاحترام المتبادل وتزيل الأحكام المسبقة، وتتيح لكل طرف التعرف على الآخر عن قرب، مما يسهم في بناء مجتمعات أكثر انسجامًا وتعاونًا.
كما تعكس هذه المبادرات دور المؤسسات الدينية مثل المشيخة الإسلامية الألبانية في سويسرا في تعزيز قيم التسامح والتعايش، وتؤكد أن التعارف والتواصل المباشر بين الشعوب والثقافات هو الطريق الأمثل لتعزيز السلام والاندماج المجتمعي.