مسلمون حول العالم ـ متابعات ـ وكالات
حملة لحزب الشعب السويسري اليميني المتطرف لحظر النقاب في الأماكن العامة، وهو أمر سيصوت عليه في استفتاء مُلزم على مستوى البلاد الأحد. وفقًا لم نشرته “اندبندنت”، نقلًا عن “رويترز”، الأربعاء 3 مارس 2021م.
“أوقفوا التطرف”، عبارة كُتبت على لافتة حمراء فوق صورة لامرأة محجبة تضع نقاباً أسود اللون في قرية هادئة خارج زيورخ. واللافتة جزء من حملة لحزب الشعب السويسري اليميني المتطرف لحظر النقاب في الأماكن العامة.
مخالف لتقاليد سويسرا
وقال عضو البرلمان عن حزب الشعب السويسري ورئيس لجنة الاستفتاء، وولتر وبمان، “من تقاليدنا في سويسرا ألا نخفي الوجه. هذه علامة على حرياتنا الأساسية”.
وجاء الاقتراح قبل ظهور جائحة كورونا التي أجبرت جميع البالغين على تغطية وجوههم بالكمامات للحد من انتشار العدوى، وحصل الاقتراح على تأييد كاف لإجراء الاستفتاء في 2017.
ولا يتطرق الاقتراح إلى الدين الإسلامي بشكل مباشر، ويستهدف كذلك منع المحتجين ومشجعي كرة القدم من مثيري الشغب من تغطية وجوههم، لكن الساسة المحللين ووسائل الإعلام وصفوه بأنه “حظر البرقع”.
ويُعمّق الاقتراح العلاقات المتوترة بين سويسرا والمسلمين بعد أن صوت المواطنون على حظر بناء مآذن جديدة في العام 2009، فيما تفرض مقاطعتان بالفعل حظراً على غطاء الوجه.
وأضاف وبمان أن التصويت “لا يستهدف الدين الإسلامي في حد ذاته”، موضحاً “غطاء الوجه يرمز إلى التطرف، والإسلام السياسي الذي انتشر بشكل متزايد في أوروبا لا مكان له في سويسرا”.
تأييد غالبية السويسريين
والشهر الماضي وفي استطلاع يعد الأول من نوعه حول الموضوع ونشرته مجموعة “تاميديا” الصحافية، أبدى 63 في المئة من السويسريين تأييدهم المبادرة الشعبية لحظر “إخفاء الوجه” في الأماكن العامة.
ويشير الاستطلاع الذي شمل أكثر من 15 ألف شخص، إلى أن 35 في المئة ممن استُطلع رأيهم يعارضون النص الذي وصفته وسائل الإعلام السويسرية بأنه “مبادرة حظر البرقع”، بينما لم يتمكن اثنان في المئة من تحديد موقفهم.
معارضة الحكومة السويسرية
أما الحكومة فأعربت عن معارضتها النص الذي تعتبره “غير ضروري”، لأن النساء اللواتي يرتدين النقاب هن بشكل رئيس من السياح، موصية برفض المبادرة الشعبية، وحذرت من أن “فرض حظر على مستوى البلاد من شأنه أن ينتهك حقوق الأقاليم، ويضر بالسياحة ولن يساعد النساء المعنيات”.
وفي المقابل، تدعم الحكومة مشروعاً مضاداً غير مباشر ينص على إلزام الجميع بالكشف عن وجوههم للسلطات عند الضرورة للتحقق من هويتهم، وسيدخل المشروع المضاد حيز التنفيذ في حال رُفضت المبادرة الشعبية.
ولا يعد النقاش حول حظر إخفاء الوجه أمراً جديداً في سويسرا، حيث تبناه بالفعل إقليما سانت غال وتيتشينو، بينما أعربت أقاليم أخرى عن معارضتها له.
وأوروبياً، حظرت فرنسا ارتداء النقاب الكامل في الأماكن العامة العام 2011، وتطبق الدنمارك والنمسا وهولندا وبلغاريا حظراً كاملاً أو جزئياً على البرقع في الأماكن العامة أيضاً.