
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل العدوان الروسي، استهدفت صواريخ الجيش الروسي فجر أمس العاصمة الأوكرانية كييف، وكان من بين الأهداف مركز ديني وثقافي بارز للمسلمين هو المركز الثقافي الإسلامي، الذي يضم المسجد الجامع الرائد، أحد أكبر المساجد في أوكرانيا وأكثرها رمزية.
هجوم صاروخي يهز العاصمة كييف ويصيب المركز الإسلامي
الانفجار العنيف الذي دوّى قرب المسجد ألحق أضرارًا جسيمة بمبنى المركز، محطِّمًا نوافذه وأبوابه، ومخلّفًا دمارًا واسعًا في الفصول الدراسية والمكاتب والمرافق التابعة له، في مشهد صادم ومفجع للجالية المسلمة وللشعب الأوكراني على حد سواء.
مؤسسات دينية وتعليمية تحت القصف
يُعد المجمع المتضرر من أبرز المؤسسات الإسلامية في البلاد، ويضم إلى جانب المسجد الجامع كلًا من مجلس مسلمي أوكرانيا، والإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا (الأمة)، ومكتب رابطة المسلمات في أوكرانيا، ومدرسة مستقبلنا الإسلامية التي يرتادها الأطفال يوميًا.
استنكار رسمي ودعوات للإدانة الدولية
في أول تعليق رسمي، عبّر مجلس مسلمي أوكرانيا عن استنكاره الشديد للهجوم، معتبرًا أن ما جرى استهداف متعمد لبنية دينية وثقافية تخدم آلاف المسلمين، وجريمة ضد التعايش والسلم المجتمعي.
من جهته، وصف وزير الخارجية الأوكراني القصف بأنه دليل جديد على أن روسيا لا تميز في عدوانها، وتشن حربًا إجرامية على المدنيين والمقدسات والمؤسسات الإنسانية، داعيًا الدول الإسلامية والمنظمات الدولية إلى إدانة هذا التصعيد الخطير.
غضب شعبي ورسمي واسع
الغضب الشعبي لم يقتصر على مسلمي أوكرانيا، بل عمّ مختلف الأوساط المحلية، حيث نددت فعاليات دينية ومدنية بالهجوم، ورأت فيه إهانة لمشاعر مئات الآلاف من المسلمين، وتحديًا سافرًا لقيم التعدد الديني وحرمة دور العبادة.
نداء استغاثة لإعادة الإعمار
في المقابل، أطلق مركز محمد أسد الثقافي الإسلامي في مدينة لفيف نداء استغاثة عاجل، داعيًا إلى دعم جهود الترميم وتأهيل مرافق المسجد المتضرر، مؤكدًا أن قصف بيت من بيوت الله لن يزيد المسلمين إلا تمسكًا بوحدتهم وهويتهم.
شهادات من قلب الحدث
وفي منشور مؤثر، كتب الداعية مراد سليمانوف أن المسجد الذي كان يجمع الآلاف في صلوات الجمعة والعيد بات اليوم محاطًا بالركام والزجاج المحطم، مؤكدًا أن الظلم لن يدوم وأن نهاية المعتدين حتمية.
تساؤلات عن الصمت الدولي
ويأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد لافت في استهداف المواقع المدنية والدينية، مما يطرح مجددًا تساؤلات حول صمت كثير من القوى العالمية ومحدودية رد الفعل الدولي أمام الانتهاكات الروسية المتكررة للهوية والثقافة الأوكرانية.
صمود في وجه القصف
ورغم فداحة الخسائر، شددت قيادات الجالية الإسلامية في أوكرانيا على أن هذا العدوان لن ينال من صمودهم، بل سيزيدهم إصرارًا على البقاء والمساهمة في الدفاع عن وطنهم وإعادة بناء ما تهدم.