
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
أعلن فيدات أحمد، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في بلغاريا، عن صدور كتاب جديد باللغة البلغارية يوثق مداخلات وأبحاث المؤتمر العلمي الدولي الذي أقيم قبل أكثر من عامين في مدينة شومن، احتفاءً بالذكرى المئوية لتأسيس مدرسة “النواب” التاريخية.
وأوضح أحمد أن الإصدار، الذي نشره معهد صوفيا الإسلامي العالي، يضم جميع الكلمات والدراسات التي قُدمت خلال الفعالية، والتي تناولت الدور التعليمي والثقافي للمدرسة في تاريخ مسلمي بلغاريا، مشيرًا إلى أن الكتاب جاء متأخرًا نسبيًا لكنه يشكل إضافة علمية قيمة.
وقدّم أحمد شكره للمشاركين والباحثين الذين أسهموا في إعداد هذا العمل التوثيقي، معبرًا عن أمله في أن يكون مرجعًا مفيدًا للمهتمين بتاريخ التعليم الإسلامي في المنطقة.
مدرسة “النواب”.. “أزهر بلغاريا”
يذكر بأن مدرسة/معهد “النواب”، هي التي أبقت على الحياة الإسلامية الدينية في بلغاريا في النصف الأول من القرن العشرين قبل أن تغلق في عام 1947م، وكانت المؤسسة التعليمية الدينية الإسلامية الوحيدة في كافة أنحاء بلغاريا. وقد أسست وفق اتفاقية بين كل من تركيا وبلغاريا في عام 1913م، إلا أن الدراسة بها تأخرت حتى عام 1922م، نظرًا لاندلاع الحرب العالمية الأولى.
وكان لمدرسة النواب دور محوري في إثراء الحياة العلمية والثقافية في أوساط مسلمي بلغاريا، فقد تخرج منها الكتًاب والشعراء والأئمة والقضاة والمثقفون، ومن بين المئات الذين تخرجوا منها بينهم 40 شخصية عالمة ألفوا نحو 500 كتاب في مختلف مجالات العلوم الإنسانية والدينية.
وتعد “النواب”، مدرسة ثانوية إسلامية (5 سنوات) تدرس العلوم العلمية والأدبية بجانب المواد الدينية، وكذلك فهى معهد ديني في المرحلة التالية (3 سنوات) حيث يدرس العلوم الدينية الشرعية في مرحلة ما بعد الثانوية. كما تميزت بكفاءات تدريسية مميزة فقد كان أساتذة المدرسة علماء كبار درسوا العلوم الدينية في دار الفنون في إسطنبول، ثم واصلوا دراستهم بجامعة الأزهر الشريف في القاهرة.