مسلمون حول العالم ـ متابعات
شخصية اليوم، تتحدث عن مصلح ومؤرخ موسوعي كبير، كان قد دعا إلى إصلاح التعليم في مدارس مسلمي روسيا، والاستفادة من منجزات الحضارة الغربية، وقد تركت جهوده العلمية والبحثية؛ بل والإعلامية أثرًا في ثقافة شعوب القوقاز المسلمة.. فماذا تعرف عن “علي كايايف”؟
بقلم/ الدكتور أمين القاسم ـ الباحث في تاريخ المنطقة
“علي كايايف”، أو “زامير علي”، أو “علي عبد الحميد الغُمُوقي”، (1878- 1943م)، يعد مفكر، ومربي داغستاني، من قومية “اللاكي”، إحدى قوميات شعوب جبال القوقاز.
علماء داغستان
تلقى “علي كايايف”، تعليمه الأساسي على يد عدد من شيوخ وعلماء داغستان، وأتقن عدة لغات، وفي العام 1899م خط بيده وحقق كتاب “بارقة السيوف الجبلية في بعض الغزوات الشاملية” لأحد علماء داغستان، وهو الشيخ محمد طاهر القراخي (1808- 1880م).
سافر “علي كايايف”، للدراسة في الجامع الأزهر بالقاهرة عام 1905م، وهناك تعرف على الفكر الإصلاحي الذي قاده جمال الدين الأفغاني (1838- 1897م)، والشيخ محمد عبده (1834- 1905م) والتقى مع الشيخ محمد رشيد رضا (1865- 1935م) وشارك مع الأخير في مجلة “المنار”، وأصبح أحد تلامذة ومنظري الفكر الإصلاحي.
في طريق عودته إلى القوقاز عام 1908م نزل في اسطنبول، وهناك اعتقلته السلطات العثمانية لعدة أيام وأبعدته لروسيا.
تعليم عصري
عمل “علي كايايف”، في داغستان مدرسًا، وافتتح ثلاث مدارس جديدة بأسلوب تعليم عصري، تخرج منها مئات الطلبة الذين حملوا لواء الثقافة والسياسة في القوقاز.
صحافة مؤثرة
شارك “علي كايايف”، في إصدار صحيفة “جريدة داغستان” باللغتين العربية والروسية في العام 1913م، وكان “كايايف”، رئيس تحرير الجريدة الفعلي، وأصبحت الصحيفة لسان حال المصلحين المسلمين في القوقاز إلى العام 1918م.
حقبة شيوعية
رحّب “علي كايايف”، بثورة فبراير عام 1917م على حكم أسرة رومانوف القيصري ورأى فيها بداية الحرية لشعوب القوقاز، وشارك في الحياة السياسية، وانتخب عضوا في مجلس داغستان الإقليمي.
اعتزال وتدريس
اعتزل الحياة الاجتماعية بعد سيطرة الشيوعية على القوقاز، واتجه للتدريس والأنشطة العلمية، ولكنه اعتقل عام 1930م بتهمة المشاركة في أنشطة معادية للثورة، وحكم عليه بالنفي إلى جنوب الأورال لمدة 5 سنوات.
ترحال وبحث
بعد أربع سنوات، أطلق سراحه عام 1934م، وقام بمتابعة بحثه وترحاله للكتابة عن تاريخ داغستان وجمع وحفظ الكتب والمخطوطات، وعمل كموظف في معهد البحث العلمي في مدينة محج قلعة بداغستان.
اعتقل مرة أخرى عام 1939م، وبعد عام من الحبس الانفرادي، حُكم عليه بالسجن والنفي إلى كازاخستان لمدة 5 سنوات بتهمة التجسس لصالح تركيا.
توفي “علي كايايف”، في معتقله بعد إصابته بمرض التيفوئيد، في العام 1957م تمّ إعادة الاعتبار له وتبرأته من التهم التي نُسبت له.
إصلاح التعليم
كان “علي كايايف”، مهتمًا بإصلاح طرق التدريس والتعليم في مدارس المسلمين، ودعا للاهتمام باللغات الأم للشعوب المسلمة إلى جانب اللغة العربية.
كتب مدرسية وثقافية
وقد كتب عدة كتب مدرسية منها “رسالة في علم الفلك الجديد” و “الجغرافيا الفيزيائية”، وكتبا أخرى منها: “قواعد اللغة اللاكية” ، “مواضيع في اللغة وتاريخ داغستان”، “الشريعة الإسلامية” و”تاريخ الحرب الأهلية”، وغيرها ، إضافة لعشرات المقالات في العلوم الطبيعية والتربوية والإنسانية.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=10219340110486119&id=1611567851