
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في مشهد وطني وديني يجمع بين الوفاء والانتماء، نظّمت إدارة الجاليات في رئاسة المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، لقاءها السنوي مع ممثلي وأبناء الجاليات الكوسوفية المنتشرين في دول المهجر، وذلك في مدرسة “علاء الدين” الثانوية الإسلامية بالعاصمة بريشتينا، التي باتت تقليدًا سنويًا يرسّخ التواصل بين الداخل الكوسوفي وامتداده في الخارج.
مشاركة واسعة من ثلاث قارات
شهد اللقاء مشاركة واسعة من وفود الجاليات الإسلامية الألبانية القادمة من ألمانيا وسويسرا والنمسا، إضافة إلى ممثلين عن الجاليات في أستراليا وأمريكا. وقد حضر اللقاء رؤساء اتحادات ومجالس ومراكز إسلامية ألبانية، إلى جانب أئمة وممثلي مساجد وشخصيات مجتمعية، عاقدين العزم على مواصلة الدعم والتواصل مع الوطن الأم.
اللقاء.. عنوان للفخر والوفاء
وفي كلمته الافتتاحية، قال فضيلة الشيخ أكرم سيمنيتسا، رئيس إدارة الجاليات:”هذا اللقاء يُجسد الأخوة والارتباط الديني والوطني الذي نفتخر به، أينما كنا في هذا العالم”، مؤكدًا أن الجاليات لعبت – ولا تزال – دورًا محوريًا في دعم المؤسسات التعليمية والدينية التابعة للمشيخة الإسلامية، وفي مقدمتها مدرسة علاء الدين وكلية الدراسات الإسلامية.
الجاليات.. فخر الوطن في المهجر
من جانبه، رحّب فضيلة الشيخ الدكتور نعيم ترنافا، رئيس المشيخة الإسلامية ومفتي كوسوفا، بأبناء الجاليات العائدين إلى وطنهم، مؤكدًا أن زيارتهم إلى موطن النشأة والتربية تمثل مصدر فخر واعتزاز، وأضاف: “أنتم ترفعون اسم كوسوفا عاليًا في المجتمعات التي تعيشون فيها، وتُجسدون صورة المسلم الألباني المتمسك بدينه وهويته”.
أفكار ومبادرات لتعزيز الشراكة
تحوّل اللقاء إلى منصة حوارية مفتوحة، قدّم من خلالها المشاركون أفكارًا ومبادرات لتعزيز الشراكة بين الجاليات والمشيخة، تشمل تنسيق الفعاليات الدينية، وتطوير المناهج التعليمية، وتوفير الأئمة والمواد الإسلامية في المهجر، بما يضمن ترسيخ الهوية الدينية والوطنية للأجيال القادمة.
اللقاء.. محطة سنوية ثابتة
بات هذا اللقاء محطة سنوية ثابتة، تجمع بين أبناء الوطن الواحد، وتعكس التزام المشيخة الإسلامية في كوسوفا برسالتها الشاملة، التي لا تقتصر على الداخل فقط، بل تمتد لتشمل رعاية الجاليات في الخارج، وتوثيق عرى التواصل معها.
تكريم رمزي.. امتنان وتقدير
وفي ختام اللقاء، قدّمت المشيخة الإسلامية هدايا رمزية للمشاركين، تعبيرًا عن الامتنان والتقدير، ولتظل هذه المناسبة شاهدة على عمق العلاقة بين كوسوفا وأبنائها في المهجر، علاقة تتجاوز المسافات وتحمل بين طياتها معاني الوفاء والانتماء.
إدارة الجاليات في المشيخة الإسلامية بكوسوفا
تُعد إدارة الجاليات الألبانية المهاجرة إحدى الإدارات المتخصصة داخل المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، والأقدم في البلقان، وقد أنشئت بمبادرة رائدة سبقت بها الحكومة الكوسوفية نفسها. تتولى الإدارة مهمة توثيق التواصل مع الجاليات الكوسوفية في الخارج، وتنسيق الدعم المتبادل، حيث تسهم الجاليات في دعم المؤسسات التعليمية للمشيخة، بينما تمدّهم الأخيرة بالأئمة والكتب الدينية اللازمة، وتنسق معهم في إحياء المواسم والمناسبات الدينية، حفاظًا على الهوية الإسلامية والوطنية في بلدان المهجر.