مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
أبرز منشور لمفتي حوض الفولجا للشيخ مقدس بيبارسوف، أنه قرية سريدنيا يليوزان في مقاطعة بينزا الروسية، تُعد أكبر تجمع سكاني تتري في روسيا الاتحادية، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 10 آلاف نسمة، وهم جميعهم تقريبًا من التتر المسلمين.
أسست القرية في نهاية القرن السابع عشر (خصصت الأرض عام 1681) على يد نبلاء تمينك (تومن) من التتر النبلاء، وتُشكل اليوم نموذجًا للحفاظ على الهوية الإسلامية التترية في قلب روسيا.
يروي أحد أبناء القرية أن أصول العديد من العائلات، بما فيها عائلته، تعود إلى المرزى رزيب إيباكوف (خدايباكوف)، حفيد إسلام بن الأمير بيبارس ديفلتكيلدييف. ينحدر معظم سكان القرية من أبناء هؤلاء النبلاء التتر، مما يجعلها نواة إسلامية تاريخية للأمة التترية في روسيا.
نهضة دينية وثقافية مستمرة
تضم القرية اليوم 12 مسجدًا عاملاً، إلى جانب مدرستين ثانويتين ورياض أطفال ومكتبة ودار ثقافة، مما يعكس نهضة دينية وثقافية مستمرة. يُذكر أن مقاطعة بينزا كانت تحتوي في العصر السوفييتي على أعلى نسبة مساجد في الجمهورية الروسية الاتحادية الاشتراكية السوفييتية.


يؤكد أبناء القرية أن أحفاد نبلاء تمينك والتتر النبلاء يمثلون اليوم النواة الإسلامية للأمة التترية، ويدعون إلى الدعاء للأسلاف الذين حافظوا على الإيمان في ظروف صعبة.
زار الكاتب القرية يومي 20 و21 ديسمبر 2025، مشيدًا بهذا الإرث الذي يجسد الالتزام الإسلامي والانتماء الوطني.



تُعد سريدنيا يليوزان نموذجًا ملهمًا لنهضة المجتمع المسلم في روسيا، حيث يحافظ السكان على تراثهم الديني والثقافي رغم التحديات التاريخية.
في الختام، تمثل هذه القرية التترية قلبًا نابضًا للإسلام في روسيا، وتستحق الدعم من العالم الإسلامي من خلال برامج ثقافية وتعليمية مشتركة، ليستمر أبناؤها في الحفاظ على هذا التراث العريق ونقله للأجيال القادمة بدعاء ومساندة.