مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

كنوز تراثية تضيء معهد البحوث والدراسات الإسلامية في كوسوفا

مجموعة قيمة من المخطوطات والكتب النادرة التي كانت في حوزة الشيخ الحافظ أيريدين مورينا، أحد أعلام العلم والدعوة في كوسوفا.

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

في خطوة تعكس روح الاهتمام بالحفاظ على التراث الإسلامي، استقبل فضيلة الشيخ الأستاذ صبري بايجورا، مدير معهد البحوث والدراسات الإسلامية، في العاصمة بريشتينا، والتابع للمشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، مجموعة قيمة من المخطوطات والكتب النادرة التي كانت في حوزة الشيخ الحافظ أيريدين مورينا، أحد أعلام العلم والدعوة في كوسوفا.

جاءت هذه الهدية الثمينة من كريمته أسماء مورينا، التي حرصت على إيداع إرث والدها العلمي في المعهد، إيمانًا منها بأهمية توثيق هذا التراث الثري؛ وذلك استجابة منها لدعوة إدارة المعهد لتجميع التراث الإسلامي الألباني الديني والثقافي في مكتبة واحدة حرصًا على الحفاظ عليه بشكل احترافي واتاحته للأجيال الجديدة.

ومن بين أبرز هذه النفائس المخطوطة، يبرز كتاب “الجامع الصغير” للإمام السيوطي، وهو من أهم المؤلفات التي جمعت الأحاديث النبوية، ما يجعله إضافة علمية كبيرة لمكتبة المعهد.

وفي كلمة بهذه المناسبة، أعرب فضيلة الشيخ الأستاذ صبري بايجورا، مدير المعهد، عن امتنانه لهذه المبادرة، معتبرًا أنها خطوة مهمة في حفظ وصيانة التراث الإسلامي في كوسوفا، الذي يعد جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية والدينية للمنطقة.

لمحة عن سيرة الشيخ الحافظ أيريدين مورينا

وُلد الشيخ أيريدين مورينا في 22 ديسمبر 1955 في بلدة ماموشا التابعة لمدينة بريزرن، حيث تلقى تعليمه الأولي، قبل أن ينتقل إلى مدرسة “علاء الدين” الشرعية في بريشتينا، التي تخرج فيها عام 1976. واصل دراسته في قسم الاستشراق بكلية الفلسفة، ثم التحق بكلية الدراسات الإسلامية في سراييفو عام 1977، ليكون من أوائل الطلبة الكوسوفيين الملتحقين بها، حيث تخرج فيها عام 1982.

بدأ مسيرته الدعوية إمامًا في مسجد سنان قاتب (ليفيشا) في بريزرين عام 1981، ثم تولى إمامة مسجد ترجمان إسكندر (دراجومان)، حيث استمر في أداء رسالته حتى وفاته.

إلى جانب عمله كإمام، عمل أستاذًا لمادة اللغة التركية في مدرسة بريزرن الشرعية، كما كان عضوًا في مجلس المشيخة الإسلامية في بريزرن. حرص طوال حياته على تعليم الأطفال والشباب، مقدمًا دروسًا دينية منتظمة، ليترك بصمة خالدة في قلوب أجيال من طلاب العلم.

إرث علمي خالد

في 13 سبتمبر 2011، رحل الشيخ أيريدين مورينا عن عالمنا، لكن أثره بقي حاضرًا من خلال طلابه، وعمله الدعوي، والمخطوطات التي خلفها.

إن هذه المبادرة من معهد البحوث والدراسات الإسلامية ليست مجرد إضافة إلى مكتبة علمية، بل خطوة في سبيل الحفاظ على تاريخ علمي ثري، يفتح أبوابه أمام الباحثين والزوار، ليطلعوا على صفحات مشرقة من التراث الإسلامي في كوسوفا.

رحم الله الشيخ الحافظ أيريدين مورينا، وجعل علمه صدقة جارية تنير دروب الباحثين والدارسين.

التخطي إلى شريط الأدوات