
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في خطوة تربوية مميزة تستهدف بناء جيل قرآني واعٍ وملهم، تُطلق أكاديمية الحفاظ الصغار في العاصمة الكوسوفية بريشتينا برنامجها الصيفي لعام 2025 تحت شعار: “صيف مختلف.. بالعلم، والمكافآت، والإلهام”، والذي يدمج بين العلم والترفيه، ويجعل من عطلة الصيف فرصة لبناء الذات وغرس القيم النورانية في نفوس الناشئة.
يمتد البرنامج على مدار شهر كامل في الفترة من 24 يونيو إلى 24 يوليو، ويُقام في مقر الأكاديمية الكائن في شارع بايرام كيلميندي، بإشراف الحافظتين المتخصصتين الأستاذة رينيتا نيتاي والأستاذة فاطمة نيتاي، اللتين تُعرفان بتفانيهما في تعليم كتاب الله وتحفيظه بأسلوب تربوي راقٍ.
منهجًا متكاملًا
يتضمن البرنامج الصيفي منهجًا متكاملًا يجمع بين الجوانب التعليمية والدينية والثقافية والترفيهية، ويشمل: تعليم حروف القرآن الكريم ونطقها الصحيح، ودروس في علم التجويد (أحكام التلاوة)، بجانب ختم جماعي للقرآن الكريم، وبالإضافة إلى تنظيم حلقات لتحفيظ سور وآيات مختارة. ويُخصص البرنامج للفئات العمرية التالية: الفتيان من 4 إلى 10 سنوات. بينما الفتيات من 4 إلى 18 سنة.
بيئة تعليمية محفّزة
وقد حرصت الأكاديمية على توفير بيئة قرآنية مشجعة، حيث يتخلل البرنامج: جوائز تحفيزية مميزة، وهدايا رمزية لكل المشاركين، بجانب شهادات مشاركة وتقدير، وبالإضافة إلى تنظيم رحلات وأنشطة ترفيهية، بينما في الختام يتم تنظيم حفل ختامي احتفالي لكافة الأطفال المشاركين في البرنامج الصيفي.
منارة قرآنية تربوية تجمع بين الحفظ، القيم والإبداع
تُعد أكاديمية الحفاظ الصغار في بريشتينا، العاصمة الكوسوفية لدولة كوسوفا، نموذجًا تربويًا فريدًا ومصدر إشعاع قرآني وثقافي في المنطقة. تأسست الأكاديمية على يد الأختين رينيتا وفاطمة نيتاي، اللتين تتميزان بخلفية علمية رفيعة في الدراسات الإسلامية وحفظ القرآن الكريم، وقد عملتا منذ أكثر من سبع سنوات على بناء هذا الصرح التعليمي الذي يستقطب مئات الأطفال من مختلف الأعمار والبيئات.
تتميز الأكاديمية برؤيتها الشاملة التي تتجاوز مجرد الحفظ والتلاوة لتشمل غرس القيم الإنسانية والأخلاقية الفاضلة، مثل بر الوالدين، حب الوطن، الصدق، التسامح، والتعاون. وقد أتاحت الأكاديمية للأطفال التعبير عن إيمانهم وتعاليم القرآن من خلال فنون متعددة مثل الرسم والمسرح والأعمال اليدوية، ما ساهم في تعميق ارتباطهم الروحي والوجداني بالكتاب الكريم.
حظيت الأكاديمية بدعم كبير من المشيخة الإسلامية في كوسوفا، التي تلعب دورًا استراتيجيًا في تعزيز نشاطاتها، من خلال توفير بيئة دينية محفزة وتنظيم فعاليات إيمانية كصلاة الجماعة في مسجد “علاء الدين”، حيث يتعلم الأطفال قيمة المسجد كمنبر اجتماعي وروحي. هذا الدعم المؤسسي ساهم في ترسيخ مكانة الأكاديمية كمركز تربوي متكامل.
كما أن تنظيم الأكاديمية لمسابقات فنية مثل مسابقة الرسم التي شارك فيها أكثر من 80 طفلاً، أظهر مدى نجاحها في استخدام أدوات تعليمية مبتكرة تربط بين القرآن والإبداع، فكانت فرصة للأطفال للتعبير عن قيم القرآن بالفن، ما نال استحسان العائلات والمجتمع.
ولا يفوتنا أن نشيد بالجهود الرائدة للأختين رينيتا وفاطمة نيتاي، اللتين أبدعتا في قيادة هذا المشروع، وأثبتتا أن التعليم القرآني يمكن أن يكون مصدر إلهام لبناء شخصية متوازنة تتمتع بالمعرفة والفضيلة. وهذا ما جعل الأكاديمية نموذجًا يحتذى به في كوسوفا وخارجها.
في الختام، فإن أكاديمية الحفاظ الصغار ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي منارة ثقافية وروحية تسهم في بناء جيل واعٍ يحمل شعلة القرآن وقيمه النبيلة، وهي بحق فخر للمشيخة الإسلامية في كوسوفا وللمجتمع المحلي.