مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
بدعوة من الشيخ أكرم سيمنيتسا، رئيس إدارة الجاليات في المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، تم تنظيم اللقاء السنوي الذي يجمع رؤساء إدارات المشيخة الإسلامية في كوسوفا مع الأئمة وممثلي المساجد الألبانية حول العالم.
اللقاء السنوي الذي أضحى تقليد راسخ لدى المشيخة الإسلامية والذي انعقد أمس الأربعاء 31 يوليو 2024 في مبنى مدرسة علاء الدين الثانوية الإسلامية والتابعة للمشيخة الإسلامية بات يعزز من أواصر التواصل والتعاون بين إدارات المشيخة الإسلامية في العاصمة بريشتينا وبين رؤساء الجاليات الألبانية المهاجرة في دول العالم وكذلك ممثلي المساجد والأئمة العاملين فيها.
دور تاريخي
يذكر بأن الشيخ أكرم سيمنيتسا، رئيس إدارة الجاليات في المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، كان قد قال في حوار سابق مع “مسلمون حول العالم”؛ بأن الجاليات الألبانية من دولة كوسوفا في دول العالم كان لها دور محوري وتاريخي في دعم مؤسسات التعليم الإسلامي التابعة للمشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، وعلى رأسها مدرسة علاء الدين الثانوية الإسلامية وكلية الدراسات الإسلامية في العاصمة بريشتينا.
وكان قد أكد الشيخ سيمنيتسا، في حواره الخاص السابق مع “مسلمون حول العالم”، بأن: هذا الدور في دعم المشروعات التعليمية للمشيخة الإسلامية في كوسوفا “ما زال متواصلًا ومستمرًّا”، ولفت إلى أنه: “لولا هذا الدور الداعم للمشيخة الإسلامية ومؤسساتها التعليمية ما استطاعت الاستمرار في مشروعاتها التعليمية الإسلامية”.
يذكر بأن المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا لا تتلقى أي دعم من الدولة، سواء خلال الحقبة الشيوعية اليوغوسلافية السابقة في النصف الثاني من القرن العشرين، أو حتى من قبل الحكومات الكوسوفية المتعاقبة بعد استقلال الدولة عن صربيا في عام 2008م.
إدارة الجاليات
هذا الدور التاريخي للجاليات الألبانية المهاجرة من كوسوفا حول العالم دفع المشيخة لاتخاذ مبادرة مبكرة سبقت بها كافة مشيخات البلقان الإسلامية، كما سبقت بها الحكومة الكوسوفية نفسها في تأسيس إدارة خاصة للجاليات الكوسوفية المهاجرة داخل المشيخة الإسلامية.
وحول هذه الإدارة، قال الشيخ سيمنيتسا: “إدارة الجاليات الألبانية المهاجرة في المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا مهمتها تتركز في توثيق التواصل مع الجاليات المهاجرة، وتحقيق الدعم المتبادل، فمن جانبهم يدعمون مؤسسات المشيخة التعليمية، ومن جانبنا نمدهم بالأئمة والكتب الدينية اللازمة للحفاظ على أبنائهم من الذوبان في مجتمعاتهم الغربية”.
وأوضح الشيخ سيمنيتسا أن “الكوسوفيين قاموا في البلدان التي ذهبوا إليها بفتح مراكز إسلامية ألبانية لتعليم أبنائهم مبادئ دينهم ولغتهم الألبانية، كي يبقوا على ارتباط بوطنهم ودينهم؛ وهذا يتم بتنسيق مشترك معهم في إحياء المواسم الدينية مثل شهر رمضان”.
حقبة صعبة
يشار إلى أنه خلال حقبة الاحتلال الصربي لكوسوفا (1913-1999)، مارس الصرب ضغوطات اقتصادية هائلة على أهل كوسوفا من الألبان في محاولة لدفعهم للهجرة خارج البلاد، وإحلال الصرب في مناطقهم؛ مما جعل كوسوفا أفقر إقليم داخل جمهورية صربيا، واضطر كثير من العائلات الألبانية الكوسوفية إلى إرسال بعض أبنائها للخارج للعمل؛ بهدف توفير الدعم المالي اللازم لها كي تبقى صامدة على أراضيها في مواجهة المخططات الصربية لتفريغ كوسوفا من أهلها.
هذه الحقبة الصعبة من تاريخ كوسوفا، خاصة في العقود الأخيرة من القرن العشرين، أسفرت عن هجرة ثلث شعب كوسوفا للخارج في أوروبا وأمريكا وأستراليا، إلا أنهم تمسكوا بصلة قوية بعائلاتهم ووطنهم، بالإضافة لدعم المؤسسات التعليمية للمشيخة الإسلامية في كوسوفا، مما ساهم بشكل كبير في صمود أهل كوسوفا.