مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
براشتينا – في انطلاقة تعكس تطورًا منهجيًا في مسار قسم المرأة التابع للمشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، وامتدادًا لجهوده خلال السنوات الأخيرة في الانفتاح على مؤسسات المجتمع المحلي والمنظمات الدولية، شهد الأسبوع الجاري سلسلة من اللقاءات النوعية التي تكرّس هذا التوجه وتؤكد رسوخ حضور القسم في المشهد المجتمعي الكوسوفي.
ففي العاصمة براشتينا، استقبلت السيدة واجدة بنياكو، رئيسة قسم المرأة في رئاسة المشيخة الإسلامية، وفدًا من بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا OSBE إلى جانب ممثلين عن الشرطة المجتمعية، ضمّ كلًا من السيد ديتليف كويغلي، المسؤول الأعلى في قسم الشرطة المجتمعية والأمن، والسيدة أربنوره إيميري ميكولوفسي، المساعدة الأولى للبرامج في بعثة OSBE في كوسوفا.
وخلال اللقاء، قدمت السيدة بنياكو عرضًا موسعًا حول نشاطات القسم وفروعه المنتشرة في مختلف أنحاء كوسوفا، مركّزة على الدور الريادي الذي تضطلع به أكثر من 150 معلمة متفرغة حاصلة على إجازات جامعية في الدراسات الإسلامية، في العمل التربوي والدعوي والمجتمعي، خاصة في ميدان دعم الأسرة وتحصينها فكريًا وتربويًا.
وقد أسفر اللقاء عن التمهيد لإطلاق مشروع توعوي مشترك يُنتظر تنفيذه خلال شهر أبريل الجاري تحت عنوان
تثقيف الأمهات حول العلامات المبكرة للتطرف المؤدي إلى الراديكالية داخل الأسرة، ومشاركة النساء في مناقشة القضايا الأمنية التي تمس حياة المجتمعات المحلية
ويهدف هذا المشروع إلى تمكين الأمهات من أداء دور فاعل في الكشف المبكر عن مؤشرات الانجراف نحو التطرف، وتعزيز ثقافة الحوار والانفتاح على الجهات الأمنية والمجتمعية، بما يسهم في الوقاية المجتمعية وصيانة تماسك الأسرة والمجتمع.
وفي إطار متصل، قامت السيدة ميرجيمي كالينديري، منسقة قسم المرأة في مجلس المشيخة الإسلامية بمدينة بريزرن، يرافقها وفد من المعلمات، بزيارة رسمية إلى كلية الدراسات الإسلامية في العاصمة براشتينا، حيث كان في استقبالهن عميد الكلية الأستاذ المشارك الدكتور إسلام حساني.
وتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون الأكاديمي والتربوي بين المؤسستين، وتطوير البرامج العلمية التي تدعم معلمات القسم وتفتح أمامهن آفاقًا معرفية جديدة تخدم رسالتهن المجتمعية والدعوية.
ويؤكد هذا الحراك أن قسم المرأة في المشيخة الإسلامية بات قبلة للمؤسسات الحكومية والمجتمعية، المحلية والدولية، الراغبة في دعم قضايا المرأة والأسرة في كوسوفا، نظرًا للدور المحوري والمؤثر الذي يضطلع به، ولاتساع قاعدته الميدانية من الكوادر النسائية المؤهلة التي تعمل في مختلف محافظات البلاد.
إنها مرحلة جديدة في مسيرة القسم، تُتوَّج بمبادرات نوعية وشراكات استراتيجية، وتؤسس لتمكين حقيقي للمرأة المسلمة في كوسوفا، عنوانها الأبرز : بناء شراكات استراتيجية لتمكين المرأة، وتعزيز حضورها الفاعل في حماية الأسرة وصناعة الوعي المجتمعي.